كتبت: ميرفت عياد
افتتح الدكتور "شاكر عبد الحميد"- وزير الثقافة- أمس الأول- فعاليات المهرجان النوبي العربي الأفريقي الأول على المسرح الكبير بدار الأوبرا، والذي يستمر لمدة ثلاثة أيام، وذلك بهدف دعم العلاقات المصرية الأفريقية التي يجمعها حوض النيل، وإبراز التراث النوبي الضارب بجذوره في أعماق التاريخ. حضر الافتتاح د. "هشام قنديل"- وزير الموارد المائية والري-، ود. "عبد القوي خليفة"- محافظ "القاهرة"-، وأعضاء مجلس الشعب من النوبة، ولفيف من الإعلاميين والصحفيين.

وقال وزير الثقافة: "إن الاحتفاء بالفن النوبي هو احتفاء بالإبداع والتراث والثقافة النوبية، هو احتفاء بأرض الذهب، والتاريخ، والحلم، والأسطورة، والتنوع الثقافي، وحضارة مصر الخالدة".

وألقى فنان الكاريكاتير "محمد عمر"- كلمة المهرجان- وأكَّد فيها أن أفريقيا أم الحضارات، وأرض الذكريات والحكايات الجميلة، وأن الهوية الأفريقية غنية بالتراث المتنوع لكثرة أعراقها، ولذا يسعى المهرجان لتوثيق فنونها وتراثها والحفاظ عليها من الإهمال وعوامل الاندثار.

حياة النوبيين وعاداتهم
وتضمن حفل الافتتاح الرقصات والأغاني النوبية التى أعقبها افتتاح معرض للمشغولات والمنتجات اليدوية لأبناء النوبة التي تعبِّر عن البيئة النوبية، إلى جانب معرض الفن التشكيلي الذي يضم (200) لوحة فنية وشارك فيه (88) فنانًا. بينما يتضمن المهرجان ندوات ثقافية وكتب تتناول الحضارة والثقافة والبيئة والطبيعة النوبية، ويقدِّم عروضًا فنية تعبِّر عن التراث النوبي، و(9) أفلام تسجيلية وحفلات، ويعرض أقدم فيلم تسجيلي عن النوبة تم تصويره منذ عام 1936 يتناول حياة النوبيين وعاداتهم وتقاليدهم وجمال الطبيعة في النوبة.

مشكلة تهجير أهل النوبة
وتحدث "هاني"- أحد النوبيين- لـ"الأقباط متحدون" عن مشاكل أهل النوبة، والتهجير الذي يعانون منه منذ أكثر من مائة عام، أي منذ بناء سد "أسوان" والسد العالي، الذي أدى إلى غرق أراضيهم بالمياه دون أن تقوم الحكومة بصرف أي تعويضات لهم، مطالبًا بتنفيذ الوعود التي قيلت عن إعادة توطينهم في مناطقهم النوبية القديمة على ضفاف بحيرة "ناصر" جنوب السد العالي، خاصةً أن بعض المسؤولين السابقين قاموا بإعطاء أراضي النوبة لمستثمرين عرب بدلاً من إعادتها لأهلها، إلى جانب سرعة الاهتمام بالتنمية البشرية والاقتصادية والتعليم لأهل النوبة الذين قدَّموا الكثير لـ"مصر".

انقاذ آثار النوبة
وأعرب "يوسف"- أحد النوبيين- عن سعادته بهذا المهرجان الذي يبرز الثقافة النوبية التي أنشئ لها يوم عالمي يحتفل به النوبيون على مستوى (20) دولة في العالم، مؤكّدًا أن النوبة أرض الحضارات التي غرقت من جراء بناء سد أسوان والسد العالي، وهددت تلك المياه الآثار، الأمر الذي جعل "اليونسكو" تصدر نداءًا دوليًا لأضخم عملية إنقاذ للآثار في التاريخ، حيث تم نقل المعابد الموجودة هناك، وأشهرها معبد "أبو سمبل" و"الفيلة"، ونتيجته تم اكتشاف آلاف القطع الأثرية التي يرجع بعضها إلى فترة ما قبل التاريخ، مما استلزم بناء متحف النوبة الذي يعرض من خلاله المراحل المختلفة التي مرت بها النوبة قبل أن تغمرها مياه النيل.

كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها

تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :