كتب – روماني صبري
علق العميد خالد عكاشة ، مدير المركز المصري للفكر والدراسات الإستراتيجية، على تهديد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بشن عملية عسكرية شاملة في سوريا ردا على تحركات الجيش السوري في الأيام الأخيرة، لاسيما تقدمه في مناطق ادلب أخر معاقل الجماعات الجهادية المسلحة الموالية لتركيا، ليؤكد بتصريحه هذا أن قوات جيشه ستبقى في سوريا ولن تغادرها، وجاء التصريح مع مواصلة الجيش الليبي تقدمة في المنطقة الغربية سواء على محور طرابلس أو على المحاور القريبة من مصراتة للقضاء على مرتزقة أردوغان المنتشرين بهذه المناطق.

الخسائر تتوالى على السلطان العثماني
وقال "عكاشة"خلال حلوله ضيفا على برنامج "المواجهة" المذاع عبر فضائية "اكسترا نيوز"،:" حقق الجيش السوري خلال الأسبوعان الماضيان تقدما كبيرا على الجماعات الجهادية التابعة لأردوغان في سوريا."

وتابع :"حيث نجحت قوات الجيش السوري في اختراق مواقع وأماكن كانت سيطرت عليها ميليشيات أردوغان، والتي أراد أن يجعلها مخزن بشري كبير يضم كل أعضاء التنظيمات الإرهابية من المليشيات اللي كانت موجودة بتقاتل في المدن السورية المختلفة ضد الجيش."

الأب الروحي للإرهاب
موضحا :" كل الجهاديين انتشلهم أردوغان ودفع بهم  إلى محافظة أدلب، وكونه اعتاد الخديعة والمكر راح يشارك في المفاوضات الدولية الساعية لحل الأزمة في ليبيا وسوريا."

شوكة في ظهر سوريا
 ولفت :" بدأ أردوغان يعاني الفشل ومرارة الهزيمة عندما نجحت قوات التحالف الدولي في القضاء على تنظيم الدولة الإسلامية "داعش" في العراق وسوريا، إلى جانب انتصارات الجيش السوري، لكن رغم ذلك بقيت إدلب في أيادي الجهاديين وكأنها الشوكة في خاصرة سوريا."

وتابع :"خطط الرئيس التركي لجعل محافظة إدلب السورية تابعة له، عن طريق الجهاديين، وأود أن أشير إلى أن إدلب محافظة كبيرة وليست مدينة وتشمل عددا كبير من المدن وفيها مناطق ريفية تحيط مدينة إدلب من الجهات الأربع، لذلك نسمع في نشرات الأخبار وما تنقله وكالات الأنباء حول الريف الجنوبي والريف الغربي."

صاحب أجندة شيطانية
وشدد :" هو يريد الاستثمار لتحقيق مساعيه الشيطانية عبر جهاديين سوريا بجبهة النصرة والمعروفة الآن بــ"هيئة تحرير الشام" ، حيث غيرت اسمها كونها باتت تضم مليشيات عديدة وصغيرة ومتوسطة ."

وتابع :" جبهة النصرة كانت تمثل تنظيم (القاعدة) في سوريا, وتم تصنيفها دوليا باعتبارها جماعة إرهابية وتنظيم إرهابي إلى جانب أنها مصنفة على المستوى العربي والإقليمي على أنها تنظيم إرهابي أيضا."

يراهن على الجهاديين
موضحا :" راهن أردوغان على أن هذه الجماعات بتجمعها في ادلب ستستطيع تنفيذ هجمات ارتدادية وتستولي على ما تركه "داعش" من أراضي، ما أكد التعاون الوثيق بينه وبين كل الجهاديين."

هل يستطيع تنفيذ تهديده في سوريا ؟
وردا على سؤال "هل الجانب التركي قادر على تنفيذ هذا التهديد مع انخراطه ميدانيا في ليبيا لمساعدة حكومة الوفاق بقيادة فايز السراج، قال العميد خالد عكاشة ، مدير المركز المصري للفكر والدراسات الإستراتيجية :" اشك في ذلك، تصريحاته إعلامية صاخبة يحاول خلالها لفت نظر الجانب الروسي كونه يساند سوريا لاستعادة استقرارها."

وتابع :" إذا ارتكب حماقة وشن هجوم عسكري على سوريا سيضر بمصالح بلاده مع روسيا، وهو لا يريد توسيع دوائر المواجهة مع روسيا في الفترة الراهنة."

موضحا :" هو شارك في مؤتمرات دولية عشان يضمن ويدافع عن مصالح الإرهابيين، لكنه لن يجرؤ على الدفاع عنهم عبر هجوم عسكري في سوريا."

لهذا بات مقيد الحركة
وشدد على أن المسرح الليبي جعل الرئيس التركي مقيد الحركة بخصوص إدلب، كونه اصطدم مع جيشان وطنيان في سوريا وليبيا من اجل المرتزقة الجهاديين."

موضحا :" فضلا على أن الجماعات الجهادية الموالية لأردوغان باتت محرك ضغط كبير عليه جراء الخسائر التي تتكبدها أمام الجيش السوري."