خبير: الجيش ليس خليفة حفتر فقط.. ولا يحارب إلا الإرهابيين والمليشيات

كتب - نعيم يوسف

ما أن عاد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، من ألمانيا، عقب المشاركة في مؤتمر برلين لإيجاد حل للأزمة الليبية، حيث تعهد هناك بعدم إرسال مرتزقة إلى العاصمة الليبية طرابلس، حتى كان مئات المرتزقة في طريقهم إليها، ضاربًا بتوصيات المؤتمر عرض الحائط.
استمرار جلب المرتزقة
في السياق، قال عيسى رشوان، الباحث المختص في الشأن الليبي، إن الهدنة لم تتوقف حتى أثناء اجتماعات برلين، لافتا إلى أن هناك استمرار لجلب المرتزقة والعناصر المسلحة من تركيا وسوريا إلى ليبيا، متسائلا: عن أي هدنة يتحدثون!! مؤكدًا أن الجيش الوطني الليبي لا يحارب إلا المليشيات والإرهابيون، ولا يحارب قوات نظامية، مشددًا على أن هؤلاء يحاربهم العالم، وأيضا الجيش الوطني الليبي، مشيرًا إلى أنهم يستغلون الهدنة من أجل التقاط الأنفاس.
 
وأضاف "رشوان"، في لقاء مع برنامج "وجهًا لوجه"، المذاع على قناة "فرانس 24"، أن تقارير الأمم المتحدة أكدت وجود بعض الخروقات من الطرفين، والعالم بالكامل يرى خروقات الحكومة التركية التي يصر عليها رجب طيب أردوغان، الرئيس التركي، ويزعم أن له حقوقًا في ليبيا، ولا أحد يعلم ما هي هذه الحقوق، مشددًا على أن فايز السراج، رئيس الحكومة في طرابلس، قال إنه سوف يستخدم كل الوسائل المتاحة لديه حتى لو تعامل مع الشيطان.
12 اجتماعًا.. دون الوصول لحل
ولفت الباحث المختص في الشأن الليبي، إلى أن هناك 12 اجتماعًا ومؤتمرًا بشأن ليبيا لإيجاد حل سلمي، ولم يتوصلوا إلى أي حل بسبب أن القوى الدولية لا تريد إنهاء الفوضى، بل تريد إدارة الفوضى، مشددًا على أن القوات المسلحة الليبية ليست فقط المشير خليفة حفتر، وتشخيصها في فرد واحد أمر خاطئ، وهناك إصرار متعمد من الطرف الآخر على هذه الأخطاء.
صراعات دولية تؤجج الأوضاع
وشدد على أن الصراعات الدولية هي التي أججت الصراعات في ليبيا، والتدخل التركي لم يكن أبدًا في مصلحة الليبيين، وتركيا تتدخل فقط من أجل مصالحها الشخصية، ومصالح جماعة الإخوان المسلمين، وهم يسعون إلى التخلص من المسلحين في سوريا، والدواعش، وبقايا تنظيم القاعدة، لحرقهم في طرابلس، وتفاهمات برلين ما هي إلا مجرد فسحة من الوقت لكي يستطيعوا الوصول إلى ليبيا.
المرتزقة.. والحل
أما صلاح البكوش، المستشار السابق للمجلس الأعلى للدولة في طرابلس، إنه ليس هناك أي وقف حقيقي لإطلاق النار، زاعمًا أن الجيش الوطني الليبي لا يرى وجود حل إلا بفوهة البندقية، ويحضرون المؤتمرات من أجل كشف المليشيات، لافتا إلى أن الأيام المقبلة سوف تشهد تحركات عسكرية جديدة.
 
وتابع "البكوش" في تصريحات لنفس البرنامج، أن حكومة الوفاق لم تهاجم الجيش الوطني الليبي، ولم تجلب أي مرتزقة في شهر أبريل الماضي، حينما شن الجيش هجومه على طرابلس، زاعمًا أن الأمم المتحدة في وقت سابق وثقت وجود مرتزقة في الجيش الوطني الليبي، مثل مجموعة فاجنر، وذلك قبل وجود مرتزقة أتراك في ليبيا.
تجاهل المجتمع الدولي
ولفت المستشار السابق للمجلس الأعلى للدولة في طرابلس،  إلى أن حكومة الوفاق هي عضو في الأمم المتحدة، واستخدام قوات دولية لمساعدتها في وجه هجوم الجيش الليبي، لا يعتبر خرقًا للهدنة، مشيرًا إلى أن القوات التي تدافع عن طرابلس الآن سقط منها عدد من القتلى من أجل التناحر والحرب مع داعش، موضحا أن المجتمع الدولي يتعمد تجاهل ما يحدث في ليبيا، لأن المشير خليفة حفتر، قائد الجيش الوطني الليبي، يسعى لحكم ليبيا كاملة، والمجتمع الدولي يتجاهل ذلك.