سليمان شفيق
ورشة البحرين مهدت لاعلان صفقة القرن
صفقة القرن أو خطة ترامب للسلام هي اقتراح، أو خطة سلام تهدف إلى حل النزاع الإسرائيلي الفلسطيني، أعدها رئيس الولايات المتحدة دونالد ترامب. وتشمل الخطة إنشاء صندوق استثمار عالمي لدعم اقتصادات الفلسطينيين والدول العربية المجاورة، وسبق أن طرحها جاريد كوشنر صهر ترامب خلال مؤتمر في البحرين عقد يومي 25 و26 يونيو2019.
ورشة البحرين
افتتح كبير مستشاري البيت الأبيض، جاريد كوشنر "ورشة البحرين" بالقول إن أمريكا تريد أن ترى "السلام والازدهار والأمن يتحقق للإسرائيليين والفلسطينيين والجميع"، وأكد كوشنر أن انتعاش الاقتصاد الفلسطيني لا يمكن أن يحدث إلا عبر حل الصراع مع إسرائيل، وأضاف بأن ورشة البحرين لن تتطرق للجانب السياسي، مشيرا إلى أن الكشف عن الشق السياسي من خطة السلام سيتم في الوقت المناسب.
شاركت مجموعة من الدول في مؤتمر البحرين الذي انعقد في المنامة تحت عنوان "السلام من أجل الازدهار" في 25 يونيو 2019، وفي مقدمتها الولايات المتحدة وإسرائيل، ومن الدول العربية السعودية والإمارات ومصر والأردن والمغرب.
التخطيط لصفقة القرن :
عكفت إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب منذ 2017 على إعداد خطة للسلام في الشرق الأوسط لإنهاء الصراع العربي الإسرائيلي، على أن يتم تقديمها رسمياً مطلع 2018، وتم تأجيل ذلك عدة مرات، ووفقا لشبكة فوكس نيوز، تتضمن وثيقة مشروع السلام الأميركي ما بين 175 و200 صفحة، ويتم تداول الكثير من مضامينها إعلاميا ولدى بعض الأطراف المعنية على شكل تسريبات.
بعد 18 شهرًا من التخطيط، قام المسؤولون الأمريكيون بتطوير الاقتراح من خلال زيارة أربعة عواصم عربية. ومع ذلك، فإنه ليس جاهزًا لتقديمه للجمهور رسميًا. بناءً على الاستطلاع الذي أجرته صحيفة هاآرتس، في النتيجة، يعتقد 44 في المائة من المشاركين أن الصفقة لصالح إسرائيل بينما يعتقد 7 في المائة أن الصفقة تحبذ الفلسطينيين.
تفاصيل الصفقة غير مُعلنة "رسميا" حتى الآن، وفي الوقت الذي صرَّح فيه ترمب أنه تم إحراز تقدم كبير في تلك الصفقة، نجد وزير الخارجية الأردني يرد على سؤال عن تلك الصفقة بقوله: «عندما يطرحها الأمريكان سنعطي رأينا حولها".
وبالرغم من ذلك فهناك تقارير صحفية عديدة تتناول تلك الصفقة، ويمكن تلخيصها في حل القضية الفلسطينية بإقامة دولة فلسطينية بدون جيش في الضفة الغربية وقطاع غزة. وستقوم مصر بمنح أراض إضافية للفلسطينيين من أجل إنشاء مطار ومصانع وللتبادل التجاري والزراعة دون السماح للفلسطينيين في العيش فيها. وسيتم الاتفاق على حجم الأراضي وثمنها. كما سيتم إنشاء جسر معلق يربط بين غزة والضفة لتسهيل الحركة. بعد عام من الاتفاق تجرى انتخابات ديمقراطية لحكومة فلسطين وسيكون بإمكان كل مواطن فلسطيني الترشح للانتخابات. سيتم فرض عقوبات على جميع الأطراف الرافضة للصفقة بما في ذلك إسرائيل. حتى الآن ترفض إسرائيل تطبيق حل الدولتين وعودة اللاجئين، وأنه من الصعب إجلاء المستوطنين من أراضي الضفة الغربية.
وتم الحديث اربعة مرات عن الكشف عن الصفقة ولم يتم ذلك ،
حتي اعلن الرئيس الأمريكى، دونالد ترامب في سبتمبر 2019عن استقالة المبعوث الأمريكى للسلام فى الشرق الأوسط، جيسون جرينبلات، الذى يعد أحد أبرز المسؤولين عن صياغة مشروع أمريكى لتحقيق السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين، وبات يُعرف إعلاميًا باسم «صفقة القرن".
ونشر ترامب تغريدة عبر حسابه حينذاك على موقع «تويتر»، قال فيها: «بعد ما يقرب من 3 سنوات من وجوده ضمن فريق إدارتى، سيترك جيسون جرينبلات منصبه فى البيت الأبيض، من أجل الانتقال للعمل فى القطاع الخاص".
وتابع قائلًا: «كان جيسون صديقًا مخلصًا ورائعًا أيضًا، ومحاميًا رائعًا. لن ينسى أحد تفانيه من أجل إسرائيل، والسعى إلى تحقيق السلام بين إسرائيل وفلسطين".
وجاءت استقالة جرينبلات مفاجئة، قبيل الموعد المرتقب لإعلان الإدارة الأمريكية عن الشق السياسى لـ«صفقة القرن»، الذى سيتم بعد الانتخابات الإسرائيلية للكنيست، المقررة فى 17 سبتمبر الجارى، وبالطبع فشل نتنياهو في الحصول علي الاغلبية في تلك الانتخابات وقرر ترامب تأجيل الاعلان .
وعلّق رئيس الوزراء الإسرائيلى، بنيامين نتنياهو، على استقالة جرينبلات، قائلًا: «أود أن أشكره لعمله الدؤوب من أجل الأمن والسلام، ولعدم تردده ولو للحظة بقول الحقيقة عن دولة إسرائيل فى وجه جميع المسيئين لسمعتها. شكرًا لك يا جيسون".
ورحب الفلسطينيون باستقالة جرينبلات، ووصفتها قيادية منظمة التحرير الفلسطينية، حنان عشراوى، بأنها «اعتراف نهائى بالفشل»، و«مسمار إضافى فى نعش خطة السلام الأمريكية".