حمدي رزق
«اليوم المحكمة الإدارية العليا تؤيد قرارنا بمنع التدريس بالنقاب، والذى اتخذناه فى وقت صعب (سبتمبر 2015)، وهو ما ينسحب أيضًا على قرارنا بمنعه فى المستشفيات الجامعية (فبراير 2016)، وطبقناه على الجميع وفى كل الكليات. هو نصر مبين، ولأول مرة تضع المحكمة الإدارية العليا مبدأ عامًا وشاملًا يتيح للمؤسسات الأخرى سواء تعليمية أو غير تعليمية أن تطبقه. سعيد بهذا الانتصار، الذى جاء فى وقته، حيث يحاول البعض أن يُهيل التراب على ما أنجزناه وأدركه المجتمع كله..». (من تعليق دكتور جابر نصار).
أنصفت المحكمة الإدارية العليا الدكتور جابر نصار، رئيس جامعة القاهرة السابق، وأقرت قراره بمنع النقاب فى جامعة القاهرة، ورَدّت غائلة السلفية الذين سلقوه بألسنة حداد، وقبّحوه، وفسّقوه، وكفّروه، وألّبوا عليه كتائبهم الإلكترونية، جسّدوه عدوًا لهم. قرار المحكمة التاريخى يسجل بأحرف من نور اسم «نصار»، ويزيّن صدر جامعة القاهرة العريقة قِبْلة التنوير، ويعيد للجامعة سمتها التنويرى الذى كاد يختنق خلف نقاب.
ما استُهدفت جامعة بجحافل الإخوان والسلفية، كما استُبيحت جامعة القاهرة، وحطّت على أشجارها طيور الظلام ناعقة بالجهل والظلامية، وتوطنت فى مدرجاتها الخلايا الإخوانية، ولفّت رؤوس بعض طلابها دروس مشايخ السلفية، فصارت مفرخة التنظيمات الإرهابية الجهادية.
ولا أنسى ما حييت يوم دخلها الإخوانى العتيد، حازم شومان، بسطوة كتائب الإخوان، مُكوَّرة القبضات فى الوجوه، ليقول تحت قبتها، فاجرًا: «إن جامعة القاهرة أُنشئت لتغييب ومحاربة شرع الله» (15 ديسمبر 2011)، واستباح حرمها حازم أبوإسماعيل فى يوم أسود، داهسًا بقدميه كل الأعراف الجامعية، فى مشهد يندى له الجبين (27 مارس 2012).
كانت معركة تطهير جامعة القاهرة من الإخوان والسلفية والتابعين واحدة من أشرس معارك الجامعة، ولا تزال، تَصَدَّر الصفوف حينئذ دكتور جابر نصار ونفر شجاع من عقول الجامعة، لم يأبهوا لسخام طال أسماءهم، ولا لعنف طال أبناءهم، ولم يهابوا مظاهرات احتشدت بفعل فاعل تدق أبواب مكاتبهم، أبَت تلك النخبة الرائعة من رجال العلم أن تسقط الجامعة فى براثن الجماعة الإرهابية، التى كشفت عن وجهها القبيح كارهة للعلوم والفنون والآداب.
الحكم التاريخى أهاج السلفية والإخوانجية، وسراعًا يستوجب تبَنِّيه واعتماده من المجلس الأعلى للجامعات كقانون، ويُحظر النقاب فى جميع جامعات مصر، ويدلف وزير التعليم العالى، خالد عبدالغفار، إلى أرض المعركة ضد الجهالة والظلامية، ولأشق على وزير التعليم، دكتور طارق شوقى، بحظر النقاب فى المدارس.
لزامًا منع النقاب فى الجامعات والمدارس، ولا تذهبوا إلى تفسيرات وتأويلات تُحرِّف الحكم أو تُخفِّف وقعه أو تُقْصِره على قاعات الدرس فى حالات، فى يمينكم حكم فصيح باتّ، وعلى المتضرر اللجوء إلى القضاء.. هذه معركة وطن وليست معركة رجل قانون اسمه جابر نصار.
نقلا عن المصرى اليوم