رائد الشرقاوى
عتدل الإمام فى وقفته بشموخ وإستعلاء خلف المنصة وأمامه الميكروفون فتكلم وكأنه قادم من القرن الرابع الهجرى حيث قمة الجمود والتشدد فحمد الله ثم قال : إن مصطلح الخطاب الدينى'>تجديد الخطاب الدينى أصبح ملتبسا وغامضا .. وأن تراثنا يجدد نفسه بنفسه وكل الطوائف الدينية استخدمت الدين فى حروبها من مسيحيين ويهود وانهى كلامه قائلا نحن نواكب الحداثة فنأكل بالشوكة كما يأكل الغربيين ونركب الطيارة والسيارة ولدينا بالازهر كليات علوم ومعاهد البحوث فلماذا يعادينا الحداثيين ؟
الحقيقة لا اعلم هل الحداثة ياشيخ هى اننا نأكل بالشوكة ونركب السيارة والطيارة ونستخدم الكمبيوتر وبالمناسبة كلها صناعة حضارة الغرب لا كليات العلوم ومعاهد البحوث الازهرية التى ذكرتها فضيلتك والتى لا نعلم ماذا قدمت منذ إنشائها منذ قرن من الزمان !!
وهل فضيلتك تستشهد بحروب المذاهب المسيحية بأوروبا يعنى بمبدأ كله عنده حروب دينية اذن نحن فى السليم !! لكن الامر مختلف ياشيخ فتلك الحروب كانت سياسية بالاساس لبسط النفوذ السياسي والمكانى حركها الملوك مستخدمين الكهنة لا العكس ..وعاد الكهنة لمعابدهم بفضل رجال الدين المجددين والاصلاحيين التنويريين او كما لقبتهم بالحداثيين الذين تعاديهم وتستعدى عليهم المسلمين ممن صورت لهم اننا نحارب الدين لا التراث الجامد الذى تدافع عنه والذى بمقتضى نصوصه وفتاويه يتحارب المسلمون منذ الف عام الى الان فى سوريا والعراق واليمن وليبيا ونيجيريا وحتى سيريلانكا ..هل تتذكرها فضيلتك وتتذكر ان مدبر هجماتها الرئيسى كان ازهريا وان زعيم بوكو حرام أزهرى وان طلابا ازهريين هم من قتلوا النائب العام السابق هشام بركات ..وأن داعش والقاعدة وفجر الاسلام وكل الحركات الجهادية تستخدم نفس التراث الذى تدافع عنه فتحدثنا عن التراث الادبي والشعرى متجاهلا كم التراث الفقهى والفتاوى المبنية عليه من تكفير واستعلاء وقتل يبدأ بتلاوتها كل الارهابيين قبل تنفيذ عملياتهم كما حدث من ابوبكر البغدادى فى خطبته الشهيرة وكما فعل قاتلو المسيحيين المصريين بليبيا ..
وهنا بمصر ..وأااه من مصر... هل سمعت فضيلتك الاسبوع الماضى عن رجلين أحدهما قام بطعن رجل مسيحى قائلا انه من من أحفاد قوم لوط وأحدهما طعن سيدة فى رقبتها للمرة الثانية لانها غير محجبة ولأنها مسيحية ...
هل تتابع فضيلتك يوميا كم سيدة تضرب وتطلق وتهان بنفس النصوص الفقهية وهل سمعت عن السيدة المريضة التى طلقها زوجها ورفض علاجها قائلا الفقهاء قالوا لا علاج ولا ملبس ولا مأكل طالما انها ماعادت تصلح لاعمال الزوجية وقبل ان تقول انها حالة شاذة واخلاق المجتمع تدنت فى معاملة المرأة هل لاحظت فضيلتك أن ذلك تم منذ هجمة الفكر الصحراوى الوهابي علينا ومنذ تسلف الأزهر فكرا ورجالا ..
هل تسمع فضيلتك عن عبد الله رشدى تلميذ الازهر وامام الاوقاف الذى يكفر العلمانى المسلم قبل غيره ويبيح انتهاك المرأة والتحرش بها تحت زعم ان لبسها غير لائق وجل فتاويه عن نكاح السبايا وكل فتوى شاذة كارضاع الكبير وحكم تهنئة غير المسلم بعيده فيستعدى الناس على بعضها ويقوم بحملة الان ضد حكم المحكمة بمنع النقاب لعضوات هيئة تدريس جامعة القاهرة متحديا فتوى فضيلتك العام الماضى ان النقاب ليس فرض اسلامى وليس سنة وليس مستحبا فهو بذلك يكذبك وغيره كثيرين ..
هل قرأت فضيلتك على صفحة الأزهر منذ شهر واحد ردود الأزاهرة فقط على تهنئتكم لبابا الفاتيكان بعيد الميلاد والتى وصلت لتكفير الازهر وشخصكم الكريم ..
اذا كنت ترى أن كل ذلك لا علاقة له بذلك التراث الذى نحاول اعادة قراءته لايجاد احكاما تناسب عصرنا وترسخ لتصالح مجتمعى فتستعدى علينا وتستقوى بالعوام والعامة فأبشرك أن ذلك التراث الأن يؤدى لشيئين إما للإلحاد وإما للدعشنة ..
وكما قال المسيح الذى اكرمته اليوم فى كلمتك رغم تكفير طلابنا الازاهرة لاتباعه علانية
من له أذنان للسمع فليسمع