طارق الشناوي
لا أحد يقول بالضبط الحقيقة، كل إنسان لديه خطوط دفاعية، تبدأ بأن يظل محتفظًا بالسر، أو بجزء منه، هكذا نتابع منذ ثمانى سنوات حكاية زينة وعز'> زينة وعز، هل قالت زينة كل شىء؟ لا أظن، هل قال أحمد كل شىء؟ مؤكد احتفظ بالكثير، الطفلان التوأمان هما ضحايا المأساة، يقفان الآن على عتبات الثامنة من العمر يدركان الكثير مما يجرى، وهو ما يحيل الأمر إلى مساحة أخرى، فهما الطرف الأهم، الزمن قطعًا ليس فى صالح عز، فهو لا يمارس مع طفليه سوى لعبة المحاكم والمنع من السفر، قضايا بسبب الأعباء المادية والتى صار مجبرًا على سدادها بحكم القانون، كل ما يعنيه من القضية تخفيض المطلوب، الأمر بالنسبة له معادلة حسابية، يجب أن ينتصر فيها، رغم أنها قضية أخلاقية بالدرجة الأولى، فهو يعترف بطفليه فقط أمام المحاكم، ويدخل فى صراع مع زينة لتقليل النفقات أو لمنعهما من السفر، قبل بضعة أشهر قرأنا خبرًا عن خناقة كان هو طرفًا فيها مع شقيقة زينة، والحديث الذى تطرق لمشادة كان أيضًا عن الطفلين.
كلنا نتذكر القسم الشهير (أقسم بالله ما ولادى)، بينما يأتى حكم المحكمة قاطعًا وباتًا بالأبوة، والناس حتى قبل إصدار الحكم كانت موقنة أنهما طفلاه، هل هو العند مثلا، نتفهم طبيعة العناد الذى يعمى العيون والقلوب، تابعنا فى الماضى حكايات مشابهة تعرضت مطربة كبيرة لحالة إنكار أبوة قبل تطبيق (الدى إن إيه) إلا أن القضاء أنصفها هى وطفلها، حيث شهد الجميع بصحة الزواج والنسب، بينما الزوج لأنه كان واحدًا من كبار الضباط الذين ارتبطوا بثورة يوليو 52، اعتقد أن رتبته العسكرية سوف تحميه، إلا أن القضاء انحاز للعدالة، وصار من حق الطفل الذى تجاوز الآن الستين أن يكتب اسمه ثلاثيًا.
ما هو موقف الناس؟ يبدو أن الجماهير صارت مؤخرا تضع خطًا فاصلاً بين الفنان وسلوكه، بدليل أن عز ارتفعت إيراداته وأجره، وهذا يعنى أن جماهيريته فى تصاعد، هل المشاعر الإيجابية، تظل مع مرور الزمن إيجابية؟.
رصيد خبرتى يؤكد أن الناس ممكن فى لحظة تنقلب 180 درجة، لقد عانى مثلا الراحل طلعت زكريا كثيرا بعد ثورة 25 يناير لأنه هاجمها بضراوة، وكانت المطالبات بمقاطعة أفلامه هى العنوان المتكرر فى (السوشيال ميديا)، بينما أحمد عز لا يواجه أى غضب جماعى أو اجتماعى عنيف إلا لحظات محدودة، ويتم التجاوز عنه سريعا، بمجرد إثارة القضية مجددا ينفتح الباب، ويستعيد الناس الحكاية، هى ليست قصة عاطفية نسج خيوطها حب ودموع وشحتفة وخيانة مثلا، ولكن مصير طفلين، هناك رغبة تستطيع أن تدركها من مواقف أحمد عز تنحصر فى ضرورة الانتقام من زينة، ماذا فعلت.. تستحق أم لا؟ لم يعد هو الموضوع. نكأت زينة فى حوارها مع عمرو أديب الجراح مجددًا، والوحيد الذى يملك إسدال الستار هو أحمد عز، وهو أيضا وعلى كل المستويات الخاسر الأكبر!!.
نقلا عن المصرى اليوم