حمدي رزق
إخوانيًا.. «استهدفت 25 يناير إسقاط كل مؤسسات الدولة، خاصة المؤسسة العسكرية، النواة الصلبة لهذا الوطن.. هذا ما تكَشّف لى مبكرًا بعدما شاركت فيها مُغَفَّلًا من ضمن المُغَفَّلين». (من شهادة يسردها تواليًا صديقى الفيسبوكى «طارق البشبيشى».. الإخوانى المنشق عن «الإرهابية» منذ عام 2012).
لأنهم من الغافلين، وإياكم من الغفلة، وغفَلَ، غَفْلَةً وغُفولًا، فهو غافل، غَفَلَ عن الشىء، سَهَا من قِلَّة التحفُّظ والتيقُّظ، هذا تفسير المعجم لما صكّه «البشبيشى». (شاركت فيها مُغَفَّلًا من ضمن المُغَفَّلين) حتى لا يُساء فهم توصيف الرجل فى إطار الذهنية الشعبية التى تُحمِّل الغافل من الذم ما لا يحتمل، فلربما سَهَا من قِلَّة التحفُّظ والتيقُّظ، فإذا ما تنبه فاستيقظ فأقر بغفلته وكفّر عنها يقظًا لما يُحاك لهذا الوطن إخوانيًا فى الأقبية الاستخباراتية التركية، وجنّد قلمه وجهده وجُل وقته للدفاع عن الدولة المصرية، لكان أجدر بالاحترام، وخير الغافلين المتيقظون من بعد غفوتهم.
الغفلة سلطان إبليس على القلوب، ويُقال إن إبليس من جند الإخوان العاملين، يعمل بالقطعة، أقصد بالحلقة، لحساب قناة «مكملين»، «البشبيشى» يقر بالغفلة، ولا يمارى ولا يرائى، ولا يكذب ولا يتجمل، ولكن هناك لا يزال حتى ساعته وتاريخه مُغَفَّلون ومُسْتغفلون، بل مكابرون، يظن أحدهم أنه كان فاعلًا ومؤثرًا وهصورًا، وهو كان غافلًا غفولًا مفعولًا به مجرورًا من رقبته، يمشى وراء القطيع الفظيع مُكِبًّا على وجهه، ولا يزال على غفوته لم يَصْحُ منها بعد، للأسف يَصْدق فيه قول فحل الشعر العربى، بشار بن برد: «أَعمى يَقودُ بَصيرًا لا أَبا لَكُمُ، قَد ضَلَّ مَن كانَتِ العُميانُ تَهديهِ»، وباعتبار العُميان كثرة من الإخوان، يصير القول: «قَد ضَلَّ مَن كانَتِ الإخوان تَهديهِ».
أَفَلَا تُبْصِرُونَ، يقول «البشبيشى»، على صفحته بـ«فيسبوك»: «طلبوا منى ومن غيرى، بصفتنا أعضاء فى اللجنة السياسية للجماعة، المرور على أسر وتجمعات شباب التنظيم المتحمس والمتأثر بالسوشيال ميديا لإقناعهم بخطورة المشاركة فى تظاهرات يوم 25 يناير على الإخوان.. وعندما جاءت التعليمات من الخارج بالمشاركة فى (جمعة الغضب) بدأنا بالمرور على قواعد الإخوان (نفسها) لتحميسهم من أجل النزول يوم الجمعة بكثافة».
من النقيض للنقيض، والقطيع يسير مُغفَّلين وراء عميان، فإذا قيل لهم: لا تخرجوا، لزموا بيوتهم كالنمل موقنين، وقالوا آمين، وقبل الزوال انتشروا، خرجوا عن بكرة أبيهم مُهلِّلين مُكبِّرين موقنين بفتح مصر، آمين، سمعنا وأطعنا، دون تفكير، هكذا يساق القطيع (الغفل) فى الجماعة، يصدق فيهم وصف الأستاذ ثروت الخرباوى (صاحب الكتاب العمدة «سر المعبد»): «الأخ بين يدى مرشده كالميت بين يدى مُغسِّله، يُقلِّبه كيف يشاء. وليَدَع الواحد منّا رأيه، فإن خطأ مرشده أنفع له من صوابه فى نفسه».
نقلا عن المصري اليوم