كتبت - جارينيه نظريان
الأيقونة هي كل رسم أو تصوير كنسي طقسي يرسم على جدار أو لوحة خشبية أو في الكتب للتبرك، وانتشرت الأيقونات في بلاد الشام من القرن الرابع حتى القرن الثامن الميلادي، وأبرزها تلك الصور التي كان يحملها الحجاج معهم بعد زيارة قبر السيد المسيح، أو قبور القديسين والشهداء التي كانت منتشرة في فلسطين.
أما عن حلب.. فقد نشأت مدرسة حلب للفن الأيقوني في مطلع القرن الـ 18، وكان في طليعة الرسامين يوسف المصور المعروف بالحلبي ويعتبر الرائد الأيقوني الأول في سوريا، وقد عثر على أربع أيقونات تنسب إليه.
من جانبه قال نعمة بدوي رسام أيقونات، أن الأيقونة الحلبية أثرت كثيرًا علي بمرحلة الطفولة، إذ قضيت خمسني عام من عمري بحلب إلى أن سافرت إلى إيطاليا وتخصصت في محال ترميم الأيقونات البيزنطية.
وأضاف في لقاءه مع الأقباط متحدون، هذه المدرسة استمرت لأكثر من خمس أجيال، بداية من يوسف المصور ونعمة الله وغيرهم الكثيرين الذين قدموا للعالم رؤية مختلفة للأيقونة، من خلال تقنيات ورموز زخرفية استخدموها على سبيل المثال كتابة اللغة العربية،بالإضافة إلى شكل الوجه الذي كان أقرب للوجه المحلي، وهذه العناصر المختلفة ميزت الأيقونة الحلبية، وكذلك عدم التكلف في زخرفة الأيقونة إذ يتم استخدام قطعة خشبية
وأضاف أن الحرب الدائرة في سوريا عرضت أغلب الكنائس للدمار ومن ثم الأيقونات الأثرية التي كانت تعد من أهم الأيقونات الموجودة بالعالم.
وبعد تعرض سوريا لحرب تعرضت فيها الكنائس لهجمة شرسة من قبل التنظيمات الإرهابية، خربت العديد من الأيقونات الأثرية، واليوم بعد عودة نسبية للأمان لازالت المدرسة الحلبية للفن الأيقوني مستمرة على أيدي فنانين معاصرينمن أمثال الرسام نعمة بدوي الذي يعمل في مجال ترميم الأيقونات.