بقلم / نشأت عدلي كان خوفها علىّ لم أعرف له مثيل.. دائمة الدعاء لكل الموجودين.. وكانت هذه الدعوة دائمة على لسانها .. يارب حافظ على عيالي وعيال عيالي ولا تكويلي قلب على حد فيهم.. ولا تديني مال يدلني أو فقر يذلني.. ولا تخّليها من يدي وجيبي.. حكمة عالية.. وقلوب صافية مملوءة بالحب لأنها لا تعرف غيره سبيل.. بالرغم من كبر سنها إلا أنها كانت دائمة الحركة.. تستيقظ مبكراًَ لتعد لي طعام إفطاري.. وكانت هي تلبسني.. وتجهز شنطة كتبي.. وعند خروجي ترشمني بعلامة الصليب أمامي وخلفي.. وسيل من الدعوات التي أفتقدتها اليوم.. شيء لم أراه في هذه الأيام.. ولا أنسى أنها أول من إكتشفت إني مريض بالسكّر.. وأصرت أن يُجرى لي تحليلاًَ.. وصدق إحساسها. لم أكن أشعر أبداًَ انها جدتي بل هي أمي.. ومن رأيت غيرها حتى أقول لها يا أمى؟؟.. أما هي فكان خوفها علىَّ جارف، يوم أن أكون مريضاًَ.. أجدها راقدة تحت رجلىّ .. صاحية..لا تعرف النوم.. وكان كل كلامها معي تغلبه الدموع أكثر من الكلام.. لقد علمتني لغة الدموع.. دموع الصدق.. دموع المحبة الصادقة.. علمتني أن محبة الناس كنوز.. كل ما زرعته من قيم هو الذي أعيش به الآن.. وعندما كنت أشكي لها من هذا أو ذاك.. تقول لي أية لم أدركها إلا الآن "إلق خبزك على وجه المياه فلابد يوماًَ يعود" وكانت دائماًَ تقول.. الخير اللي تعمله يعود ليك في صحتك.. وفي عيالك.. وكنت أنتهز أية مناسبة لكي أقدم لها هدية. |
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع |
شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك أنقر هنا |
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر أنقر هنا |
تقييم الموضوع: | الأصوات المشاركة فى التقييم: ٣ صوت | عدد التعليقات: ٨ تعليق |