الكاتب
- في المهرجان الدولي: الأعمال السينمائية للأطفال عمل قومي يسعى إلى التنشئة أكثر من الربح
- "زكي سالم" يشيد بانسحاب الأزهر من اللجنة التأسيسية للدستور
- هل وعد الحر دين عليه؟!
- سميحة الكفراوي: المرأة لن تصمت على حملات احتوائها ومعاملتها كمواطنة من الدرجة الثانية
- "جمال هرمينا": الفنان القبطي بسيط الخطوط عميق المعاني ثاقب الفكر اللاهوتي
جديد الموقع
الحرباء
بقلم: ميرفت عياد
في كتاب العلوم بتاع إبتدائي درسنا الكثير من الحيوانات وسلوكياتها.. ومن هذه الحيوانات الزواحف التي يكرهها معظم البشر. والحقيقة أن هناك أنواع كثيرة من الزواحف، ولكن ما أريد أن أتحدث عنه اليوم هي "الحرباء"، ذلك المخلوق الذي يستطيع أن يتلوَّن بجميع الألوان على حسب المكان الموجود به حتى يتخفى عن الأعين..
وهنا أسمع أحد القراء الأعزاء يقول لي: أعوذ بالله، اللهم احفظنا.. حرباء إيه بس وحصص علوم إيه، هو التعليم باظ من شويه..
مالك عزيزي القارئ انتفضت فزعًا هكذا، وكأنك لا ترى في اليوم الواحد العديد من أصناف وأنواع الحرباء المتعددة، ولكنها في صورة بشر يتلونون بجميع الألوان حتى يحققوا مكاسبهم ومرادهم..
وتعال معي نتأمل سويًا، فهناك إعلامي كان يطبل بالطبلة والمزمار لكل ما يقوم به النظام السابق وحزبه الحاكم وها هو اليوم يعلن عن نفسه أنه أحد الثوار الشرفاء الأبرياء الذين لم يغادروا الميدان حتى سقوط الطاغية، وهناك سياسي ماهر ومحنّك يعلن ليل نهار أنه كان من أشد المعارضين للسياسات السابقة مع أنه من المستفدين من ذلك الفساد الذي يلعنه اليوم، فهو يريد أن يأكل من جميع الموائد، وهكذا يا سادة ما أكثر الحرباء التي انطلقت من جحورها بعد الثورة لتعيث في الأرض فسادًا.
ليتنا قبل أن ننظر لما يقوله أو يعلنه أحد المفكرين أو الساسة أو الإعلاميين أو المثقفين أو غيرهم من الأشخاص نبحث عن ماضيهم لنكتشف الحقيقة؛ لأن الشريف لا يتلون كالحرباء يبحث كما يقولون عن "الرايجة"، ولا يغيِّر جلده مثل الثعابين تبعًا لمتطلبات كل مرحلة.. الشريف لا ينتمي إلى عالم الزواحف التي يكرهها الجميع..
فيجب أن يدرك الجميع أن الثورة أخرجت الزواحف من الجحور حتى تنهش في أجساد الأبرياء الشرفاء وتمتص دمائهم الطاهرة الذكية التي سفكوها غالية من أجل تحرير وطنهم من جميع جحور الفساد، فاحذروا عالم الزواحف الرابض خلف كل الأبواب..
كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها
تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :