عرض/ سامية عياد
بنظام وترتيب عجيب خلق الله الكون وما عليه ، ثم خلق الإنسان وما أعجب النظام الذى وضعه الله فى جسم الإنسان ووظيفة كل عضو فيه وعلاقة الأعضاء ببعض ، .. وهكذا فكل شىء وضع بنظام وترتيب من قبل الله ...
المتنيح البابا شنودة الثالث فى مقاله "النظام" حدثنا عن محبة الله للنظام فهذا ما أكدته أسفار العهدين القديم والجديد ، بنظام عجيب حدد الله رتب الملائكة وعملها "باركوا الرب يا ملائكته المقتدرين فوة الفاعلين أمره عن سماع صوت كلامه" كما فى سفر المزامير ، بنظام رتب الرب خيمة الاجتماع كما ورد فى سفر الخروج الخيمة بمذابحها والمائدة والمنارة ، وضع الرب نظاما ثابتا لجميع الذبائح المحرقة كما جاء فى سفر اللاويين ذبيحة الخطية ، وذبيحة الإثم ، وذبيحة السلام ، لم يترك الرب أى أمر من شئون العبادة إلا ورتبه ، رتب لموسى النبى أمور الإدارة وكيف يكون مساعدوه ، كما نظم له أمور الجيش وشروط المحاربين .. ، وهكذا من أمور رتبها الرب فى العهد القديم .
وفى العهد الجديد نجد محبة الرب للنظام فى معجزة الخمس خبزات والسمكتين قال الرب لتلاميذه عن الشعب أن يتكئوهم رفاقا رفاقا ، صفوفا صفوفا ، مئة مئة ، وخمسين خمسين و بهذا أمكن إطعام الألوف من الشعب فى هدوء ونظام ، ومن أجمل ما قيل فى الكتاب عن النظام "ليكن كل شىء بلياقة وحسب ترتيب" ، وقيل عن السماء "كل واحد فى رتبته" ، النظام وضعته الكنيسة فى كل أمور العبادة ، وضعت نظام لكل الصلوات الطقسية فى كل أسرارها المقدسة ، رتبت اختصاص كل رتبة من رتب الكهنوت وكل العاملين فى الإكليروس ، نظمت شروظ الاستعداد للتناول حتى يكون باستحقاق ، نظمت أيضا الأصوام والأعياد ومواعيدها ..وهكذا.
كما أن الله محبا للنظام على الإنسان أن يكون مثل خالقه محبا للنظام ، يكون منظما فى تفكيره ، فى وقته ، فى غذائه ، فى ملابسه ، فى عمله ، كما يجب أن نعلم أولادنا النظام والترتيب فى كل ما يتعلق بأمور حياتهم فهو أساس الإنجاز والتقدم والنجاح ...