بقلم الكاتبة / حنان ساويرس
للأسف بعد حادث اللص الذى إقتحم فيلا الفنانة نانسى عجرم وقُتل على يد الدكتور فادى الهاشم زوجها تأكدت أن مُجتماعاتنا العربية مُجتمعات مريضة ، بل الإجرام يَسرى في عروقهم كالدم !!
فتابعت تعليقات مُتابعى صفحة نانسى ، وجدتها تعليقات لا تَنُم سِوى عن مُجرمين مُتوقعين أو مَشاريع مُجرمين إلى أن تأتيهم الفرصة السانحة لإرتكاب جريمة !!!!
ففي مفهوم هؤلاء المَرضى النفسيين الذين تمتلئ نفوسهم بالتعصب الأعمى والضغينة ، سواء كان التعصب بسبب ديانة القاتل ، وديانة القتيل ، أو تعصب بسبب جنسية القاتل ، وجنسية القتيل ، أو حقد بسبب صيت وشهرة ونجاح نانسى وزوجها فأصبح المجنى عليه مُدان ومُهاجم ومطلوب منه الدفاع عن نفسه رداً على أسئلتهم الغبية التي لا تخرج إلا من سُفهاء عديمى العقل والضمير .
فقرأت تعليقات كلها كراهية وغل وحقد على نانسى وزوجها لمُجرد دفاعهم عن أنفسهم ضد لص مُلثم دخل منزلهم مُسلح سواء ليسرقهم أو يقتلهم أو يخطف بناتهم وسواء كان سلاحه به طلقات حقيقة أو فِشنك فيكفى وجوده داخل منزلهم دون إذن وبشكل مُفاجئ ، وكرد فعل طبيعى لأى إنسان طبيعى أن يخرج صاحب البيت سلاحه المُرخص ليطلق رصاصات ضد اللص المُهاجم له دون تفكير أو تردد لأن الأمر أصبح حرفياً إما قاتل أو مقتول !!
خلال الأيام القليلة الماضية إستيقظنا على حادثين مروعين إحداهما في لبنان وكان الأكثر صدى لأنه في فيلا الفنانة الجميلة نانسى عجرم عندما دخل فيلتها شخص غريب وحسب أقوالها وزوجها أنه أراد دخول غرفة أطفالها وعندما قاومه رب البيت الدكتور فادى الهاشم زوج عجرم ، وصمم اللص المُقتحم على إتمام جريمته رغم إفتضاح أمره من أصحاب المنزل ، مما إضطر الهاشم أن يتصرف بسرعة وتلقائية ودون تفكير وقام بإطلاق رصاص من سلاحه على هذا المُقتحم الغريب والقانون الذى سمح بترخيص سلاح أكيد لم يمنع صاحبه من إستخدامه وقت اللزوم ، والدفاع عن نفسه وقت الحاجة ، وهذا وقت إستخدامه فإن لم يُشهره في وجه من إقتحم منزله في منتصف الليل فمتى يَستخدمه ؟!!
أغرب التعليقات التي قرأتها من أحد مُتابعى عجرم لكنه ليس الأكثر وقاحة وبجاحة عن غيره من التعليقات الا وهو
عندما علق أحدهم قائلاً .. تقتلون رجل فقير أراد أن يسد رمقه ورمق أسرته !!!
صدقونى زُهلت من هذا التعليق وكأن الهاشم قتل رجل مُتسول في الشارع عندما جرى خلفه قائلاً له "ممكن حسنة يابيه" فقام هو بإخراج سلاحه وقتله !!
أيها المُجرمون .. هذا لص مُجرم إن لم يَسبق صاحب المنزل المُقتَحم ليقتله لأصبح هو القتيل وأسرته هم الضحايا ، ولكنا قُمنا صباح اليوم التالى على خبر مذبحة في فيلا فنانة شهيرة بعد أن ذبحها لص هي وزوجها وبناتها بعد إقتحامه المُسلح لمنزلهم !!
.. فسواء كان هذا الشخص عامل بالفيلا لديهم أو مُجرد لص تسلل ليلاً ليغدر بهم ، فطبيعى أن يُقتل طالما هم في حالة دفاع عن النفس ، وطالما أنه دخل الفيلا بطرق غير مشروعة مُتلصصاً في منتصف الليل ، فكم من عمال أو موظفين أو حتى أقرباء دخلوا بيوت معارفهم وارتكبوا جرائم غدر وخيانة ، وصلت للقتل والسرقة والدفاع عن النفس أمر طبيعى وقانونى في هذه الحالة لا مُحالة .
وأكبر دليل ومثال على ذلك وإن الأمر في حالة الدفاع عن النفس أصبح إما قاتل أو مقتول هي الجريمة البشعة أو المذبحة المُروعة التي حدثت في نفس توقيت حادث فيلا عجرم ولكن هذا الحادث وقعت أحداثه في مصر .
الجريمة أحداثها وقعت في كفر الدوار بُمحافظة البحيرة وفى منتصف الليل دخل المُجرم مُتلصصاً مُقرراً قتل أهل المنزل بلا رحمة أو هوادة لغرض السرقة ، فقام بِطَرق باب أحد مَعارفه الذى كان على علاقة قوية به والمنزل موجود وسط الزراعات ، فقام رب البيت بفتح باب منزله له دون تردد أو تخوين فما كان من هذا المُجرم الأثيم إلا أن أخرج السكين الذى يذبح به الماشية كونه يعمل جزاراً وكان هدفه الأساسى للجريمة سرقة ماشية المجنى عليه ، وقام بطعنه طعنات قاتلة غادرة ، وعندما حاول مقاومته كانت قواه قد خارت وسقط مُضرجاً بدمائه وكانت النتيجة أن المُجرم تمكن من ذبح الأسرة بأكملها الذى وصل عددهم لسبعة أفراد ، وهم الزوج ووالدته وزوجته وأطفالهم الأربعة بعد أن توسلوا للقاتل أن يتركهم يعيشون ولكن هذا الجاحد لايعرف الرحمة ولم يشفق على الصغار ولم يرحم توسلاتهم ودموعهم وصَرَخَاتِهم !!
فنحن فى حادث فيلا عجرم شاهدنا رب بيت ألهمته وأسعفته الظروف أن ينقذ نفسه وأسرته قبل أن يكونوا ضحايا لمذبحة دموية دون ذنب إقترفوه .
أما في حادث كفر الدوار فرب البيت لم يسعفه القدر أن يحمى نفسه وأسرته من مَجزرة يشيب لها الوليد ، فإنتهت حياتهم في لمح البصر ضحايا للص لم يَرحم ضحاياه حينما أصبحوا تحت رهن رحمته .
فماذا تريدون أيها المُجرمون المُدافعون عن مُجرم لأنكم تشبهونه ولاينقصكم سوى فرصة لإرتكاب جريمة .. هل ستكونوا سعداء لو إستيقظتم على مذبحة آخرى لأسرة كاملة ضحاياها فنانة شهيرة وأسرتها وسيكون عنوان الحادث بمُختلف الصُحف أكثر جاذبية لأنه سيقترن بإسم فنانة شهيرة !!
غريب أمر بعض المُحامين من مُحتلف البلدان العربية سواء من مصر أو المغرب أو سوريا أو غيرهم الذين لم يتفقوا على شئ في حياتهم كعرب سوى على رأى واحد وهو مُساندة أهل القتيل ضد نانسى وزوجها ، ربما كنوع من الشهرة ، أو تعصب أعمى كغيرهم من مُهاجمى الفنانة وأسرتها ... فى النهاية أقول إن الموقف في حالة دفاع الإنسان عن نفسه لايحتمل التأويل .. لأن الأنسان يُصبح في حالة إختيار ما بين إختيارين لا ثالث لهما وهو إما أن يختار أن يكون هو القاتل أو المقتول !!!
أقول لكل من يدافع عن قاتل ومُنتهك للحُرمات ومُروع الآمنين إياً كان غرضه ، أراكم شياطين تُدافع عن شيطان ، فَمُبرئ المُذنب وُمذنب البَرئ كِلاهما مَكرهة للرب .