كتب – روماني صبري
تجولت كاميرا برنامج "القاهرة الآن"، تقديم الإعلامية لميس الحديدي عبر فضائية "الحدث"، داخل معبد " إلياهو هانبي" اليهودي بشارع النبي دانيال بمحافظة الإسكندرية، والذي يعد واحدا من أقدم المعابد في المدينة، في إطار افتتاحه مؤخرا من قبل وزير الآثار الدكتور خالد العناني بعد الانتهاء من أعمال ترميمه.
مصر تحترم الآخر
وقالت الحديدي، أن المعبد تم إنشائه عام 1354، وقامت الدولة المصرية مؤخرا بترميمه وافتتاحه رسميا ما يعكس ويؤكد احترام مصر للآخر ولحرية العبادة."
واستطردت :" كان شهد المعبد أعمال تخريب عدة ، منها إبان الحملة الفرنسية على مصر، ثم أعيد بناءه مرة أخرى من قبل أسرة محمد علي باشا."
هنا ملتقى الديانات
ولفتت الحديدي إلى أن شارع النبي دانيال، من أقدم شوارع مدينة الإسكندرية، مشيرة إلى أن "الاسكندر الأكبر" كان وضع الشارع في المخطط الرئيسي والأساسي القديم لمدينة الإسكندرية."
موضحة :" شارع النبي دانيال نموذج لملتقى الديانات السماوية، حيث يضم كنيسة ومعبد يهودي ومسجد، وتابعت موضحة :" دور العبادة الثلاثة هم : معبد الياهو هانبي، كنيسة القديس مارمرقس الرسول، التي تعد واحدة من أقدم الكنائس في إفريقيا، ومسجد الشيخ محمد الموصلي أحد شيوخ الصوفية في الإسكندرية."
تراث مصر .. تراث الإنسانية
وشددت :" افتتاح مصر معبد " إلياهو هانبي" اليهودي رسالة واضحة على التنوع في الإسكندرية وكذا رسالة دعوتها التسامح وقبول الآخر .. واستطردت :"حد ممكن يسألنا ويقول ليه مصر اهتمت بترميم معبد يهودي رغم أن الطائفة اليهودية في مصر باتت قليلة العدد ؟ .. هنقوله لان مصر بتحافظ على تراثها لأنه تراث الإنسانية، فأرادت أن تقدم للعالم وللإنسانية هدية كبيرة عبر ترميم وافتتاح المعبد."
تاريخ المعبد
وقال الدكتور جمال مصطفى – رئيس قطاع الآثار الإسلامية والقبطية واليهودية، في تصريحات للبرنامج، أن المعبد تأسس في القرن الرابع عشر عام 1354، من قبل الجالية اليهودية في مصر آنذاك."
موضحا :" مساحة المعبد تبلغ 4200 متر، وهي مساحة كبيرة عكست أن الآلاف اليهود كانوا يعيشون في مصر.. وكان بدأ العدد يرتفع مع بداية القرن الحاد عشر، حيث وصل إلى 11000يهودي وكان ذلك مع بداية الدولة الإسلامية."
وشدد رئيس قطاع الآثار الإسلامية والقبطية واليهودية، على أن الهيئة تتعامل مع 1035 أثرا في مصر، منهم 14 يتبع التراث اليهودي."
وأكد :"الدولة المصرية تعتمد على التسامح الديني لذلك نهتم بكل المباني اليهودية والمسيحية والإسلامية، وهدفنا الرئيسي الحفاظ على التراث الإنساني وتقديمه بالشكل الذي يليق بمصر كدولة من الدول العظمى في التراث والحضارة."
أم الدنيا بشهادة اليهود
وبدوره أعرب "روبرتو ماريني"- رئيس الطائفة اليهودية بمصر، عن سعادته الشديدة جراء ترميم وافتتاح المعبد، وشدد على أن مصر بالفعل أم الدنيا وبلد الحضارة، ما جعله يرفض الذهاب إلى إسرائيل."
واستطرد:" الشعب المصري أصيل، ومصر تزخر بالآثار الفرعونية والجمال .. على أرضها ولدت بمحافظة الإسكندرية، وتربيت وكبرت وسط أبناءها، وسأموت أيضا في مصر.. في الحقيقة لا استطيع الانفكاك عنها."
وكشف رئيس الطائفة اليهودية بمصر، أن عدد اليهود بالإسكندرية انخفض بشكل كبير، حيث وصل إلى 10 سيدات و3 رجال فقط ، مشيرا إلى أن عدد الطائفة في القاهرة بات اقل من عددهم في الإسكندرية."
موضحا :"أسرتي تقيم معي في الإسكندرية .. وأمارس حياتي بشكل طبيعي كأني اسكندراني مصري، كذلك طقوسي الدينية اليهودية أمارسها بكل حرية."