مريم عادل
لعيد الميلاد المجيد فوانيس .. وان مصر كلها كانت تحتفل بعيد ميلاد السيد المسيح حتى عصر المماليك وكان أوج احتفال المصريين بعيد الميلاد كان فى عهد الفاطميين .. ولا نعرف شكل فانوس عيد الميلاد ولكن يبدو انه شبيه لفانوس رمضان اليدوى المعمول من المعدن واللى بينور بشمعة وكانت الشموع تباع بأسعار خيالية فى عيد الميلاد
وذكرى فوانيس الميلاد نقرأها فى كتاب المقريزى الذي يعود إلى النصف الأول من القرن الخامس عشر الميلادى ( المواعظ والاعتبار بذكر الخطط والآثار )
يقول عمنا المقريزى
: "وأدركنا الميلاد بالقاهرة ومصر وسائر إقليم مصر موسما جليلا، يباع فيه من الشموع المزهرة بالأصباغ المليحة والتماثيل البديعة بأموال لا تنحصر، فلا يبقى أحد من الناس أعلاهم وأدناهم حتى يشترى من ذلك لأولاده وأهله. وكانوا يسمونها الفوانيس، ويعلقون منها في الأسواق بالحوانيت شيئا يخرج عن الحد في الكثرة والملاحة. ويتنافس الناس في المغالاة في أثمانها، حتى لقد أدركت شمعة عملت فبلغ مصروفها ألف درهم وخمس مائة درهم فضة، عنها يومئذ ما ينيف على سبعين مثقالا من الذهب".
كما يذكر أنه شاهد المتسولون في الطرقات أيام هذه المواسم يطلبون التصدق عليهم بالشموع فيقول: "وأعرف السُّؤال في الطرقات أيام هذه المواسم، وهم يسألون الله أن يتصُدق عليهم بفانوس، فيُشتري لهم من صغار الفوانيس ما يبلغ ثمنه الدرهم وما حوله".
ويكمل المقريزى انه من توابع هبوط اقتصاد مصر قل الاحتفال بالعيد
"ثم لما اختلت أمور مصر، كان من جملة ما بطل من عوائد الترف عمل الفوانيس في الميلاد إلا قليلا". وتزامن ذلك مع دولة الأيوبيين
أما عن اهتمام الدولة بعيد الميلاد واعتباره من المواسم التى يحتفل بها المصريون كلهم يقول المقريزى
: "وكان من رسوم الدولة الفاطمية فيه تفرقة الجامات المملوءة من الحلاوات القاهرية، والمتارد فيها السمك، وقرابات الجلاب وطيافير الزلابية والبوري. فيشمل ذلك أرباب الدولة أصحاب السيوف والأقلام، بتقرير معلوم على ما ذكره ابن المأمون في تاريخه."
سمك وبورى وزلابية وسكر جلاب