عقد حلف شمال الأطلسي "الناتو" اجتماعا طارئا، يوم الاثنين، على مستوى المندوبين في مقر الحلف في العاصمة البلجيكية بروكسل، وذلك تزامنا مع إصدار زعماء فرنسا وألمانيا والمملكة المتحدة، بياناً مشتركاً، يدين الاعتداءات الأخيرة التي استهدفت قوات التحالف المتواجدة في العراق.
ويأتي الاجتماع، مع تصاعد حدة التوتر بين واشنطن وطهران عقب إعلان وزارة الدفاع الأميركية (بنتاغون)، فجر الجمعة الماضي، تنفيذ ضربة جوية بالقرب من مطار بغداد الدولي، أسفرت عن مقتل سليماني، ونائب رئيس هيئة الحشد الشعبي العراقي، أبو مهدي المهندس، وآخرين.
كما يتزامن الاجتماع، مع تصويت البرلمان العراقي، يوم أمس الأحد، لصالح إلزام الحكومة بإخراج القوات الأجنبية من البلاد وإلغاء الاتفاق الأمني مع الولايات المتحدة وإلغاء طلب مساعدة التحالف الدولي بقيادة واشنطن في محاربة الإرهاب.
وأعلنت طهران من جهتها أنها سترد بشكل قاس على عملية الاغتيال، ونقل عن عدد من المسؤولين أن الرد سيكون عسكريا ضد القوات الأميركية في المنطقة.
وحملت واشنطن سليماني، الذي كانت تضعه على قائمة الإرهاب لديها، مسؤولية هجمات عدة أوقعت قتلى أميركيين، والتجهيز لهجمات جديدة.
بيان ثلاثي
وعلى صلة، أصدر زعماء فرنسا وألمانية والمملكة المتحدة، بياناً مشتركاً، يدين الاعتداءات الأخيرة التي استهدفت قوات التحالف المتواجدة في العراق، معرباً عن القلق من الدور السلبي الذي تلعبه إيران في المنطقة، مؤكداً في الوقت ذاته على سيادة العراق والقضاء على داعش.
وجاء في البيان الثلاثي الذي نشره موقع الحكومة البريطانية، اليوم الإثنين "أعربنا عن إدانتنا للاعتداءات التي استهدفت قوات التحالف في العراق مؤخرا، ويقلقنا جدا الدور السلبي الذي تلعبه إيران في المنطقة، بما في ذلك من خلال الحرس الثوري الإسلامي وفيلق القدس، تحت قيادة الجنرال سليماني".
وأضاف "ندعو إيران للامتناع عن أي عمل عنفي، ونحثها على الرجوع عن التدابير التي اتخذتها والتي لا تتماشى مع خطة العمل الشاملة المشتركة (الاتفاق النووي)".
وأكد البيان على أهمية التهدئة وتخفيف حدة التوتر، داعياً جميع الأطراف في المنطقة لضبط النفس.
كما تطرق البيان إلى خطر (داعش )وضرورة القضاء عليه قائلا: "مكافحة داعش تحتل المرتبة الأولى من أولوياتنا، ولذلك فإن الحفاظ على التحالف الدولي يعد أمراً أساسياً، وبالتالي نحث السلطات العراقية على مواصلة تقديم كل الدعم اللازم للتحالف".