حمدي رزق
تلقيت رسالة مفجعة من الصديق «ريمون نجيب» المتخصص فى الشؤون السياحية، يروى قصة وفاة البجعة «ناتاشا»، والقصة بتفاصيلها وصورها وتعليقات السائحين المفجوعين، محفوظة على إيميلى فى انتظار تحرك وزير السياحة والآثار الصديق الدكتور خالد العنانى.
يقينا سيزعج الوزير وفاة «ناتاشا» لأنها قدمت للسياحة المصرية الكثير، وصارت أيقونة سياحية مصرية، وتروج صورها فى الغردقة مبتهجة على المنتديات السياحية العالمية، جميعها أعلنت الحداد على وفاة «ناتاشا»، ونحن عنها غافلون، وربما لا ندرى بما جرى فى الغردقة من جريمة لا إنسانية فى حق طائر برىء لقى حتفه فى قفصه الحديدى.
يروى «ريمون نجيب» حزينًا تفاصيل ما جرى، باقتضاب، يقول فى رسالته: «اتصل بى أحد الأصدقاء المهتمين بالسياحة المصرية، ليروى لى جريمة تداولها السائحون الأجانب على صفحات «السوشيال ميديا» وهى وفاة البجعة «ناتاشا» بأحد فنادق مدينة الغردقة.
ومن لا يعرف «ناتاشا» فهى من أشهر الذين سوقوا السياحة المصرية على السوشيال ميديا، ولها الآلاف من المحبين والمعجبين حول العالم، وعنها صورت مئات من الفيديوهات على اليوتيوب، فعمرها ما يزيد على 14 عاما، ظلت خلالها تسعد السائحين بصورها ترحب بهم، وتهش لقدومهم، وتتبادل معهم الذكريات، حتى أصبحت علامة مميزة وعضوًا مهمًا من العاملين فى فندق panorama bungalows
للأسف قبل أسبوع مضى، تم اصطياد البجعة «ناتاشا» بواسطة عمال أحد أصحاب الفنادق المنافسة لفندق «بانوراما»، وإيداعها فى قفص حتى يجذب السائحين إلى فندقه بحضور «ناتاشا» فى قفصه، ما أدى إلى وفاتها حسرة، بعد أن فقدت شهيتها للحياة، كانت الحرية زادها، تتنفس هواء طلقا، وللأسف صورها السائحون وهى محبوسة، مكتئبة، تقاوم الأسر، ولفظت أنفاسها حزينة على حالها، وتم دفنها بعد أن تداول معجبوها على صفحات السوشيال ميديا استياءهم ما حدث للبجعة المسكينة!.
للأسف نحن نقتل كل ما هو جميل فى مصرنا بجهلنا وجشعنا، والكل يعلم كيف أن السائحين مهتمون بالطبيعة والحيوانات والطيور، ونحن لا نقدر هذا، فهل من المعقول أن نسىء لسياحة مصر بقتل وتعذيب الحيوانات والعالم أجمع يدعو للرفق بالحيوان.
يقول «ريمون»: بأمانة هذه جريمة فى حق سياحة مصر لأن ما يقوم به بعض المغيبين يسىء لسياحة مصر وسمعتها، ويجب محاسبة كل من يتسبب فى إيذاء السياحة المصرية من خلال أعمال مسيئة، قد لا يعاقب عليها القانون، لكنها مرفوضة من باب الإنسانية، وتعكس صورة سلبية للسياحة فى مصر.. ارحموا سياحة مصر يرحمكم الله، ولك الله يا سياحة مصر!.
نقلا عن المصرى اليوم