كتب – روماني صبري
قتل فجر اليوم الجمعة، قاسم سليماني، قائد فيلق القدس الإيراني، وأبو مهدي المهندس القيادي بالحشد الشعبي العراقي، في قصف استهدف سيارتهما من قبل سلاح الجو الأمريكي، بطريق مطار بغداد، وجاءت العملية ردا على تورط سليماني في اقتحام السفارة الأمريكية ببغداد ومقتل مقعد عسكري أمريكي .. وحرص سليماني مؤخرا على التواجد في العراق لوقف الحراك الشعبي في البلاد المطالب بالإطاحة بكل رموز النظام العراقي لإخفاقه في التصدي للفساد وارتفاع الأسعار علاوة على سماحه بالتمدد الإيراني في كافة أرجاء البلاد، وفي إطار ذلك نرصد في السطور المقبلة أهم المحطات في حياة سليماني.
البداية
شهد عام 1957 ميلاد سليماني في مدينة قم، تربى في قرية رابور، التابعة لمحافظة كرمان، جنوب شرقي إيران، وكان من أسرة فقيرة تعمل بالفلاحة، وبعد بلوغه عمل عامل بناء واضطر لترك التعليم ليحصل على الشهادة الثانوية فقط، كما عمل بدائرة مياه بلدية كرمان، وكان من اشد المرحبين بالثورة الإيرانية الإسلامية عام 1979.
ابنا للثورة الإسلامية الإيرانية
ولقربه وحبه لأفكار الثورة الإيرانية الأصولية اختاره آية الله الخميني لينضم إلى الحرس الثوري الذي تأسس بهدف منع الجيش من الانقلاب على الخميني، ليتقلد بعدها منصب قائد فيلق القدس عام 1998، ليخطط للعمليات العسكرية ومد النفوذ الإيراني في لبنان والعراق.
العراق ينتفض فرحا
وبعد تداول خبر اغتياله، شهد العراق صباح اليوم خروج مسيرات حاشدة، أعلن خلالها المشاركون فرحتهم بتصفية سليماني في ضربة جوية استهدفت سيارته قرب مطار بغداد بـ3 صواريخ كاتيوشا، مع نائب زعيم مليشيات الحشد الشعبي أبو مهدي المهندس.
حامي المتشددين
وكان يعد الراحل من ابرز القادة الذين دافعوا عن نظام على خامنئي المتشدد، والدليل على ذلك قمعه ثورة الطلبة الإيرانيين عام 1999، تنفيذا لتوجيهات والده الروحي خامنئي الذي أمره بالتصدي للمعارضة حتى لو صول الأمر للقتل، ومن أهم عملياته الإرهابية التي خطط لها كانت في الهند وتايلاند وكذلك في الولايات المتحدة حين حاول قتل وزير الخارجية السعودي عادل الجبير، عندما كان سفيرا لدى واشنطن، علاوة على تصفيته عدد من المعارضين في إيران، وتورطه في الهجمات الأخيرة التي استهدفت شركات النفط في السعودية.
سليماني وحزب الله
ودائما ما بارك سليماني قوانين إيران لقمع حرية المرأة والتصدي لأي حركة إصلاحية باعتبار أن ذلك ضد الشريعة الإسلامية، وان الأنظمة المدنية من اختراع الغرب الكافر، فساند ودعم حزب الله في لبنان والحشد الشعبي الشيعي في العراق، حتى يضمن تمدد نفوذ طهران في هذا البلاد.
إرهابي خطير
اعتبرته الولايات المتحدة عام 2007 من اخطر القادة الإيرانيين كذلك إسرائيل، فدفع باسمه إلى قوائم الإرهاب، كما وضعه الاتحاد الأوروبي على قوائم الإرهاب عام 2011.. ووصفه الحراك الشعبي العراقي برجل الدماء لدوره البارز في القمع الوحشي للمحتجين من خلال ميليشيات إيران في العراق، والتي تصدت للثوار بالأسلحة البيضاء والرصاص الحي علاوة على عمليات القنص التي استهدفتهم من المباني والمنازل القريبة من ساحات الاعتصامات.
ترامب يحتفل
واحتفل الرئيس الأميركي "دونالد ترامب" اليوم بمقتله، ونشر صورة لعلم الولايات المتحدة الأمريكية عبر حسابه الرسمي على موقع التواصل الاجتماعي " تويتر"، دون أن يعلق عليها.
أخر ما وجد معه
وتداولت الصحف الغربية والعربية مجموعة صور لعملية اغتيال سليماني منهم صورة كانت السبب في التعرف على جثته المتفحمة والمقطعة إلى أشلاء، حيث ظهرت يده في الصورة وبإحدى أصابعه خاتمه الشهير، وأظهرت الصور الأخرى بعض الأوراق النقدية من العملتين الإيرانية والسورية وكتابا باللغة الفارسية، وبنادق محترقة طراز "كلاشنيكوف".