محمد حسين يونس
هل إختلف الوضع بمصر بعد سبتمبر 1945 .. عنه قبل يناير 2020.. لقد تغيرت الأسماء و (الهم ) واحد ...ان من نتائج الحرب العالمية الثانية .. إنشاء جامعة الدول العربية لتملأ الفراغ الذى تركته سقوط الخلافة العثمانية .. و مع ذلك فلا الجامعه العربية ملأت فراغا .. و لا الإمبراطورية العثمانية فقدت املا

كذلك السماح بإنشاء إمارات صغيرة علي شاطيء الخليج الفارسي الغربي تشق الصف وتستنزف بريطانيا أموالها و عائد بترولها نظير حمايتها .. من جيرانها .. و لا زال الشقاق و الإستنزاف قائما .. و إن تغيرت القبلة لتصبح تجاة (البيت الأبيض) بدلا من 10( داوننج ستريت) .

كذلك تم fنجاح زرع كيان (صهيوني) دخيل بجزء من منطقة الاحتلال البريطاني الفرنسي في الشام.... و لا زال قائما يعمل كشرطي تنظيم و رادع للشعوب لصالح .. قوى السيطرة العظمي بالولايات المتحدة .

العصابات الصهيونية المدربة من خلال معارك أوروبا ..إستطاعت أن تخوض صراعا يتسم بالعنف تجاه المواطنين الفلسطينين و تنتزع منهم مساحات من الارض (بشتي الطرق ) تبني عليها مستعمراتها المحصنة

عام 1947 .. كان البداية لصراع طويل .. خاضته الدول المحيطة بالكيان أضاف للازمة التي يعيشها المصريون (هم) التغلب علي القوات الصهيونية التي أعلنت لها دولة إعترفت بها الامم المتحدة علي الحدود الشرقية .. (هم ) أصبح بعد ذلك يتجاوز باقي( الهموم ).

لقد أصبحت الازمة المصرية من ذلك الزمن هي كيفية الحصول علي الاستقلال و التنمية للتخلص من التخلف الذى صاحب إستعمارا طويلا ثم وسيلة التفوق علي الجيران الذين يمثلون تحديا علميا ، إجتماعيا ، حضاريا و عسكريا و إختبارا لمدى قدرة المجتمع علي إفراز عناصر القوة القادرة علي منافستهم و منها إنشاء جيش وطني قوى

الجيش المصرى الذى خاض حرب 1948 .. لم يكن مستعدا .. إذا كانت أفضل عناصرة هي (الموسيقات العسكرية ) التي كانت تحي الاحتفالات القومية و الدينية و ما يتصل بعيدى ميلاد و جلوس الملك المعظم علي العرش ..

كان الجيش ينقصة السلاح .. والتدريب و الممارسة و الثقة في النفس و كان العدو يعرف هذا جيدا .. فلقد مرت القوات عبر القناة حيث معسكرات 50 الف جندى بريطاني قامت قيادتهم .. بتقديم الدعم الكامل لبقاء و نمو إسرائيل و منها بالضرورة معلومات تفصيلية عن موقف الجيش العابر

هزيمة 48 تعتبر أكثر هزائم الجيش (العديدة ) إيلاما .. فقد كان العدو (كما أشيع ) عصابات قادمة من بلدان شتي من المفترض ألا يكون لديها القدرة علي الصمود فما بالك بالانتصار

وهكذا لم تتغير أهداف اليوم عن ما كانت علية مع خمسينيات القرن الماضي التخلص من الاستعمارو أعوانه و قيادة تنمية صناعية و إقتصادية تسمح بتكوين جيش قوى و جبهه داخلية قادرة علي دعمه أثناء معارك حماية الحدود الشرقية

نظام الحكم الملكي .. لم يكن قادر علي تحقيق هذه الاهداف أو حتي السعي في إتجاهها .. فهو مرتبط قلبا و قالبا ..بالسفير البريطاني .. و 10 داوننج ستريت .. و كانت الجماهير التي خرجت من ثورة 1919 خالية الوفاض إلا من ديموقراطية شكلية وأحزاب متصارعة و فشل كامل في تحقيق أى قدر من العدالة الإجتماعية .. تصب جام غضبها علي البيت الملكي .. و الأحزاب بما في ذلك الوفد الذى يديره فؤاد سراج الدين

الهدف كان واضحا أما الوسيلة فقد كانت متخبطة ضعيفه مخيبة للأمال .. و هنا تبرز علي السطح إمكانية سهلة تم تجربتها في العراق عام 36 بواسطة العقيد بكر صدقي ثم في سوريا عام 49 عندما إنقلب حسني الزعيم علي شكرى القوتلي .

الموضوع رغم خطورته بسيط .. مجموعة محدودة من الضباط ذوى التوجهات المختلفة .. يجمعها الهم الوطني أى (( التخلص من الاستعمار و أعوانه ، إنشاء جيش وطني قوى ، و مجتمع يدعم الجيش بواسطة نهضة صناعية و إقتصادية ..)) ..سيتحركون ليلا و يستولون علي مقر هيئة الاركان .. و الاذاعة .. و يحاصرون القصور الملكية .. و يذيعون بيانا حماسيا علي الشعب يدين الفساد ويطالبون بتطهير الاحزاب ..مع الاتصال بالامريكان القوة الشابة الجديدة ( أصحاب وثيقة حقوق الانسان ) .. للضغط علي الانجليز كي لا يتدخلوا في الصراع .. ثم حسب تطور ردود الفعل .. سيتصرفون

في يوليو52 حدث أهم و أكثر إنقلابات جيوش المنطقة دواما و تأثيرا .. تبني أعضاؤة .. أهداف الشارع .. فقابلهم الشارع بالاحضان .. ليخلق الوضع المستجد تحديات مستجدة من نوع أخر

الجيش الملكي .. حتي 1936 عندما وقع الوفد معاهدة مع الانجليز تسمح بشكل من أشكال الحكم الذاتي .. كان جيش إستعراضات و إحتفالات ..يضم قيادة من الامراء أو الباشوات و شباب من الابناء الذين يخططون لحياتهم طريق ينتهي بهم لحمل لقب (بك أو باشا ) عندما يصل لرتبة (اميرالاى أو لواء )... أما الجنود فقد كانوا من أفقر فقراء المصريين الذين يعجزون عن دفع البدل النقدى.. يعتبر أى منهم نفسه محظوظا لو خدم كمراسلة أو سائق في بيت الباشا

مع الحرب العالمية سمح للبعض من أبناء الشعب أن يرتدى البدلة الميرى..و يتصرف علي أساس أنه باشا مرتقب في جانب من حياته الذى يتصل بالعائلة و الزواج و قضاء وقت الفراغ و الترفيه ..وفي جانب أخر كمواطن تحركه مطالب الشارع خصوصا بعد أن خاضوا حربا لم يكونوا فيها من الاكفاء ، لذلك فلقد كان أغلبهم يتردد علي مقرات الأحزاب و الاجتماعات السياسية.. و المؤتمرات الشعبية .. ويقرأ صحف المعارضة و كتب المشاهير و منشورات هنرى كوريل والحركة الشيوعية بتنوعاتها المختلفة وفي نفس الوقت يتابع مقالات حسن البنا و كتب سيد قطب و أحمد حسين و فتحي رضوان و عبد الرحمن بدوى الذى قدم لهم موسيليني و هتلر ملفوفا في ورق سلوفان مفضض

ضباط الانقلاب لم يكونوا ملائكة أرسلتها السماء لنجدة المصريين .. و لم يكونوا نجوم هليودية تمتلك مهارات و ثقافة و قدرات خارقة .. لقد كانوا شبابا من الشعب يحملون هموم أهلهم و ثقافة الخمسنيات المتنوعة بين الليبرالية و الديموقراطية و الفاشيستية و الستالينية و الإشتراكية الطوباوية و القومية المصرية أو العربية وحركات إعادة المجد للخلافة ولنهضة الاسلام

شباب مثله الاعلي في الحياة صاحب المعالي الباشا اللواء وفي نفس الوقت يرى أنه العقبة الكئود لتحقيق أهدافه الشخصية و الوطنية .. وهو يريد أن يتخلص من الاميرو ينتقد تبذيرة و سفهه و لامبالاته بالقضايا الوطنية ومع ذلك يطمح في أن يتزوج إبنته و يعيش في قصره.. و هو يستمع لنصح سيد قطب ( المدني الوحيد الذى كان مسموحا له بحضور إجتماعات مجلس الثورة ) .. ثم ينتهي بأن يحاكمة و يعدمه ..

وهو يرى أن أمريكا هي رمز التحرر و يتبع تعليمات مندوبيها لينجح إنقلابه .. ثم يخوض صراع حياة او موت ضدها بعد سنوات(( نكمل حديثنا غدا ))