قال الدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف، إنه تم الانتهاء من المقترح التنفيذي لمؤتمر الشأن العام الذي وجه الرئيس عبد الفتاح السيسي بعقده أوائل العام المقبل، موضحًا أنه لن يتناول الشأن الديني فقط.
وأضاف وزير الأوقاف خلال صالون الأول عن الشأن العام والخطاب الديني الذي يعقد بمؤسسة الأهرام، بحضور الدكتور محمد العصار وزير الإنتاج الحربي، والكاتب الصحفي عبدالمحسن سلامة رئيس مجلس إدارة مؤسسة الأهرام، والكاتب الصحفي كرم جبر رئيس الهيئة الوطنية للصحافة، أن أهم محاور المؤتمر هي الشأن العام، والشأن العام السياسي، والشأن العام الاقتصادي، والشأن العام الديني، والشأن العام الاجتماعي، مشيراً إلى أن كل محور يضم تفاصيل دقيقة.
وأوضح أن اللقاء القادم للصالون عن الذكاء الاصطناعي، لافتا إلى أنه تم البدء بالشأن العام، لأنه إما أن يكون رشيدًا فيقود لبناء دولة قوية تتمتع بالأمن والأمان والتعمير، أو أن يكون وسيلة لعوامل كثيرة مما لا نحب من تدمير وتفجير وبطالة وكسل وركود دافع للتخلف.
وأشار وزير الأوقاف إلى أن من أهم القضايا التي تم تحديدها هي "مفهوم العلم النافع"، موضحًا أن ثواب تعلم العلوم الدنيوية لا يقل أهمية عن العلوم الدينية.
وأوضح أن "أهل الذكر" في القرآن مقصود بها أهل الاختصاص، فنسأل في الطب أهل الطب ونسأل في الهندسة أهلها، والإسلام دعا للعلم العام الذي ينفع الناس في دينهم ودنياهم.
وتابع أن القضية الثانية هي "مفاهيم يجب أن تصحح"؛ مثل قضية الجزية، والتي كان نقاشها من المحرمات خوفا من الفتنة. وأضاف أن القضية الثالثة هي قضية "الإسلام دين دولة أم لا دين في السياسة ولا سياسة في الدين"، مشيراً إلى أنه تم وضع كتاب في هذه القضية؛ الأول "فقه الدولة وفقه الجماعة" والمبحث الأول فيه حول إدارة الرسول صلى الله عليه وسلم للدولة.
وتقدم وزير الأوقاف بالشكر لمؤسسة الأهرام على استضافة الصالون، مؤكدا أن المشاركة فيه شرف كبير.
من جانبه، قال محمد العصار وزير الدولة للإنتاج الحربي إنه مؤمن تماما بأهمية الإنجازات التي تتم في مجال "الشأن العام والخطاب الديني"، موضحا أن البلاد حققت خلال الخمس السنوات الأخيرة الكثير خاصة في ملف الإرهاب، والذي نتج عن خطاب ديني غير جيد.
وأكد في كلمته بالصالون الشهري الأول للأهرام عن الشأن العام، أن تجديد الخطاب الديني له أهله وفئته، خاصة أنه يحتوي على علوم كثيرة يجب الإلمام بها مثل الفقه والحديث والقرآن.
وتابع قائلاً "يجب أن نركز على ثلاث نقاط مهمة أولها الجهاد في الإسلام، وثانيها قبول الآخر خاصة في القرى والنجوع، وثالثها السلوكيات والمعاملات".
من جهته، قال كرم جبر رئيس الهيئة الوطنية للصحافة إن قضية تجديد الخطاب الديني من أخطر القضايا التي تواجه المجتمع والأمن القومي.
وتابع في كلمته بالصالون الشهري الأول لمؤسسة الأهرام بعنوان "الشأن العام والخطاب الديني" اليوم الثلاثاء بحضور عدد من القيادات الصحفية إن الشيوخ كانوا يقضون وقتهم في المساجد ومعهم ملابسهم وأكلهم وشرابهم في نظريات جدلية ونقاشية ولا يصلون لحل، مؤكدا أن كل من تصدى لتجديد الخطاب الديني مثل طه حسين وعباس العقاد ومحمد عبده ناله النقد.
وتابع جبر أن قضية مثل التفرقة بين الاستشهاد والانتحار تحتاج لرأي قاطع، وأيضا قضية الأوطان والأديان وهل هناك تعارض بينهما.
بدوره، أكد علاء ثابت رئيس تحرير جريدة الأهرام، خلال كلمته بمؤتمر "الشأن العام والأمن القومى" الذي يقام بمؤسسة الأهرام، بتجديد الخطاب الديني يصب في حماية الأمن القومي المصري، مؤكدًا أن تجديد الخطاب لا يمس جوهر الدين ولكن من المهم تجديد الفهم البشري لنص القرآن المقدس.
وأشار ثابت إلى أن مهمة الخطاب الديني ليست مقتصرة على الأزهر وخريجيه، ولكن تمتد إلى كل من يمتلك علما واسعا، مضيفا أنه ليس من المعقول أن يتصدى لتجديد الخطاب الديني من هو ليس مؤهلا لذلك.
من جهته، قال الكاتب الصحفي عبد المحسن سلامة رئيس مجلس إدارة مؤسسة الأهرام إنه لا يمكن الحديث عن دولة عصرية دون ثورة فكرية في كل المجالات، سواء كانت عن الشأن العام أو الخطاب الديني أو طريقة التفكير، مؤكدا أنه لن تكون هناك حضارة إلا بثورة فكرية تتواكب معها.
وأضاف سلامة خلال صالون مؤسسة الأهرام الأول عن الشأن العام والخطاب الديني الذي يعقد أن وزير الأوقاف اختار الطريق الصعب وبدأ سلسلة من النقاشات وخص مؤسسة الأهرام بهذا التميز، مضيفا "هناك تعاون مشترك مع وزارة الأوقاف نفخر به ويليق بمؤسسة الأهرام التي يمتد تاريخها إلى ١٤٤ عامًا"، مشددا على أن دورها الريادي والتنويري سيستمر للأبد.
من جانبها، قالت الكاتبة الصحفية أمينة شفيق إن الدولة المصرية أحيت التراث المصري اليهودي، وهو في الأساس ملك للشعب المصري كله؛ وذلك بعد ترميمها للمعبد اليهودي، ومقابر اليهود بالبساتين، والتي تعود إلى القرن الثالث الهجري، وسُرقت وتم نهبها، ولكن رممتها الدولة وقامت بصيانتها من جديد، بقرار من الرئيس عبدالفتاح السيسي.
وأضافت خلال أول جلسات الحوار المجتمعي حول "الشأن العام"، والتي تناولت "الشأن العام والخطاب الديني"، والتي انعقدت بمؤسسة الأهرام، أن إسرائيل استغلت الربيع العربي وقامت بنهب وسرقة التراث اليهودي اليمني والعراقي؛ لذا علينا أن نحافظ على التراث المصري اليهودي، مؤكدة أن هذه مهمة وطنية.
وتابعت: "قبل أن نتحدث عن تجديد الخطاب الديني، يجب أن نسأل هل هناك من يواجه منابع
الفكر الإرهابي؟ نحن لسنا في حاجة إلى تجديد خطاب ديني فقط، ولكن إعادة صياغة الفكر من خلال ثورة فكرية، فللأسف درسنا تاريخنا بالخطأ، ويجب أن نواجه الثقافة بالفكر".
وتعقد هذه الندوة في إطار سلسلة من الندوات المتتالية التي نظمت بعدد من المؤسسات الصحفية القومية لمناقشة قضايا الشأن العام.
جاء ذلك بحضور الدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف، واللواء محمد العصار وزير الإنتاج الحربي، والكاتب الصحفي كرم جبر رئيس الهيئة الوطنية للصحافة، وأعضاء الهيئة، ورؤساء تحرير بعض الصحف القومية.