أحمد عرابي .. سيرة زعيم حاول الوقوف أمام الاستعمار البريطاني

أحمد الحسيني عرابي " 31 مارس 1841 - 21 سبتمبر 1911 " قائد عسكري و زعيم مصري ، قائد الثورة العرابية ضد " الخديوي توفيق " ، وصل إلي منصب ناظر الجهادية " وزارة الدفاع حالياً " و كان برتبة أميرالاي " عميد حالياً " .

 

ولد " أحمد عرابي " في 31 مارس 1841 في قرية " هرية رزنة " بمحافظة الشرقية ، تعلم القرآن الكريم ثم عهد به والده الذي كان عمدة القرية إلي صراف القرية الذي كان يدعي " ميخائيل غطاس " حيث قام بتدريبه علي العمليات الحسابية و الكتابية ، و في سن الثامنة انتقل إلي " الأزهر " . 

 

التحق عرابي بالخدمة العسكرية عام 1854 و بدأ كجندي ثم حصل علي عدة ترقيات حتي وصل إلي درجة " ملازم تاني " بعد أربع سنوات فقط من الخدمة ، و في عهد " سعيد باشا " تدرج سلم الترقيات حتي تقلد رتبة قائمقام " عقيد حالياً " و هو علي مقربة من الـ 20 ربيعاً .

 

تبدلت الأحوال بعد تولي " الخديوي إسماعيل " مقاليد الحكم حيث عادت التفرقة بين الضباط الشراكسة و الضباط المصريين و نتيجة لخلافه مع أحد القادة تم فصله من الجيش لمدة 3 سنوات ، و خلال هذه الفترة التحق بالعمل بوظيفة في دائرة الحلمية ، و تزوج هذه الفترة من " كريمة " مرضعة الأمير إلهامي باشا و هي أخت " حرم الخديوي محمد توفيق " فيما بعد من الرضاعة ، و نتيجة لوساطة بعد المقربين من زوجته تم إصدار من الخديوي بالعفو و إعادته للجيش برتبته التي خرج عليها ، و عُين بعد ذلك مأمور للحملة المصرية في الحبشة و انتهت هذه الحملة بالهزيمة ، و تولدت بسببها أثر كبير في نفسه لما رآه من استهتار القادة الشراكسة .

أصدر ناظر الجهادية " عثمان رفقي " عدة قرارات كرست لمزيد من التفرقة و التحيز لصالح الضباط الشراكسة و الضباط المصريين ، مما أثار غضب عرابي و 2 من زملائه و تقدموا بعدة مطالب لـ " رياض باشا " رئيس النظار

لم يقبل الخديوي هذه الطلبات و أمر باعتقالهم و تم القبض عليهم و محاكمتهم عسكرياً ، و بالفعل تم استدعاؤهم إلي ديوان الجهادية قبل أن يتم تحريرهم بالقوة من طرف الضباط المصريين .

اتسمت هذه الفترة بعدة مظاهر كانت لها الأثر في اشتعال الأوضاع من بينها علي سبيل الذكر " التدخل الأجنبي في الشؤون الداخلية المصرية و سوء الأحوال الاقتصادية و معارضة تشكيل مجلس نواب و الانحياز للضباط الشراكسة و سوء معاملة المواطنين المصريين و تعذيبهم " .

 

تمت الاستجابة مؤقتاً لهذه المطالب و لكن سرعان ما ساءت الأمور نتيجة لتردي الأحوال المعيشية و تراكم الديون علي خزانة مصر و تعنت الدائنين و علي رأسهم " فرنسا و بريطانيا " باعتبارهم أكبر الدائنين و ازدادت معه الضغوطات و أصبح التدخل الأجنبي أمراً واضح للعيان ، تم نفي "عرابي " إلي جزيرة سيلان لمعارضته التدخل الأجنبي في شؤون مصر ، و لكن سرعان ما تراجع عن عداؤه للإنجليز و عاد مجدداً لأرض الوطن و اشتهر بأنه أول من أدخل المانجو إلي مصر ، و توفي عرابي في 21 سبتمبر عام 1911