كتبت - أماني موسى
قال الكاتب الصحفي عادل حمودة، أن تركيا دولة مهمة في الشرق الأوسط، دولة سنية مسلمة ولها دور استراتيجي بالمنطقة، تستطيع أن تلعب دورًا متوازن ويمكن أن تكون قوى إضافية للاستقرار، لكن الحقيقة لسوء حظها أن كل من حكموها من أيام كمال أتاتورك وحتى فترة أردوغان لم يدركوا التناقضات الحادة داخل المجتمع التركي، وأنه إذا زادت الضغوط داخل أي مجتمع يتمزق نسيجه الوطني.
وأضاف حموده في لقاءه مع الإعلامي رامي رضوان، ببرنامج مساء DMC المقدم عبر ذات الفضائية، أن مساحة تركيا تبلغ حوالي 730 ألف كيلو متر، 3% فقط منها داخل أوروبا والباقي في أسيا، ورغم ذلك فإن الـ 3% هو النموذج الذي يحرك الباقي كله، والـ 97% يقاوم.
فبنظرة سريعة للمجتمع التكري ستجد تناقضات في زي المرأة، وعلاقة الرجل بالمرأة والحداثة والبيوت ومستوى الخدمات ومستوى العقليات والثقافة.
لافتًا إلى أن كمال أتاتورك أراد تنحية الدين جانبًا واعتبره عنصر تأخر وتخلف الأمم، وحاول أن يجعل من تركيا قطعة من أوروبا باستخدام العلمانية الشديدة، حيث أصبح الحجاب ممنوع بقرار وألغى التعليم الديني وأصدر قانون بمنع الإطالة في الصلاة بأوقات العمل، ما جعل الناس يقعون في صراع هو أنا مسلم ولا أوروبي؟
ولفت حمودة إلى الخلاف التاريخي بين تركيا واليونان، واصفًا اليونان بـ الطفل الحضاري المدلل لأوروبا، وأن مصدر الحضارة جاء من اليونان، فتجد أن هناك قبول لها ولمشاكلها ومتاعبها وإنقاذها.
وعن تركيا قال حمودة أنها تملك دولة عميقة ودولة موازية، وذلك نتيجة التفكك الاجتماعي الحادث، مضيفًا أن الدعوة الدينية مجرمة في تركيا بحكم الدستور والقانون.
غولن هو الأب الروحي لأردوغان
وأوضح حمودة أن فتح غولن ليس بمختلف عن أردوغان كما يروج الإعلام العربي، لكنه الأب الروحي لأردوغان وهو من علمه الاستراتيجي والسيطرة على المجتمع بهدوء من خلال شبكة من الصحف والمدارس والإعلام والتعليم، فغولن هو من علم أردوغان الدخول والسيطرة على المجتمع التركي، وبعد أن اختلفا قام غولن بتأسيس دولة موازية للدولة العميقة.
وتابع، أن أردوغان يحلم بإعادة الخلافة العثمانية وإن تحركات أردوغان خارج تركيا، تعبر عن نظرية علمية سياسية، تشبه تحركات الأشخاص: "لما يزهق من البيت بيدور بّرة، ولما تتكاثف المشاكل على كثير من الدول تكون هناك مغامرات خارجية لعلها تقوم بملحمة جديدة".
وأوضح، لعل هذه التحركات الخارجية تصنع لحمة جديدة بالمجتمع التركي، وأن أردوغان طبّق الفكرة بسرعة، لأن التوترات التى قام بها حادة وخاصة بعد الانقلاب، مستطردًا: "بدأ أردوغان بعمل حزام بينه وبين العراق ليستطيع ضرب الموصل، لأنه كان في حاجة إلى ذلك، فمعاهدة لوزان عام 1923 اللى عملت حدود تركيا الحالية شالت منها عمدًا أو صدفة كل مصادر الطاقة، فالموصل والسليمانية وكركوك حقول بترول موجودة فى العراق رغم أنها كانت فى تركيا، وهو الآن يتحرش بالأكراد رغبة منه فى احتلال جزء من المنطقة العراقية، لأن قضية الطاقة مهمة، وخاصة بعد ظهور النفط عام 1973 وتفجره بأسعار عالية جدًا، عرض على الكثير من الدول العربية أن يبادل الماء بالنفط، ولكن لم يحدث".
وأضاف حمودة: أردوغان شخصية ابتزازية، فنحن الآن أمام شخصية تبتز الغرب بتدخلها فى سوريا وليبيا، بدليل استغلاله ليبيا لأن تصبح ممر للأوروبيين والأمريكان، لدخول عدد كبير ممن يريدون أن ينضموا إلى داعش من الأوروبيين والأمريكان، واستغل فكرة أن فتح الممر للهجرة غير شرعية.
وأردف حمودة أن نشأة أردوغان الفقيرة وتعلمه في مدرسة للدعاة كان له الأثر في تكوين هذه الشخصية الابتزازية، موضحًا أن تعلم فى مدرسة للدعاة وبدأ يكسب عيشه ببيع سميط فى أسطنبول ويلعب كرة فى الساحات الشعبية، وملاكمة، وأول أموال كسبها بهذه الطريقة.