كتبت - أماني موسى
تناولت حلقة "النقاش المغاربي" المقدم عبر شاشة فرانس 24، الشأن الليبي وتصريحات الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الذي أعلن أن بلاده لن تصمت أمام ما وصفه بـ "محاولات شرعنة المشير خليفة حفتر"، وتأتي هذه التصريحات بعد توقيع تركيا وليبيا مذكرتين اتفاق أمنية وبحرية أشعلت فتيل أزمة جديدة في المنطقة، بسبب تعديه على حقوق الدول الأخرى.
التدخل التركي في ليبيا سينعكس سلبًا على دول المنطقة
من جانبها قالت هدى إبراهيم، صحفية في إذاعة فرنسا الدولية، هناك عدة أمور ستحسم الأمر، أولهم هو سير المعارك على الأرض، وإلى من سيحسم الأمر بالواقع لصالح حفتر أم قوات حكومة الوفاق الوطني، وهل سيستطيع المشير خليفة حفتر حسم المعركة لصالح الجيش الوطني الليبي بمعاونة الأطراف الدولية الداعمة له؟، مشيرة إلى أن عواقب هذا الصراع والتدخل التركي سينعكس على كل دول المنطقة، وليس ليبيا وتركيا فقط.
وحول إدخال قوات تركية بالفعل إلى ليبيا، قالت إبراهيم: إن تركيا تريد حصتها من الكعكعة الليبية وعليه دخلت كطرف في الصراع الليبي، في إشارة إلى طمع تركيا للسطو على نصيب ليبيا من ثروات الغاز والبترول بمنطقة شرق المتوسط.
وتابعت، تركيا كان لديها استثمارات بنسبة 15 مليار دولار و11 مليار يورو فيما بين عامين 2009 و2011، وخسرت الكثير من الاستثمارات في هذه الفترة، وشددت أن دخول قوات تركية بالفعل للأراضي الليبية مثلما حدث في سوريا سيغير كل المعادلة.
تركيا خسرت بالمنطقة بعد سقوط أنظمة الإخوان بمصر والسودان
وأوضحت أن تركيا خسرت في مصر والسودان بسقوط حكم جماعة الإخوان عن هاتين الدولتين، ومن ثم تحاول أن ترمي بكل ثقلها في القضية الليبية لكي تفرض وجودها كقوة إقليمية.
وأوضحت أن الاتفاق الذي تم بين الرئيس التركي أردوغان وحكومة الوفاق الوطني بقيادة فايز السراج، هو باطل ولا يمكن أن تخاض به حرب ليبية، والحكومة التي يقولون أنها معترف بها دوليًا لم يعترف بها البرلمان الليبي ولن يعترف بها، ومن ثم فما هي صلاحيات وشرعية هذه الحكومة؟ وما هي الصلاحيات والاتفاقيات التي يمكن لها أن توقعها؟
القوى المتطرفة والميليشيات هم من يدعمون حكومة السراج الغير معترف بها من ليبيا
وأردفت، كيف لرئيس حكومة الوفاق الوطني أن يطلب معاونة خمس دول مختلفة التدخل في الأراضي الليبية؟ مشن القوى التي تدافع عن حكومة السراج هي قوة متطرفة ومعظمها ميليشيات مسلحة، وهذا هو الواقع، وأردوغان حين يدعم السراج في ليبيا هو يدعم الإرهابيين والإخوان المسلمين في هذه المنطقة، بالإضافة إلى أحلامه التوسعية في المنطقة لاستعادة الخلافة العثمانية.
وقال عبد الرحمن ودادي، المحلل السياسي، أن الحرب الدائرة الآن في الأراضي الليبية هي حرب بالوكالة بين المحور المصري وتركيا، ومن ينظر للتدخل التركي في سوريا سيجد أن الإرادة التركية ضعيفة أمام الرغبة الروسية.
وتابع، أردوغان كعادته يصدر تصريحات كبيرة لكني أستبعد دخول قواته في حرب حقيقية بليبيا.
ليبيا باتت مسرح دولي وأردوغان يريد إحياء الخلافة العثمانية
بينما أعرب علي آت جودي، عن أسفه لخروج الأمور عن سيطرة وقرارات الشعب الليبي، وباتت مسرح دولي لكل الدول، وما يجب أن نقوله ه أن أردوغان يحاول إحياء الخلافة العثمانية ويمارس سياسة توسعية للسطو على مقدرات البلاد الأخرى، فهو من يحارب الأكراد في سوريا الذين يحاربون داعش.
تركيا لا يجمعها تقارب تاريخي أو جغرافي أو مجتمعي مع ليبيا
وشدد بأن تدخل تركيا التي لا ناقة لها ولا جمل داخل ليبيا محل سؤال وتعجب، فليبيا لا يجمعها مع تركيا أي شيء لكن الأخيرة تسعى فقط للحصول على جزء من ثروات غاز شرق المتوسط، فليس لتركيا أي تقارب اجتماعي أو جغرافي أو تاريخي مع ليبيا.