هاني صبري - المحامي
أطلقت شبكة نتفليكس "Netflix " عرضاً باسم "الإغراء الأول للمسيح " الذي أثار ردود أفعال غاضبة حول العالم حيث قدم الفيلم السيد المسيح مثلي جنسياً.
هذا العمل المشين يعد جريمة أخلاقية ويتعارض تماماً مع معتقداتنا الإيمانية الراسخة، حيث يسخر من الكتاب المقدس ، ومن الإيمان المسيحي ومحاولة بائسة منهم لإفساد قصة السيد المسيح إعتقاداً منهم بالنيل من قدسيته، وفيه إهانة بالغة لكل المسيحيين في جميع أنحاء العالم الذين أصابهم الضيق والغضب الشديد من هذا العمل ، مؤكدين أن أي مسيحي بل والجميع، يعلم تماماً أن السيد المسيح الوحيد الذي لم يرتكب الخطية ؛ وقال بفمه الطاهر أمام الجميع "مَنْ مِنْكُمْ يُبَكِّتُنِي عَلَى خَطِيَّةٍ؟ " وأنه انتصر علي الخطيئة والموت. فكيف يرتكب خطية نهي عنها ؟!
الجدير بالذكر أن تعاليم الكتاب المقدس ترفض وتدين وتحذر من المثلية الجنسية، وهناك فرق كبير بين رفض المثليين كأشخاص ورفض سلوكهم ، فالكتاب المقدس يوصي بأحترام ومحبة كل الناس ولكن هذا لا يعني قبول سلوك كل النَّاس .
وفي تقديري أن المثلية الجنسية مرفوضة تماماً لأنها تخالف الطبيعة التي خلقنا الله عليها وأنها نتيجة خلل في التطور النفسي ، والإنحدار السلوكي، وعدم النضج في الشخصية ، وإنعدام الشعور بالقيمة وفيها أهانة للنفس البشريّة، أن المثلية ليس لها أي علاقة بالتكوين البيولوجي الخاص بالإنسان، ولا يُوجد أي جينات تسبب المثلية ، ونحن لا ندين هؤلاء فالمثلية مرض مثل أي مرض يحتاج إلي علاج فهم مرضي وضحايا نتيجة عوامل كثيرة ويجب علاجهم.
نحن نؤمن بحرية التعبير، لكن هذا العمل المشبوه لا يندرج ضمن باب الحريات أو الإبداع بأي شكل من الأشكال ، والذي يؤكد صحة رؤيتنا أنه كان هناك فيلم أمريكى أنتج فى الثمانينات تحت اسم الإغراء الأخير للسيد المسيح، وهو مقتبس عن رواية نيكوس كازانتزاكيس التي صدرت عام 1953م، وقد أثار جدلا لأنه كان يصور العلاقة بين السيد المسيح ومريم المجدلية، مما أثار إستياء الكثير من المسيحيين و تم منع عرضه في عدة بلاد أوروبية حيث واجه هذا الفيلم رفضًا شديدًا وانتقادات حادة من جانب الفاتيكان، ووصل الأمر إلى المطالبة بطرد الفيلم من مهرجان كان ، وقدم مخرج الفيلم نفسه للمحاكمة في روما بسبب هذا الفيلم.
كما أن المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان قد انتصرت للمقدسات الدينية، وأصدرت حكماً تاريخياً منذ عام وقررت أنّ الإساءة للمقدسات والانبياء - لا تندرج ضمن حرية التعبير ، لذا نري أن الطعن في حياة السيد المسيح لا يدخل ضمن الحرية الشخصية ، وأنّ هذا العرض المسئ من شبكة نتفليكس تجاوز الحد المسموح به في الطرح، ويصنف كهجوم مسيء على السيد المسيح، كما عرض السلام الديني للخطر.
وارى أنه يجب يكون هناك توازن دقيق بين الحق في حرية الابداع و التعبير وحق الآخرين في حماية مشاعرهم الدينية ، ويجب أن تستوعب شبكة نتفليكس ومن على شاكلتها وجود خطوط فاصلة بين الحرية الشخصية وبين مراعاة مشاعر الآخرين في احترامهم لمقدساتهم وأن الأستهزاء بعقائد الآخرين والطعن في الذّات الآلهية لا يدخل يدخل ضمن الحرية الشخصية .
لذلك يجب إستبعاد هذا العرض المسيئ على الفور وإزالته وإعتذار شبكة نتفليكس لكل مسيحيي العالم.