الأقباط متحدون | العقاب الجماعي
ستظهر الصفحة بشكل مختلف لآنك تستخدم نسخة قديمة من متصفح أنترنت أكسبلورر، استخدم نسخة حديثة من انترنت اكسبلورر او أى متصفح أخر مثل فايرفوكس لمشاهدة الصفحة بشكل أفضل.
أخر تحديث ١٨:٠٥ | الخميس ١٦ فبراير ٢٠١٢ | ٨ أمشير ١٧٢٨ ش | العدد ٢٦٧٢ السنة السابعة
الأرشيف
شريط الأخبار

العقاب الجماعي

الخميس ١٦ فبراير ٢٠١٢ - ٠٠: ١٢ ص +02:00 EET
حجم الخط : - +
 

بقلم : حليم اسكندر
 
ما حدث في قرية " شربات " !!!  التابعة لمدينة النهضة بـالعامرية بالإسكندرية من سلب ونهب وحرق وتدمير لمنازل الاقباط وتهجيرهم القسري عقب جلسة " صلح عرفيه " يعد بمثابة وصمة عار في جبين هذا الوطن الجريح ! واقترح ان يتم تغيير اسم هذه القريه من قرية " شربات " لانه اسم مبهج وهو اسم المشروب الذي أعتاد أن يقدمه الناس في المناسبات السعيده في الاحياء الشعبيه ... لكي يصبح اسمها قرية " نكبات " أو " أنات " او " صرخات "  !!! فكم من قلوب أنت وعيون دمعت ومشاعر جرحت نتيجة تلك المهزلة بل والجريمه البشعه التي حدثت والمسماه بجلسة الصلح العرفيه ! المحزن أن كل ما حدث كان نتيجة اشاعه عن وجود علاقه بين سيده مسلمه ورجل قبطي لم تثبت صحتها حتي وقت عقد تلك الجلسة المهينة !! خسارة يا مصر " بلد اشاعات بصحيح " !! أي شعب الذي تحركه الاشاعات؟ اين لغة العقل والمنطق؟ الا يجوز ان يكون من اتاكم بهذا النبأ فاسقاً ومن ثم كان يجب عليكم ان تتبينوا لان التسرع
 
والتعجل قد ينتج عنهما مشاكل خطيره جدا وعواقب وخيمه يصعب تداركها !    أي ظلم ومعاناه اشد من اتهام برئ والتشهير به وبسمعته ؟  بل والحكم عليه وسلب امواله وممتلكاته وحرق وتدمير ما لا يمكن حمله منها ، هل تدركون كل المعاناة التي يتجرعها ذلك الانسان واسرته  سواء اكانت تلك الاضرار ماديه او معنويه ؟ الم يتذكر هؤلاء ما ورد بالقرﺁن الكريم بشأن ضرورة التيقن من الاخبار قبل التعجل والتصرف بل والحكم بناء بناء عليها ؟
 
" يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ  "
 
سورة الحجرات: 6
 
الم يكن من الاولي ابلاغ الشرطة واحالة الامر للنيابة والقضاء ومتي ثبت تورطه وارتكابه لتلك الواقعه فعلاً يتم عقابه وعقابها طبقاً لنصوص القانون! والعقوبه ينبغي ان تكون عقوبه شخصيه بمعني ان يعاقب من ارتكب تلك الواقعه فقط وهذا مبدأ اساسي من مبادئ قانون العقوبات وهو مبدأ شخصية العقوبه : - وهو ان لا يعاقب غير الفاعل عن فعل ارتكبه، إذ لا يعقل ان يقوم شخص بجريمة قتل ويهرب ويعاقب اخوه أو صديقة عن تلك الجريمة.
 
انا لا ادافع ولن ادافع قط عن افعال لا تتفق مع مبادئنا الروحيه والدينيه وقيمنا المجتمعيه وعاداتنا وتقاليدنا ولكنني في الوقت ذاته أرفض كل الرفض أن يتم وينفذ عقاباً جماعياً لجريمه فرديه وقبل ان تثبت !! عقاب جماعي والسبب ..................... اشاعه !! 
 
هذه ليست المره الاولي التي يتم فيها سلب ونهب وحرق منازل الاقباط والحكم بتهجيرهم القسري عن منازلهم علي اثر اشاعه من هذا النوع !! وللاسف الشديد اتوقع انها لن تكون الاخيره ... طالما بقي الاصرار علي التعامل مع تلك المشكلات بنفس الاسلوب وتلك الطريقه الباليه التي ثبت فشلها الذريع بل ثبت انها عامل مؤثر وفعال في ازدياد تلك الافعال طالما ضمن الجناه والمحرضين انهم بمنأي عن العقاب بل والنظر اليهم ومعاملتهم في احيان كثيرة معامله الفاتحين والابطال الذين اقتصوا من الكفرة الاقباط !!
 
أين هو مبدأ سيادة القانون؟ أين هي هيبة الدوله؟ أين هو مبدأ المواطنه ؟ أين هي المساواه؟ أين وأين وأين .....................؟ 
 
ونتيجة لتلك الاشاعه تم سلب ونهب وحرق وتدمير منازل ومحال الاقباط بتلك القريه وتقدر الخسائر المبدئيه لاقباط هذه القريه المنكوبه بما لا يقل عن " 7 " سبعة مليون جنيه !! كما قررت تلك الجلسه العرفية تهجير ثمانية اسر قبطية بحجة تهدئة الشارع !!! وقد تم عقد تلك الجلسه بمقر مباحث العامريه يوم الاربعاء الموافق الاول من فبراير 2012 والاسر التي حكم عليها بالتهجير هي :-
 
ابسخرون خليل .. متزوج ولديه ثلاثة اطفال !
عادل خليل .. متزوج ولديه طفلين!
ميلاد خليل .. متزوج ولديه طفلين! 
لويس خليل.. متزوج ولديه طفله! 
مراد جرجس واولاده!
روماني جرجس واولاده !
مراد جرجس واولاده !
مراد سامي واسرته!
 
كما قررت المحكمة السلفية تكوين لجنة لبيع ممتلكات المسيحيين المهجرين،اللجنة  يرأسها الشيخ أبو بكر كبير السلفيين بالعامرية وقد رفض المسيحييون الحاضرين للجلسة القرار فتم اجبارهم على الموافقة بحجة التهدئة وقيل لهم من يريد العودة يرجع وعلى مسئوليته الشخصية اذا تعرض لاى اعتداء أو مكروه !!! 
 
وما يدعو للأسف ايضاً  أن رئيس مجلس الشعب الدكتور " سعد الكتاتني" (إخوان مسلمين) تعمد تجاهل طلب البيان العاجل الذي تقدم به الدكتور "عماد جاد"، عضو مجلس الشعب حول حكم جلسة الصلح العرفي بطرد ثماني أسر مسيحية من إحدى قرى العامرية بالإسكندرية وتشكيل لجنة لبيع ممتلكاتهم . مشيرًا إلى أن هذا الحكم صدر من قبل ممثلين للإخوان والسلفيين وبحضور رئيس مباحث المنطقة. ووقع على الطلب نواب من الكتلة المصرية والوفد والثورة مستمرة.
 
ويقول الدكتور عماد جاد أرسلت للدكتور الكتاتنى طلبا ثانيا في الجلسة المسائية ليوم الثلاثاء الماضي أطلب تمكيننا من إلقاءالبيان لخطورة الموضوع وهو ما تجاهله للمرة الثانية. 
وأكد عضو مجلس الشعب، على انه يعلن ذلك لكشف حقيقة نوايا جماعة الإخوان وكمقدمة للتصعيد في هذه القضية بكل الطرق الممكنة فلن نتركهم يهدمون الدولة المدنية ولا حكم القانون ولا نشر أعراف بالية في دولة عمرها سبعة آلاف عام، سوف نواصل النضال والتصدي بكل ما لدينا من أدوات ووسائل قانونية داخل مجلس الشعب وإذا لم نتمكن من ذلك فكل الاختيارات متاحة من أجل الدفاع عن حقوق المواطنة والدولة المدنية ولن نتركهم يحولون مصر إلى دولة فاشلة.
 
وموقف الدكتور سعد الكتاتني  يدعو للعجب والاستغراب  بل والاستنكار ويثير القلق والمخاوف !! فهل مناقشة أزمة الانابيب والبنزين اكثر أهمية من مصير ثمانية اسر بل ومصير بلد بالكامل علي وشك الاحتراق بنيران الفتنه؟ 
 
ايها السادة الامر جد خطير ولا يجدي معه السكوت أو التجاهل ، وحتي ندرك مدي خطورة هذا الامر علينا أن نعرف أن التهجير القسري قد تم تصنيفه كجريمة دولية ويندرج ضمن جرائم الحرب وجرائم الإبادة الجماعية والجرائم ضد الإنسانية والذي تختص به المحكمة الجنائية الدوليه. 
 
 
المحكمه الجنائيه الدوليه 
 
هي المحكمه الدائمه المكلفه بالتحقيق في الجرائم ومقاضاة مرتكبيها عندما تكون السلطات الوطنيه غير قادرة علي او غير راغبة في القيام بهذا الدور.
 
وقد تمت الاشاره الي جريمة التهجير القسري " ابعاد السكان او النقل القسري للسكان " في النظام الاساسي للمحكمه الجنائيه الدوليه كجريمه من الجرائم ضد الانسانية الفقرة ( 1/ د) من المادة ( 7 ) وعرفتها الفقرة ( 2/ د) من نفس المادة.
 
الجرائم ضد الإنسانية 
 
 تعني بالتحديد أي فعل من الأفعال المحظورة والمحددة في نظام روما ،  متى ارتكبت في إطار هجوم واسع النطاق أو منهجي موجه ضد أية مجموعة من السكان المدنيين وتتضمن مثل هذه الأَفعال القتل العمد، والإبادة، والاغتصاب، والعبودية الجنسية، والإبعاد أو النقل القسرى للسكان، وجريمةِ التفرقة العنصرية وغيرها. الإبادة الجماعية والجرائم ضد الإنسانية عرضة للعقاب بصرف النظر عن ارتكابها وقت الحرب أو السلام.
 
وفي تعريف آخر للباحث"  وليم نجيب جورج نصار "  هي تلك الجرائم التي يرتكبها أفرادٌ من دولةٍ ما ضد أفراد آخرين من دولتهم أو من غير دولتهم، وبشكل منهجي وضمن خُطَّةٍ للاضطهاد والتمييز في المعاملة بقصد الإضرار المتعمَّد ضد الطرف الآخر، وذلك بمشاركةٍ مع آخرين لاقتراف هذه الجرائم ضد مدنيِّين يختلفون عنهم من حيث الانتماء الفكري أو الديني أو العِرْقي أو الوطني أو الاجتماعي أو لأية أسبابٍ أخرى من الاختلاف.
 
 وغالبًا ما تُرتكب هذه الأفعال ضمن تعليماتٍ يصدرها القائمون على مُجْرَيَات السلطة في الدولة أو الجماعة المسيطرة، ولكن ينفذُها الأفراد. وفي كل الحالات، يكون الجميع مذنبين، من مُصَدِّرِي التعليمات إلى المُحَرِّضين، إلى المقْتَرِفين بشكلٍ مباشر، إلى الساكتين عنها على الرغم من علمهم بخطورتها، وبأنها تمارَس بشكلٍ منهجيٍّ ضد أفراد من جماعة أخرى. وتطورت الملاحقة الدولية لها، حسبما جاء في نظام روما للمحكمة الجنائية الدولية، بحيث إنه يصبح الفرد مذنبًا بجريمة ضد الإنسانية حتى لو اقترف اعتداءً واحدًا أو اعتداءين يُعتبران من الجرائم التي تنطبق عليها مواصفات الجرائم ضد الإنسانية، كما وردت في نظام روما، أو أنه كان ذا علاقة بمثل هذه الاعتداءات ضد قلة من المدنيين، على أساس أن هذه الاعتداءات جرت كجزء من نمطٍ متواصلٍ قائمٍ على سوء النيَّة يقترفه أشخاصٌ لهم علاقة بالمذنب.
 
كلمه اخيره : استبشرنا خيراً بثورة 25 يناير 2011 واقنعنا انفسنا ان كل المشاكل الطائفيه والفتن والاحداث الدامية كانت من تخطيط وتنفيذ جهاز أمن الدوله المنحل وبتشجيع من النظام السابق بهدف الهاء الشعب عن المشكلات الخطيره كالبطاله والوضع الاقتصادي المتردي وارتفاع الاسعار واللعب بمبدأ فرق تسد من اجل التمهيد للتمديد وتمرير فكرة التوريث  !!  ولكن بسبب تعدد الازمات والفتن التي حدث بعد الثورة وتواليها من اطفيح للماريناب لقرية شربات وغيرها الكثير، ندرك ان الخلل وصل للقاعدة العريضه من الشعب واصبح  كامن ومتأصل في القلوب  ومتغلغل في الفكر ويظهر بوضوح في رفض الاخر ويثبت  بما لايدع مجالاً للشك ان النظام الحالي لا يختلف عن النظام السابق وبلغة الامثال نقول " ما اشبه اليوم بالبارحه " !! 
 
ورغم كل ذلك اقول هذا ليس بجديد أو غريب علينا كمسيحيين ، لأنه لم يخل عصر من العصور من الاضطهاد ، منذ عصر الرسل الذين تم استشهادهم جميعاً فيما عدا القديس يوحنا الانجيلي وحتي اليوم ، صحيح ان الاضطهاد كان يهدأ حيناً ويشتد احياناً اخري الا انه لم يتوقف ولم يختف بل اقول ولن يتوقف وذلك لأن الكتاب المقدس سبق وانبأنا انه: -
 
" بضيقات كثيرة ينبغي ان ندخل ملكوت الله "
اعمال الرسل 7 : 10
 
" قد كلمتكم بهذا ليكون لكم فيّ سلام.في العالم سيكون لكم ضيق.ولكن ثقوا.انا قد غلبت العالم "
يوحنا 16 :33 




كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها



تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
تقييم الموضوع :