كتب – روماني صبري
تتوالى الاستقالات من حزب العدالة والتنمية التركي الحاكم، جراء سياسات الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الخاطئة علاوة على قمعه المعارضة ما جعل البلاد سجن كبير، وكان آخر هذه الاستقالات 4 من قيادات الحزب البارزين، أيضا استقال أيضا من الحزب رئيس الوزراء التركي الأسبق أحمد داود أوغلو ، ونائب رئيس الوزراء الأسبق علي باباجان ، وقررا تأسيس حزبين جديدين يتصدون لجرائم اردوغان.
وفي هذا الصدد، قال د. بشير عبد الفتاح، الخبير في الشأن التركي، أن رئيس الوزراء التركي الأسبق أحمد داود أوغلو ونائب رئيس الوزراء الأسبق علي باباجان، كانا من أهم أعمدة الحزب في الاقتصاد والسياسة."
وأضاف "عبد الفتاح"، خلال حلوله ضيفا على فضائية " اكسترا نيوز"، أن هذه الاستقالات تعكس أزمة حقيقية يعيشها الحزب، وأن ثمة انقسامات داخله."
موضحا :" كذلك هذه الاستقالات تعكس فشل إدارة الحزب، ما جعله يعاني الانقسامات والارتباك والاستقالات الجماعية."
كما أوضح :" إجراء انتخابات في تركيا وعلى ضوء نتائجها سندرك وقتها كيف نجح حزبي أوغلو وباباجان من اقتطاع نصيب حزب العدالة والتنمية."
وتابع :" حتى تجرى هذه الانتخابات يمكن القول أن أوغلو له مؤيدين داخل العدالة والتنمية، انشقوا عن الحزب فور استقالته، كذلك له مؤيدين من خارج الأحزاب السياسية في تركيا، ما يؤكد أن كل هؤلاء سينضمون لحزبه الجديد."
ولفت :" كذلك علي باباجان الذي تحالف مع عبد الله جولن الرئيس التركي الأسبق، له الكثير من المؤيدين فضلا عن علاقاته السياسية."
وشدد الخبير في الشأن التركي على أن الانتخابات التي ستجرى في تركيا ستكشف كم تأثر العدالة والتنمية بكل هذه الاستقالات والانشقاقات."
موضحا :" ثمة شواهد وإشارات كشفت أن حزب أردوغان يعاني الفشل، ومنها انضمام الكثيرين لحزب المستقبل المعارض الذي أسسه أوغلو، علاوة على إعلان نية البعض الانضمام لحزب باباجان."
مشيرا إلى أن أوغلو وباباجان يواجهون تحديات رغم ذلك، لأنهم في نظر ملايين الأتراك خرجا من عباءة حزب العدالة والتنمية وهو حزب علماني ليبرالي يمين وسط بأرضية إسلامية."
واستطرد :" يعني غالبية المنشقون عن الحزب في نظر الشعب محسوبين على تيار الإسلام السياسي، وتأسيس اوغلو لحزب المستقبل خلى الحركات العلمانية تقول أن حزب أوغلو فرع جديد للعدالة والتنمية وستكون مبادئه بعيدة كل البعد عن العلمانية."
وواصل :" كذلك علي باباجان، مرتبط بعبد الله جولن، الذي كان رفيق درب أردوغان وأسس معه العدالة والتنمية .. غالبية العناصر والقيادات والكوادر التي انضمت لتيار باباجان الذي لن يترجم لحزب سياسي حتى يومنا هذا محسوبة على حزب العدالة والتنمية، ما يجعل العلمانيون يرفضون الانضمام لتيار باباجان."
موضحا :" لذلك كل التيارين الجديدين لم يستطيعا أن يقدما للناخب التركي بديلا ليبراليا خارج عباءة الإسلام السياسي، وخارج عباءة حزب أردوغان."
وردا على سؤال "لماذا سيذهب العلمانيون إلى هذه الأحزاب، ولديهم حزب الشعب الجمهوري العلماني الليبرالي خليفة كمال أتاتورك ؟"، أجاب بقوله :" حزب الشعب الجمهوري يعاني مشكلة كبيرة وهي افتقاده الكوادر الكافية، ما جعل الشعب التركي يفقد ثقته به."