حمدي رزق
الصديق «شريف عامر» افتتح حواره مع الروبوت «صوفيا» بـ«صباح الخير» فبادلته بتحية مصرية «صباح النور»، ودار الحوار حتى بلغ ذروته وصوفيا تردد «تحيا مصر»، الروبوت صوفيا مولف على الحوارات الذكية، وهتحور هتحور، وتلفك فى ورق سولفيان، ستسقط فى حبائل رقتها المصنوعة فى أقبية مسحورة، ساحرة صوفيا، سحرت شباب منتدى الشباب فى شرم الشيخ.
عندما أعلنت حبى لصوفيا، تجاهلت غزلى العفيف، وتركت سؤالا عالقا فى أعماق نفسى، هل تحب صوفيا، هل تشعر باللوعة، بالحنين، فى فيلم «أنا روبوت» I Robot، فيلم خيال علمى، حذر مؤلف الفيلم «إسحق عظيموف» من خطورة الآليين على الحضارة البشرية، لم يعطف على قلوبهم الاصطناعية.
فى كتاب «عصر الآلة الثانى» الذى عمل عليه كل من «إريك برينجولفسون» أستاذ الإدارة فى جامعة «سلون»، و«اندرو ماكفى»، الباحث فى مركز الأعمال الرقمية، تستشرف عصرا مقبلا تحل فيه الروبوتات محل البشر وتتفوق، ما يحتم إعادة التفكير فى تداعيات الأحداث على تطور البشرية.
الكتاب فى خلاصته المبتسرة يتساءل: هل تستحوذ الآلة فى طغيانها على الوظائف جميعا، للأسف هذا مفروغ منه، لكن ما أخشاه شخصيا فى عصر الآلة الثانى، فى قرن مقبل، ليس استحواذ الروبوتات على الوظائف، ولكن على القلوب بعد أن سلبت العقول!
مع الفارق، نفس خشية ضابط شرطة شيكاغو «ديل سبونر» الكاره للآليين فى فيلم IRobot، والذى يُكلَّف بالتحقيق فى جريمة قتل خبير تطوير للآليين، ويكتشف تورط روبوت يدعى «سونى» فى الجريمة، ومن ثم يتحول الأمر إلى خوف حقيقى؛ لأن خرق الآليين اتفاق الاحترام المتبادل مع البشر يعنى أن يتمكنوا من السيطرة على العالم بسهولة فائقة.
الخشية ليست من كفاءة الروبوت الذى يصممه الإنسان، ولكن نمو إحساس الروبوت، هل تنمو للروبوتات إذ فجأة مشاعر، نفس خشية الصديق شريف العزاوى، ويروى خاطرة سجلها قبل أربعين عاما، خلاصتها: «عندما بدأت العمل فى مجال الحاسبات، كانت كبيرة وعملاقة، دونت خاطرة، بعنوان (أحزان نجم 7) عن روبوت أحب الفتاة الجميلة التى تتعامل معه، وتدمنه، وهى أحبته، كما هو حال كل المولعين بالأجهزة الإلكترونية الآن.
أحب الإنسان الآلة، فهل تبادله الآلة هذا الحب، هل من حق الآلة أن تحب وتكره، هل تعلم هذه الجميلة التى تم نقلها إلى مكان آخر، كم سأعانى، كم سأفتقد لمسات أصابعها على لوحة مفاتيحى، تدغدغ أعصابى كل يوم، هل ستشعر بأحاسيس هذا الجماد، وكيف يوصف بالجماد، مع كل هذه المعلومات المتاحة له. وبسرعة فائقة، وقدرة استثنائية على التحليل، مع ذكاء رائع فى الاستنباط والتوقع، هل يبقى جمادًا بلا أحاسيس؟. يقينًا تبقى المشاعر والأحاسيس حكرًا على الإنسان، هكذا يعتقد الإنسان، ويسىء استخدامها.. إلى متى؟ الله أعلم».
نقلا عن المصرى اليوم