الأقباط متحدون | ويل لهم مما يكتبون
ستظهر الصفحة بشكل مختلف لآنك تستخدم نسخة قديمة من متصفح أنترنت أكسبلورر، استخدم نسخة حديثة من انترنت اكسبلورر او أى متصفح أخر مثل فايرفوكس لمشاهدة الصفحة بشكل أفضل.
أخر تحديث ٢٠:١٦ | الثلاثاء ١٤ فبراير ٢٠١٢ | ٦ أمشير ١٧٢٨ ش | العدد ٢٦٧٠ السنة السابعة
الأرشيف
شريط الأخبار

ويل لهم مما يكتبون

الثلاثاء ١٤ فبراير ٢٠١٢ - ٠٠: ١٢ ص +02:00 EET
حجم الخط : - +
 

بقلم : مصطفى عبيد
 
يكتب جارسيا ماركيز كى يغير العالم الى الأجمل، ويكتب مثقفو السلطة كى يبقى القبح راسخا. فللحقيقة وجهان كما يقول مبدعنا اليقظ محمود درويش، والثلج اسود فوق مدينتنا. ويبدو أننا لم نعد – كما يقول – قادرين على اليأس أكثر مما يئسنا.
 
بعد عام من خروج مبارك من الحكم لم تورق حدائقنا ، ولم ترقص بلابلنا، ولم تولد أغانينا. وئدت أحلام مصر الجديدة تحت بيادات ذوى السترات الخضراء. علقت قصائدنا على مشانق القمع وسجنت أمانينا فى زنازين سوداء. أطلقت رصاصات التخوين على جميع النشطاء، وسكبت دوارق الحبر على صور الشهداء، وشطبت حكايات البطولة عن الشجعان الحقيقيين الذين قالوا «لا»  عندما قال معظم الناس «نعم» خوفا وطمعا.
 
تحول محمد البرادعى الى عميل أمريكي، وانقلب وائل غنيم الى زعيم ماسونى، وأصبحت 6 ابريل وكفاية حركات تخريبية.
 
ما كتبه مثقفو السلطة أحد وأعنف وأبشع مما فعله عساكرهم. كلمة باطل أخطر وأشد تأثيرا على مسيرة الحرية من ممارسات القمع.
 
فرقونا بالسياسة، وأشعلوا حروب الكلام بين الأحزاب والأحزاب، وبين الجماعات والحركات، وبين النشطاء والصامتين. دفعونا أن  نتفق على توحيد الله وتقسيم الوطن كما يقول الشاعر السورى محمد الماغوط..
 
من يقرأ ما مر خلال عام يلعن الثورة ، ويترحم على ساعة من ساعات القهر المباركى  الآمن. لذا فإنه من السذاجة أن نعتبر حوادثنا أخطاء عفوية لأناس لا يفهمون فى السياسة ، فالخطاب لم يتغير، والمؤامرات الخارجية المزعومة لم تتوقف، والدم مازال يسفح بلا حساب.
 
يكتب المتعسكرون بيانات الإدانة لكل من يهتف برفض الحكم العسكرى، ويتبارون فى طلاتهم التلفزيونية لتحليل مؤامرات الصبية والخونة المزعومين، ويبثون الشائعات، ويحرمون الفتن، ويحذرون من الفوضى، ويهددون بالعرقنة والأفغنة والصوملة!
 
يكتب المتعسكرون محرضين على بقاء أصحاب البيادات، وعن وجوب اختيار حاكم قوى حازم من المؤسسة العسكرية لأن مصر لا يصلح لها الا مستبد عادل. يكتب المتعسكرون عن ضرورة الضرب بقوة على أيدى المعتصمين والمتظاهرين  حتى لو وصل الامر لتكرار فعل ضباط يوليو فى كفر الدوار اغسطس 1952 من إعدام اثنين او ثلاثة ظلما لردع الرافضين . يكتبون محولين الشهداء الى بلطجية، والشجعان الى فوضويين، والمطالبين بالحرية الى عملاء وخونة، فويل لهم مما كتبت أيديهم وويل لهم مما ينطقون.
 
يتعجب الشاعر أحمد مطر مما يحدث ليقول لنا: «أتريدون من العصفور/ أن يشهر للصياد سيف الزقزقة؟ / أتريدون من المطعون / أن يعرب عن صرخته بالموسقة؟ / أتريدون من المعدوم أن يرفق الحبل / لكى لا تتأذى المشنقة؟». 
 
mostafawfd@hotmail.com




كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها



تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
تقييم الموضوع :