سليمان شفيق
انشقاقات في حزب أردوغان تهدد بضعف الحزب الحاكم
الانقسامات في صفوف اسلاميي تركيا إلى تفكك المشروع الاخواني الاردوغاني
اكد الرئيس عبد الفتاح السيسي أن بلاده لن تسمح لأحد بالسيطرة على ليبيا ، جاء ذلك بعد ان اعلن اول أمس الثلاثاء اردوغان أن تركيا مستعدة لنشر قوات في ليبيا لدعم حكومة الوفاق إذا ما طلبت الأخيرة دعما من هذا النوع.
وقال السيسي في تصريحات للصحف المصرية الحكومية والخاصة "لن نسمح لأحد أن يعتقد أنه يستطيع السيطرة علي ليبيا والسودان ولن نسمح لأحد بالسيطرة عليهما".
واضاف السيسي "أمر في صميم الأمن القومي المصري"، مشيرا الى أن السودان وليبيا "دول جوار" مباشر لمصر.، وشدد الرئيس المصري بلهجة قاطعة، أن بلاده "لن تتخلى عن الجيش الوطني الليبي" الذي يقوده المشير خليفة حفتر الرجل القوي في الشرق الليبي الذي أطلق الخميس الماضي "المعركة الحاسمة" للسيطرة على طرابلس .
وتابع السيسي "لا يمكن أن نرضى بإقامة دولة في ليبيا للميليشيات والجماعات المسلحة والإرهابية والمتطرفة".
وجاءت تلك التصريحات بعد لقاء في اسطنبول بين الرئيس التركي والسراج هو الثاني بين الرجلين في غضون ثلاثة اسابيع ، مما يؤكد التحرش الاوردغاني بمصر ومحاولة التلويح بأمنها القومي .
وفي نفس الوقت الذي صدق فيه البرلمان التركي علي الاتفاقية بين حكومة السراج واوردغان
وبعد توقيع هذا الاتفاق المزعوم أكدت الحكومة التركية أنها ستمنع أي عملية استكشاف للنفط لا تحظى بموافقتها، وادانت دول عدة الاتفاق البحري الموقع بين أنقرة وحكومة الوفاق، بينها اليونان وقبرص ومصر لأنه يعطي أنقرة سيادة على مناطق شاسعة في شرق البحر المتوسط الغني بالموارد النفطية.
ونشرت تركيا الاثنين الماضي اول طائرة مسيرة مسلحة في شمال قبرص حيث ستتمركز في أجواء من التوتر الشديد بين تركيا ودول أخرى في شرق المتوسط حول استغلال ثروات النفط والغاز في هذه المنطقة.
انشقاقات في حزب أردوغان :
جنبا الي جنب مع الموقف الاوربي وخاصة فرنسا وايطاليا ، ورفض دول البحر المتوسط لتصرفات اوردغان ، تجري انشقاقات كبيرة في اوساط حزب اوردغان نتيجة استبدادة.
استقال نائب رئيس وزراء تركيا السابق علي باباجان إنه من حزب العدالة والتنمية الحاكم الذي يتزعمه الرئيس رجب طيب أردوغان بسبب "خلافات عميقة" حول توجه الحزب، مضيفا أن تركيا تحتاج إلى رؤية جديدة.
واستقالة باباجان وهو حليف سابق لأردوغان لا تشكل استثناء في مشهد سياسي واقتصادي يزداد قتامة في تركيا مع إصرار الرئيس على التفرد بالحكم ووضع كل منتقديه في سلّة الأعداء بمن فيهم حلفاؤه، وتؤكد استقالة باباجان معلومات سابقة عن شروخ عميقة في العدالة والتنمية وانقسامات حادة تشق صفوف إسلاميي تركيا.
وكان داوود أغلو الحليف الوثيق للرئيس رجب طيب أردوغان قد وجه انتقادات شديدة لحزب العدالة والتنمية بعد هزيمة الحزب المؤلمة في انتخابات رئاسة بلدية اسطنبول والتي تعتبر على نطاق واسع نذر شؤم لأردوغان على مستوى البلاد.
واشار اغلو اكثر من مرة وقال "نواجه مشكلات اقتصادية مثلما واجهنا في عام 2008. حينئذ كان في القيادة أشخاص على دراية بالاقتصاد وكانت هناك رؤية"، في إشارة ضمنية للرئيس التركي الذي أعلن في تصريحات سابقة للانتخابات البلدية، أنه هو المسؤول عن الاقتصاد وأنه يمتلك معرفة كافية تؤهله لتقييم الوضع الاقتصادي.
ويعاني الاقتصاد التركي من حالة ركود وهددت الولايات المتحدة حليفة تركيا في حلف شمال الأطلسي، بفرض عقوبات إذا مضى أردوغان في شراء منظومة دفاع صاروخي روسية.
وقال نائب رئيس الوزراء التركي السابق في بيان "في ظل الظروف الحالية، تحتاج تركيا إلى رؤية جديدة تماما لمستقبلها. هناك حاجة إلى تحليلات صحيحة في كل مجال واستراتيجيات مطورة حديثا وخطط وبرامج لبلادنا".
وأضاف "صار محتما بدء جهد جديد من أجل حاضر تركيا ومستقبلها. كثير من زملائي وأنا نشعر بمسؤولية عظيمة وتاريخية نحو هذا الجهد"، معلنا أنه قدم استقالته إلى حزب العدالة والتنمية.
اردوغان اقصى عبدالله غل وقيادات حزبة
وكان انتخاب السياسي المعارض أكرم إمام رئيسا لبلدية اسطنبول بعد إعادة الانتخابات في 23 يونيو قد مثل أكبر خسارة انتخابية لأردوغان في حياته السياسية.
وشجعت الهزيمة في أكبر مدينة تركية المنتقدين داخل حزب العدالة والتنمية بعد أن ظلوا لسنوات يلمحون إلى خطط لتشكيل حزب جديد.
وشغل باباجان منصبي وزير الاقتصاد ووزير الخارجية في السنوات الأولى من حكم حزب العدالة والتنمية قبل تعيينه نائبا لرئيس الوزراء وهو المنصب الذي شغله في الفترة من 2009 إلى 2015. وشغل غل منصب الرئيس من 2007 إلى 2014 قبل أن ينتقل أردوغان من رئاسة الوزراء إلى رئاسة تركي.
وتردد في السابق أن أردوغان عمد إلى إبعاد بعض من قادة الصف الأول مدفوعا بطموحاته السياسية الاستبدادية وعبدالله غل من بين هذه الشخصيات وقد التزم الصمت وتوارى عن أنظار الإعلام لسنوات منذ انتهاء ولايته الرئاسية.
وشمل سيناريو الإبعاد أيضا أحمد داوود أغلو الذي كان من المقربين جدا من الرئيس التركي خوفا من طموحاته السياسية ووسط قلق من تنامي شعبيته محليا ودوليا.
الانشقاقات والانقسامات في صفوف إسلاميي تركيا تشير إلى بداية تفكك المشروع الاخواني الذي يقوده أردوغان.
ويعرف عن داوود أغلو بتمتعه بعلاقات جيدة مع الأوروبيين وقاد في السابق حين كان رئيسا للوزراء جهود تهدئة التوترات بين أنقرة وبروكسل والتوصل في 2016 لاتفاق الهجرة لكبح تسلل المهاجرين غير الشرعيين إلى أوروبا مقابل مزايا مالية وسياسية لتركيا.
ويتوقع متابعون للشأن التركي أن يرتفع عدد القافزين من سفينة أردوغان في ظل انقسامات عميقة وشروخا عمقتها سياسة الرئيس الحالي.
وتشير الانشقاقات والانقسامات في صفوف اسلاميي تركيا إلى تفكك المشروع الاخواني الذي يقوده أردوغان والذي خسر الكثير من حلفائه على رأسهم الرئيس السوداني السابق عمر البشير الذي عزله الجيش في أبريل اضافة إلى فشل اسلاميي موريتانيا في الانتخابات الأخيرة وقبلها فشل حكم الاخوان في مصر.