د.ماجد عزت إسرائيل

  يرجع الفضل إلى وجود الجماعة الرهبانية في هذا  الدير إلى القديس أبو فانا أو إبيفانيوس الذى عاش فى النصف الثانى من القرن الرابع الميلادي، ولو افترضنا أن حياته استمرت بين عامى(355-415م) فيكون بذلك عاصر القديس الأنبا شنودة رئيس المتوحدين وعظماء القديسين والمرشدين الأوائل فى رهبنة بصعيد مصر، ومما لاشك فيه أن القديس أبو فانا قد تأثر بهؤلاء القادة وأسس جماعته الرهبانية على منوالهم، فتأثر بحياة الشركة التى وضعها القديس باخوميوس أو باخوم،كما تأثر بطريقة الأنبا شنودة فى الاهتمام بالإرشاد وضرورة التعليم للجماعة الرهبانية التى جمعت حوله.
 
     ومن الجدير بالذكر أن القديس أبو فانا وصلت جماعته الرهبانية لنحو أكثر من (1000) راهب وكان ديره  من أوائل الأديرة فى جنوب مصر، وعاش أولئك الرهبان فيما يعرف بنظام المنشوبيات - "منشوبية" جمعها: منشوبيات هي كلمة قبطية ma`n]wpi مانشوبي، أو منشوبي، وهي تفيد معنى السكن التَّجَمُّعِي أو الفردي (مسكن). ومن الممكن أن تُسْتَخْدَم على أساس معنى "قلايات" أو "أديرة صغيرة"- وهو نظام يجمع بين حياتى الشركة والوحدة فى آن واحد، فكان كل جماعة من الرهبان من حرفة واحدة أو من قرية واحدة يسكنون فى منشوبية، والمنشوبية عبارة عن عدة قلالى متجاورة كل راهب يسكن منفرداً فى واحدة منها، فتكون كل منشوبية جماعة متناسقة، وكانت تنتشر هذه المنشوبيات حول المبنى الكبير وهو الكنسة التى كانوا يجتمعون فيها للصلاة، وكانت بجوارها مبنى المائدة التى كانوا يتناولون فيه الطعام فى شركة معاً، والملحقات الأخرى مثل الفرن وآبار المياه،وصالة الاٍجتماعات وحجرات مخازن الدير والبئر والفرن وملحقات خدمية أخرى تخص الزائرين للدير .