كتب .... إيهاب رشدي
قال الدكتور مجدي اسحق الاستشاري بمعاهد المشورة أن التعبير الخالد الذي أبدع في وصفه السيد المسيح في إنجيل متي – الإصحاح ٢٣ "يصفون عن البعوضة و يبلعون الجمل " يستحق أن نقف أمامه ، وأن كثيرين ربما يفهمون التدين " انك تدقق في "التوافه" ، و من كتر ما أنت بتستهلك طاقتك في السطحيات دي تتوه منك الكباير المهمة و المفصلية..
وأشار أستاذ المشورة أن " التدقيق " يختلف عن " الوسوسة الدينية أو الفريسية " لأن التدقيق يعني أن تكون أمينا بينك و بين نفسك و أمام ربنا في حياتك .. و ليس معناه أن تفرض الحالة دي علي الناس و تكرههم في كل ما هو الهي !!
أما الوسوسة الفارغة فتعنى أنك تركز علي هوامش المعني بشكل فارغ يضيع منك المعني و الهدف الأصيل للتعليم و للوصية ، وأضاف دكتور إسحق أن التدين كان هكذا أيام السيد المسيح.. يهتمون أن السبت يبقي بلا عمل، و عندما يعمل المسيح معجزة شفاء فيه ، تقوم الدنيا عليه لأنه كسر السبت!! ، يهمهم يرجموا المرأة اللي أتمسكت بتغلط ، و لما الرب يسوع يدافع عنها و يسامحها يبقي كسر ناموس موسي اللي أصله الرحمة و المغفرة ..
وقال أستاذ المشورة أن هؤلاء الناس موجودين حتى الآن ، و هما دول اللي بيصعبوا الدين و يشوهوا صورته و يعقدوا الناس منه ، مشيرا إلى أن البعوضة لو وقعت في المياه - بحسب وجهة نظر اليهودي المتدين - تنجس المياه ، و بسبب ذلك كان اليهودي يظل طول النهار يصفي المياه التي يشرب منها كي يعيش طاهرا ؟
وأضاف أنك تجد " متدين البعوضة " كل كلامه في الصيام مثلا عن التدقيق السطحي في الطعام ، لكن ما عندوش أي مانع يشتم و يتخانق و يقعد طول النهار علي النت يشهر بالناس و يشوه سمعتهم ، وأنه لو كان فعلا مدقق في الصوم كان يبقي مدقق الأول في مشاعره و كلامه و حبه للناس !! وقدام كده نفس المتدين ده بيكره و يكذب و يسرق و يغتاب سيرة الناس ، يعني "بيبلع الجمل" ، أصله مش فاضي و مضيع طاقته في الفهم الخاطي للدين اللي كله رحمة و اتساع و رقي.. مضيع عمره يصفي في البعوض، و ساب حياة التقوى و الأمانة الحقيقية !!
عكس المتدين الحقيقي اللي ماشي بحكمة ، و التدقيق عنده حكيم و بإرشاد روحي حسب قامته .. تلاقيه عارف حجمه و ينمو في الفضيلة بالراحة و بسلاسة من غير مظهرية و عنترية و كتر كلام و خناقات كلامية شكلية سطحية ..