فتحية الدخاخني
رغم التحذيرات المتواصلة من جانب علماء البيئة، وإدراك كثير من المسؤولين لخطورة الموضوع، وقرب وقوع الكارثة، إلا أنه على ما يبدو فإن الدول الصناعية الكبرى مازالت تقف حائلا دون الوصول إلى اتفاق قوى يلبى طموحات الشعوب للحد من التغيرات المناخية التى باتت خطرًا وشيكًا بدأت ملامحه فى الظهور فى شكل ارتفاع فى درجات الحرارة، وحرائق للغابات وفيضانات وسيول.
على مدار الأسبوعين الماضيين واصل الخبراء من دول العالم اجتماعاتهم فى العاصمة الإسبانية مدريد فى مؤتمر المناخ 25 للوصول إلى اتفاق وقواعد تمهد الطريق لتنفيذ اتفاق باريس الموقع فى عام 2015، والذى سيدخل حيز التنفيذ العام المقبل، لكن المفاوضات تعثرت ولم يستطع المجتمعون التوصل إلى بيان ختامى مساء الجمعة الماضى، مما دفع الأمم المتحدة لتمديد المفاوضات أملا فى الوصول إلى بيان ختامى قوى.
ولم تكن القاهرة بعيدة عن الاجتماعات فى مدريد، حيث عقدت سفارة إسبانيا مؤتمرا مشتركا مع سفارة تشيلى التى ترأس أعمال قمة المناخ للحديث عن أخطار التغيرات المناخية والاحتباس الحرارى، وقال سفير إسبانيا بالقاهرة، رامون خيل كاساريس، إن «التغيرات المناخية لم تعد أمرًا نتحدث عنه فى المستقبل بل باتت واقعًا نعيشه، ويؤثر علينا وعلى مستقبل دولنا فى كل أنحاء العالم».
واستشهد السفير الإسبانى بما نشرته انتربرايز عن أن «الاحتباس الحرارى سيؤدى إلى تدهور صناعة السياحة فى مصر'> السياحة فى مصر، حيث ستخسر 95% مِن دخلها السياحى من الشعاب المرجانية بحلول نهاية القرن الحالى، وأن سياحة الشعاب المرجانية العالمية التى تدر 36 مليار دولار سنويا ستخسر 90% مِن دخلها مع حلول عام 2100، كما ستؤثر التغيرات المناخية على نحو 30 مليون شخص يعملون بالصيد فى المحيطات، وهو ما سيكلف الاقتصاد العالمى نحو 430 مليار دولار بحلول عام 2050».
ورغم الأرقام المفزعة التى ذكرها السفير الإسبانى وغيرها من الحقائق التى يتحدث عنها العلماء، والتى تشمل احتمال غرق مدن ساحلية بالكامل جراء التغير المناخى، إلا أن بعض الدول مازالت متشبثة بمواقفها بدعوى التقدم الصناعى، وارتفاع تكلفة الانتقال للاعتماد على طاقة مستدامة وترك الوسائل الملوثة للبيئة مثل الفحم وغيرها، وهو ما ظهر فى مفاوضات قمة المناخ بمدريد، وعدم وفاء الدول الصناعية الكبرى بالتزاماتها فى الحد من الانبعاثات الكربونية، والمساعدة فى الحد من تأثيرها على البيئة. لم تفلح النوايا الطيبة فى الوصول إلى اتفاق حقيقى، حتى مع إدراك الجميع أننا لم نعد نملك رفاهية الوقت، «فشهر يوليو الماضى كان الأكثر سخونة على الإطلاق» بحسب سفير تشيلى بالقاهرة، بابلو أريليان، لكن يبدو أن الجميع ينتظر وقوع الكارثة، كأننا نتابع أحداث فيلم سينمائى عن نهاية الكون.
نقلا عن المصرى اليوم