وثائقي جديد يرصد تأثير الحرب على المواطنين الليبيين
كتب - نعيم يوسف
تعاني ليبيا في السنوات الأخيرة من فوضى كبيرة، بعد الإطاحة بنظام العقيد معمر القذافي، ما أدى إلى سيطرة المليشيات المسلحة على مناطق مختلفة من البلاد، وأن تصبح ليبيا منصة للجماعات الإرهابية والمسلحة، والهجرة غير الشرعية، ومكان لإيواء المهربين والعصابات الإجرامية.
عملية عسكرية
من جانبه، أطلق الجيش الوطني الليبي، بقيادة المشير خليفة حفتر، عملية عسكرية منذ حوالي 8 شهور لتحرير العاصمة طرابلس من المليشيات المسلحة، بينما أمر فايز السراج، رئيس الحكومة الليبية المعترف بها دوليا المليشيات المسلحة المسيطرة على العاصمة بالتصدي لهجوم الجيش بقيادة "حفتر".
في هذا السياق، عرضت قناة "فرانس 24"، فيلما وثائقيا يحمل عنوان "ليبيا.. العبور إلى الجحيم"، يتناول حقيقة الصراع في ليبيا وأزمة اللاجئين التي أضحت كارثية في البلاد.
لحظات من القتال
ويعرض الفيلم أيضا لحظات القتال بين الفصائل الليبية المختلفة، وسط صيحات التكبير، حيث تعرضوا لهجوم خاطف، من قوات الجيش الوطني الليبي، ولكنهم استطاعوا صده.
يرفضون الطرفين
وقال أحد المقاتلين إنهم يرفضون الصراعات الإقليمية على أراضيهم والتي تتورط فيها قطر وتركيا، وأيضا أكد أنهم يرفضون كلا من فايز السراج، رئيس الحكومة الليبية، وخليفة حفتر قائد الجيش الليبي.
إنقاذ عدد من المهاجرين
كما عرض الفيلم الوثائقي أيضا لحظة محاولة إنقاذ قاربا للهجرة غير الشرعية، يوجد به 126 مهاجرا، وأثناء الحديث مع عدد من المهاجرات على سطح القارب، رفضن جميعا العودة إلى ليبيا، وقالت واحدة منهن باكية: "أفضل الموت ولا أعود إلى ليبيا"، بينما قال أحد المهاجرين الشباب إنه لا يستطيع العودة إلى ليبيا لأنه لا يستطيع تحقيق أهدافه وأحلامه.
داخل قاعدة عسكرية
الفيلم أيضا استطاع الوصول إلى أحدى القواعد العسكرية، لافتا إلى أن هناك في ليبيا حوالي 20 مليون قطعة سلاح، في بلد عدد سكانه 6 مليون شخص، وقال أحد المقاتلين ويدعى "محسن"، أنهم اضطروا لتعلم استخدام جميع الأسلحة الثقيلة والخفيفة، عندما كانوا يحاربون معمر القذافي.
رغم الحظر.. الأسلحة تزيد في ليبيا
أشار الفيلم إلى أنه على الرغم من وجود حظر على توريد الأسلحة إلى ليبيا منذ عام 2011، إلا أن هناك تزايد في توريد الأسلحة إلى الطرفين المتحاربين، سواء مليشيات طرابلس، أو الجيش الوطني الليبي.
مآسي المهاجرين
والتقى الفيلم مع أحد المهاجرين الذين يعيشون داخل مراكز الإيواء، وقال إنه رأى 130 شخصا يغرقون أمامه، وزوجته التي كانت حامل في طفل عمره 4 أشهر غرقت أيضا، مشيرا إلى أنه ظل يسبح لمدة 6 ساعات متصلة حتى انتشله أحد الصيادين، لافتا إلى أنه سوف يواصل المحاولات من أجل الوصول إلى أوروبا.