محمد حسين يونس
لقد تغير المجتمع .. نعم لقد تغير بعد أن تبع سياسات صندوق النقد و البنك الدولي .. و اضاع ديون بالمليارات .. علي زخرف و زينة لا تشبع و لا تغني عن جوع ...لقد تحول إلي مجتمع السوق ..حيث المغريات لا حدود لها .. و البضائع متوفرة في (المولات ) .. و العين بصيرة و الإيد قصيرة .
لقد تغير .. و أصبحت أجور الأطباء بالمئات.. و الأدوية بالالاف .. و العمليات حلم غير متوفر إلا للاغنياء .. و الملابس ..تحتاج لثروة .. و التعليم لا يوفره إلا أب سعيد لدية أموال قارون .. و الرياضة حلم غير قابل للتحقق إلا لطبقة بعينها ..

لقد تغيرت .. رأسمالية الدولة التي ترعي الشعب .. لتصبح رأسمالية طفيلية كومبرادورية .. يقودها العسكريون .. و يخططون للبشر مسارات متصادمة .. تنتهي بعد إفقار الغالبية بمحاولة إستيراد شعب جديد قادر علي الإستهلاك .. و دفع رسوم الحصول علي ( الجنسية ) تؤكد أنه من السعداء مالكي الملايين .

السؤال ماذا نفعل .. و قد تغيرت إتجاهات الريح ..؟ .. هل سنسلم شراعنا و نتحرك(( علي حسب الريح م تودى الريح و ياها أنا ماشي ماشي و لا مهدى )) .. كما نصح عبد الحليم حافظ ..

أم سنحاول أن نطرق دروبا غير معهودة للنجاة ؟؟ ....هل سنبقي هكذا مستسلمين !!

سؤال لا يطرحة إلا الشباب.. فالمسنين الذين لم يعد لديهم الكثير من الزمن .. يهتمون بأن ينهوا حياتهم و هم علي وفاق مع السماء .. إما بالحج و العمرة ..أو بالإنتظام في أداء الطقوس ..أو بالدعاء الذى لا يتوقف أن ينجيهم و الأبناء و الأحفاد .. من الطوفان القادم .

الشاب تعذبه فتوته .. و يقلقه مستقبله .. و عليه أن يختار طريقا .. سوف يستمر لأزمان قد تصل لنهاية العمر .

من يولد وفي فمة معلقة ذهب .. يوظف كل إمكانيات عائلته في أن يتعلم جيدا .. و يستمتع بعمق .. و يستحوذ علي وظيفة أو منصب مرموق .. و يجاهد حتي لا يقع ضحية لتجار السوء من مخدرات .. وأساليب حياة غير سوية .. و قد يهاجر فكريا أو روحيا أو جسديا ... أو يحتمي بقلعة من القلاع التي تقام اليوم لتمنع عن المترفين ..نظرات و حقد .. و مكائد ..من يحسدهم و يفكر في العدوان عليهم .

الشاب الذى ولد في طبقة متوسطة تحارب من أجل البقاء .. يطمع في إختراق الأبواب الموصدة إما بالعمل و هوأمر أصبح غير وارد حدوثة إلا بالمصادفة .. أو بالمصاهرة .. و الزواج و الإنتماء للطبقات العليوى (من أبناء اللصوص المحدثين )..و هو يظل علي حالة .. يصارع و يكافح حتي يبلغ من السن أرزلة إلا إذا ركب موجة تعلو به إلا مصاف القادرين .

الشاب المكافح الذى يقاتل لينال بعض من حقوقة ..و هو أمر يزداد صعوبة كلما مرت الأيام بعد أن كان الحصول علي مؤهل عال أو الإنضمام للقوات المسلحة أو الشرطة أو القضاء طريق مناسب للصعود .. إلا أنه اليوم يعتبرأمنية لا تتحقق إلا بشروط غير متوفرة للجميع ..وأصبح العديد من هؤلاء الشباب يجلسون علي المقاهي بدون عمل أو يزاولون أعمالا طفيلية ..خارج تخصصاتهم و أحلامهم .

هؤلاء هم من يسألون .. كيف لنا أن نعيش في هذا المجتمع غيرالصديق و الذى في الغالب تحكم سلوكيات أفراده ميولا عدوانية.

نحن لا نتكلم علي أبناء الطبقات شديدة الفقر أو المعدمة .. و التي أصبحت تمثل أغلبية .. نصادفها تتصارع من أجل وظائف طفيلية .. كسايس أو غفير أو بواب . او عمال يومية .. و الفالح فيهم يصبح صنايعي أو حرفي أو تاجر سريح . أو يركن في وظيفة عامل أو فلاح نصف الوقت .. و يلقط عيشة في النصف الأخر بواسطة توك توك أو أوبر فإذا ما مرض أو عجز أو توقف .. أصبح يمثل مأساة .

إذا كانت الدولة عاجزة .. عن التخطيط .. و التدريب و التعليم .. و توظيف الطاقة ..بل عاجزة عن ضبط مصروفاتها فتقوم بالإستدانة و تحميل الأجيال القادمة عبء عبثها .. و عدم كفاءتها .. و ضيق أفقها .. فلنتول نحن ..و نسير في إتجاه خلاص هؤلاء الشباب .. الذين يمثلون الأمل و مستقبل الحياة في هذه البقعة من الأرض.

من أجل هؤلاء الشباب التائهون .. بالقرى و النجوع .. بالمدن الصغيرة .. بالأحياء الشعبية .. بالعشوائيات ..الصبايا .. و الجدعان .. التلاميذ و الصنايعية .. الحرفيين و البائعين السريحة .

من أجل كل المهمشين .. البواب و السايس و الشغالة .. وصبي البقال .. و بلية الذى يساعد الميكانيكي..
من أجل من تعلم ..و من يفك الخط .. و من تسرب من المدارس ليعيل أسرته ..

من أجل 80 % من المصريين تحت سن الثلاثين .. سأبدأ نقاشا مع حضرات المسنين و الناضجين من الأصدقاء.. حول .. ماذا يفعل الشباب .. حتي يؤسسون مجتمعا .. صحيا موات .. يوظف كل هذه الطاقات الإيجابية توظيفا صحيحا .. و يرتقي بمستوى الحياة إلي درجة إنسانية تتناسب مع إنجازات البشر في القرن الحادى و العشرين.

نقطة البداية في نظرى ..

أن التبرعات و الإحسان ..و الصدقة ..و البر بالسائل و المحروم ..لم تعد وسيلة مناسبة في مجتمع تعيش فية و تسيطرعلي إقتصاده وحوش أسماك القرش الشرسة..

كما أن بث الأمال الكاذبة التي أدمنا علي إستهلاكها لا تؤدى إلا لكوارث فقد الثقة و كسل إنتظارالفرج

الدعاء لا ينتج عنه إلا راحة نفسية مؤقته لصاحبه .. و حلول الكهنة لتسكين الغضب لا تملأ إلا بطونهم هم و ذويهم .

من سيتخلص من ثقل المسئولية ليريح ضميرة بأن ينتظر ويجعلنا ننتظر معه حلول السماء .. فليخرج من دائرة النقاش ..

أما من يرقب تغير الرياح لتأتي بما تشتهي السفن فسينتظر كثيرا رغم أن حركة و سير الرياح لم تعد سرا ولم تعد مفاجئة لا يمكن التنبوء بها ساعة بساعة .

لا تتصوروا أن الغرب أو الشرق أوسكان بلاد الواق الواق سيمدون لكم يد المساعدة .. لقد رأينا صور لأطفال في إفريقيا و الصومال جلد علي عظم من الجوع لسنين لم يمد لهم الأغنياء المتخمين يد المساعدة .

إنه دورك و وظيفتك .. عليك ألا تتوقف عن المطالبة بالتغيير .. إذا نجحت فلقد تحقق الأمل .. و إذا فنيت و أنت تحاول .. فلقد قدمت للأخرين النموذج و أشرت للطريق . (إلي اللقاء باكر لنبدأ النقاش )