بيشوى عوض
أتحدث فى هذا المقال فقط عن نفسى ، ولكن ربما أقباط كثر شعروا بما شعرت أنا به .
سمعت تعليقك يا سيدنا المكرم فانتابنى الإستياء وأكتئبت جدا « إللى ليه و إللى مالوش فيه بيتكلم » جملة فلتت من فمك المبروك فأسات فى حق كل قبطى وتعارضت مع كوننا جميعنا أعضاء فى جسد الكنيسة منذ طفولتنا الصغرى يوم العماد و حتى صلاة الجناز يوم الممات .
جملتك الغير منمقة تعارضت مع كوننا جميعنا أعضاء فى جسد الكنيسة و لجميعنا حق التعبير عن رأيه بالحرية التى أعطاها لنا الرب ، فشعرت بالإستياء .
« هناك من يعتقدون أنهم رقباء على المجمع المقدس و على أعماله و قراراته » جملتك ملأت نفسى الرهيفة بالخوف فكيف لا يراقبكم أحدا؟ ولا حق لأى قبطى مراجعتكم؟ وقداستك كنت قلت فى مقال سابق لك أن أى سلطة مطلقة تفسد و تتجبر .
" الأنبا سيرابيون وجه كلمته إلى كهنته فى إبراشيته ولا دخل لأى أى أحد بالموضوع » جملة أخرى ملأتنى إستياء فالكهنة هم خدامنا و ليسوا خدام الأنبا سيرابيون والإبراشية هى إبراشيتنا وليست إبراشية الأنبا سيرابيون وقداستكم مرة أخرى تصر على قطع لسان أى قبطى يود الحديث و هذه أشياء تجرح مشاعرنا و تشعرنا بالدونية .
« هذا القداس الإحتفالى سيتم دون كسر للصوم للى ظروفه ما تسمحش » معلومة خطيرة تخص إجبارية الصوم من عدمه و لا أحد يعرف عنها شئ وإن كان فعلا الصوم إختياريا فلما لا تعلن الكنيسة عن الأمر ليخص الجميع؟
« الكنيسة عبر العصور لها سلطان أن تدبر أحوال العبادة و الطقوس بما يتناسب مع الإحتياجات الرعوية » نسيت يا سيدنا أن لفظة الكنيسة تشمل الجميع خدام و مخدومين صغار و كبار و بجملتك إقتصرت الكنيسة على نفسك وعلى أعضاء المجمع المقدس ، وهذه نبرة جعلتنا نشعر بالدونية و قلة الحيلة و القيمة .
« الإنسان من أجل السبت أم السبت من أجل الإنسان » شعور الإستياء وصل لقمته حينما رأيتك يا سيدنا المكرم تمسك الإنجيل و تستخدم أياته لتسقط الإتهام على معارضيك بأنهم سبتيون وأن عقولهم ضيقة وهى طريقة غير سوية و غير حيادية ، طريقة تقتل الحوار و تقتل بها المعارضين .
« أيها الأخ إنك ترى نفسك كبيرة فى عينيك » الحقيقة يا سيدنا و تاج رأس كنيستنا أن كل قبطى كبير بحق ، كبير لأن له عقل ، و كبير لأن مسيحه الرب ، و كبير لأنه عضو فى جسد كنيسته المجيدة ، و كبير بمصريته العريقه و أن من مرارة جملتك مررتنا و أقللت من كرامتنا .
على الرغم من كل هذه المشاعر السلبية التى إنتابتنى جراء كلمتك إلا إننى أصلى لأجلك كل يوم و كل قداس و خلال كل حوار جانبى أصلى أن يقف الرب عن يمينك و عن يسارك و أن يرفع الرب عن جسدك و عن نفسك كل الأتعاب و أن ينجى الرب كنيستنا و ينجيك من كل شر.
أما بخصوص موضوع تغيير الأعياد فوجب على الكنيسة الإستعانة بمختص فلكى علمانى لشرح مبادئ التقويم و تقديم بحث علمى أكاديمى يليق بجيل متعلم بدلا من رأى الكاهن الغير علمى الغير منمق و الغير مدعم بالمراجع و الذى تم طرحه بعشوائية لا تليق بأطفال اليوم و الحقيقة أنكم تودون إقناع العامة بأن الكون يدور بغير إنتظام وهذا حق إنما السؤال الذى يطرح نفسه إذا كان الكون غير منتظم وأن جميع الأمم عليهم إضافة يوم أو إختزال يوم لضبط ما لا ينضبط فلماذا لا نضبط أمورنا كمواريثنا ونترك الأخرين يضبطون أمورهم كم يحلو لهم علما بأن مواريثنا هى مصرية الجذور وأن من نسى قديمه تاه ، و أننا بجهلنا لتاريخنا تركناه عنا وأن كل ترك لجذورنا هو ترك لنفوسنا ، وإننى أضم صوتى لصف المعترضين فأعيادنا مصرية قبطية لا يجب المساس بها و ضبطها إلا على الطريقة المصرية القبطية لأننا نعرف أننا نحن من علمنا الأمم كل شئ .
مايسترو بيشوى عوض
• مؤلف موسيقى وعضو المؤسسة العالمية للمؤلفين الموسيقيين
• مدرس الموسيقى بمعاهد الكونسرفتوار ومدارس باريس
• قائد للكورالات والاوركسترات
• مهتم بألحان الكنيسة القبطية