حمدي رزق
حسناً استجابت وزارة التربية والتعليم للخطاب الذي أرسله قداسة البابا تواضروس الثانى، بطريرك الكنيسة الأرثوذكسية، بمناسبة تزامن «عيد الغطاس» مع امتحانات النقل (أولى وثانية ثانوى)، يوم 20 يناير، صارت 19 يناير لإتاحة الفرصة لطلابنا المسيحيين للاحتفال بعيد الغطاس، أعاده الله على وطننا الطيب وشعبنا المتسامح بالخير والبركات.
سؤال بسيط: هل كان مراعاة عيد الغطاس في الامتحانات يحتاج إلى خطاب من قداسة البابا، يرجو ويطلب التغيير ليوم واحد؟ هل يكون خطاب البابا فحسب مدعاة للتغيير ومشاركة من المسلمين لعيد من الأعياد المسيحية الكبرى، والمعلومة جيدا في مصر الطيبة؟
في كل مرة تغيب الوزارة عن «وعى المواطنة»، وتنبهها الكنيسة، ويتم التغيير بأريحية، لماذا لا تراعى أجندة الوزارة الأعياد المسيحية التي يحتفل بها شعب الكنيسة؟ لماذا في كل مرة يحدث هذا الذي يثير حنق إخوتنا، ويخلف في نفوسهم بعضا من المرارة؟ لماذا لا تعقلها الوزارة وتنهى هذا الذي يحدث في كل عام، وفى أعياد تستحق مراعاة وطنية كعيد الغطاس؟
من وضع جدول امتحانات الصفين الأول والثانى الثانوى ولم يراع موعد «عيد الغطاس»، بحسن نية، هو غائب تماما عن الوعى بالمواطنة في تجليها احتفالاً بأعياد إخوتنا في الوطن، يبدو أنه لم يأكل القلقاس ولا مص قصبا في شتاء يناير، ولا أضاء الشموع في كنيسة يوما!.
الغفلة ألطف وصف، عيد الغطاس أيها الغاطس في تدبير مواعيد الامتحانات، إحياء لذكرى معمودية السيد المسيح عليه السلام، بنهر الأردن على يد القديس «يوحنا المعمدان»، ولـ«عيد الغطاس» طقوس دينية وشعبية متأصلة في مصر.
كان يا ما كان، يصحبه زمان «زمن المحبة»، احتفالات شعبية تعرف بـ«البلابيصا» وهى كلمة هيروغليفية تعنى «الشموع المضاءة». يوقدون الشموع احتفالا.
«البلابيصا» والقصب مع القلقاس هي من طقوس احتفالات عيد الغطاس المتبعة شعبيا، للأسف «البلابيصا» توارت مع التقدم التكنولوجى، ولكن القصب حاضر، والسؤال: أين القلقاس؟
استجابة الوزير طارق شوقى كانت طيبة، وألزم المديريات التعليمية بالمواعيد المعلنة المعدلة، وبعدم عقد امتحانات يوم 20 يناير لأى من الفصول الدراسية في مراحل النقل أو الشهادة الإعدادية، إلزاما وطنيا معتبرا، مراعاة لاحتفالات إخوتنا، وعليه أرجو ألا يضطر قداسة البابا إلى مخاطبة الدكتور الوزير في نفس التوقيت من العام المقبل، بمراعاة عيد الغطاس أو غيره من الأعياد المسيحية في أيام الامتحانات، هذه من نوافل المواطنة الحقيقية، وروح طيبة تسرى في أوصال هذا الوطن، كل سنة وإخوتنا طيبين، ونشاركم إضاءة الشموع، ومص القصب بعد أن عز علينا أكل القلقاس.
نقلا عن المصرى اليوم