بقلم: حنان عمار

لا للعصيان وتعطيل عجلة الإنتاج فى وقت اقتصادنا يتراجع فيه ، صبراً شباب مصر الثائر ، فالحال لن يتغير بين ليلة وضحها ، وحتى لا يدخل البلطجي على الثورى ، وتشوهه صورة الشباب النقى من قاموا بثورة بيضاء ، إطاحة بفساد تغلل فى كل بقعة بأرض الكنانة ، فالهدم دائماً يكون أسرع من البناء ، فالبناء يحتاج إلى جهد ومثابرة .. شباب مصر اليوم ليس أقل وطنية من شباب الستينات من شيدوا صرح السد العالى ، وهم شباب مصر من ردوا الهزيمة وانتصروا على العدو الأسرائيلى فى حرب 73.
 
وكل هذا كان ليس بالفوضى والهتافات ، ولكن بالتخطيط العلمى ، والعمل الجاد ، مصر اليوم تحتاج شباب اكتوبر 73 كى يبنى دولة جديدة بسواعد شباب مستنير الفكر ، انظروا إلى حال نبي الله يوسف عليه السلام وقد ثبت في محنه المتعددة المتنوعة؛ محنة كيد الإخوة، ومحنة الجب، ومحنة العبودية والرق، ومحنة كيد النساء، ومحنة السجن ظلماً وافتراء، فكان مع ذلك كله صابراً راضياً، فاستطاع بذلك أن يحول المحن إلى منح !
 
ثم انظر إلى تلك الأعداد الضخمة من البلطجية والخارجين عن القانون التي خوت قلوبها من الإيمان والصبر، وراحوا يتجاوبون مع من يدفعون للتخريب وتدمير منشآت الدولة ، ماذا راح تستفيد مصر من العصيان ؟ غير تعطيل العمل ومزيد من العناء على كاهل المواطن حنان عمار