حمدي رزق
تدشين كنيسة مثل افتتاح مسجد، يفرح المصريين الطيبيين، وظهور «الأنبا باخوميوس» مطران البحيرة ومطروح والخمس مدن الغربية، بعد غياب طال، وفى مناسبة تدشين كنيسة «السيدة العذراء» بقرية «حلمى بطرس»، مركز «أبوالمطامير» مدعاة للغبطة والسرور.
ليس لأن الأنبا باخوميوس من الآباء المعدودين المقدرين كنسيًا، بل هو من حمل أمانة الكنيسة المصرية في الفترة العصيبة، التي أعقبت وفاة البابا شنودة الثالث، وكانت البلاد تموج بالثورة، والكنيسة على شفا جرف هار، والشباب موزعون شيعًا، والإخوان يتربصون باسم البابا الجديد، والسلفيون يهددون ويتوعدون، فكان عظيمًا بقدر عظم المسؤولية، التي حملها وسلمها كاملة غير منقوصة للبابا تواضروس الثانى أعانه الله عليها.
لا يعرف الفضل لأهل الفضل إلا ذوو فضل، والأنبا باخوميوس من ذوى الفضل، وثناؤه على الرئيس السيسى لأجل صدور قانون بناء الكنائس، باعتباره نقلة حضارية لترسيخ مبدأ المواطنة، التي نادى بها الدستور المصرى، شكر من أب فاضل لصاحب الفضل.
قد لا يعجب هذا الحكى الطيب من الأنبا الطيب بعض النفوس الأمارة بالسوء، ولكن مراجعة الأرقام المحققة لتوفيق أوضاع الكنائس في عموم بر مصر خلال العامين الأخيرين، يبرهن على أن الشكر في مناسبة تدشين الكنيسة من قبيل الإنصاف من قبل من يعزو الفضل لصاحب الفضل. حتى ساعته وتاريخه تم توفيق أوضاع 1235 كنيسة ومبنى خدمات، أرقام يعى رسالتها الواعون للتغيير الحادث في سياق هذا الملف الشائك.
الأنبا باخوميوس يدشن كنيسة، خبر كان نادرًا في الإجمال، متى كانت تفتح الكنائس هكذا بلا عكوسات أرضية، كان إصلاح دورة مياه في مبنى خدمات يرتهن لصدور قرار جمهورى، يقينا هناك تغيير جذرى حادث بإرادة سياسية متحققة في قانون يجسد المواطنة في الأرض الشراقى للتسامح بين الأديان.
نجاح قانون بناء الكنائس، وتعهده بالرعاية، وتقبله مجتمعيًا، يشى بالمزيد من آيات التسامح في هذا البلد الأمين، تبقى خطاب المحبة في مواجهة خطاب الكراهية، بقى تنقية الخطاب المجتمعى من الملتبسات والمتشابهات. لاتزال ثعابين الطائفية رابضة في الدغل الفيسبوكى، لاتزال صفحات الكترونية تكفر الأقباط، تسلق إخوتنا بألسنة حداد، الصفحات للأسف تتزايد، ويستوجب وقف هذه الألسنة السلفية الزالفة، بالقانون.
الدولة تسير سيرًا حسنًا نحو تجليس المواطنة في دولة مدنية، وهناك من يتربص بها الدوائر، ع الواحدة يقفون، ويتهمونها بما ليس فيها، براءة الجسد من العلل المزمنة والأمراض الطائفية المتوطنة يحتاج صبرًا على البلاء، وتنفيذ روشتة العلاج بتنقية الأجواء، الكراهية لا تعالج بالمحبة فحسب، بل بالقانون.
نقلا عن المصرى اليوم