د.ماجد عزت إسرائيل
يرجع تاريخ إنشاء القديس أبو فانا'>دير القديس أبو فانا إلى منتصف القرن الرابع الميلادي، واستمرت الرهبنة مزدهره فيه حتى القرن الخامس عشر الميلادي، وقد استمرت الرهبنة قائمة فيه نحو أكثر من ألف عاماً، ولعب هذا الدير دورًا مؤثرًا في نشأة حياة الشركة الرهبانية في هذه المنطقة من مصر العليا. ومن الجدير بالذكر أن القديس باخوميوس الذى عاش بين عامى (286 -346م) قد أسس نظام الشركة فى الحياة الرهبانية. وقد انتشرت جماعاته الرهبانية وشملت أجزاء كثيرة من الصعيد حتى وصل عدد الأديرة التى أسسها نحو تسعة أديرة وضمت نحو(5000) راهباً عدا العذارى.
على أية حال،تعرض القديس أبو فانا'>دير القديس أبو فانا ما بين القرن السادس والتاسع عشر لمرحلة من التدهور؛نتيجة للغارات البربرية وانتشار حالات النهب والسلب بالإضافة إلى انتشار وباء الطاعون وحدوث العديد من والمجاعات،وأيضًا قلة المساعدات نظرًا لسوء الحالة الاقتصادية، وكذلك الظروف الطبيعة وخاصة حركة الكثبان الرملية،مما أدى إلى قلة عدد رهبان القديس أبو فانا'>دير القديس أبو فانا،فهجره الرهبان وتعرض للأندثر.وربما هذه الظاهرة شهدتها العديد من الأديرة القبطية المصرية المنتشرةبالصحراء الشرقية والغربية.وفي ذات الفترة كان هناك نشاط كبير لحركة الكثبان الرملية حيث أصبحت معظم مبانى ومعالم الدير مغطاه بالرمال.وفي أواخر القرن التاسع عشر الميلادي تمكن القمص "متياس جاب الله" كاهن كنيسة أبو فانا بقصر- هور من ازالة الرمال والكشف عن بعض معالم الدير وإعاداته للحياة الديرية من جديد. وفي عام 1992م بدأت أحد البعثات الأثرية النمساوية نشاطها بمنطقة الدير وانتهت إلى أكتشاف رفات القديس أبو فانا، وفي عام(2000م) قرر"المجلس الأعلى للآثار تحديد منطقة حرم الدير الأثرية فبلغت مساحتها كيلومتر مربع ، وقد شيدت كنيسة وقلالى - جمعها قلايات، ومفردها قلاية وهي مسكن الراهب وتتكون من حجرتين، الخارجية للمعيشة، والداخلية تسمى المحبسة؛ وهي مخصصة للعبادة- للرهبان ومبانى خدمية ومدخلاً جديدًا. واعترف المجمع المقدس بقانونية الدير عام 2004م.