أكد معز دريد المدير الإقليمي بهيئة الأمم المتحدة للمرأة للدول العربية، أن مصر من الدول العربية التي حققت تقدما في السنوات الأخيرة في مجال تعزيز حقوق المرأة ومناهضة العنف ضدها، مشيدا بجهود الأجهزة الحكومية والمجتمع المدني في هذا الشأن.
جاء ذلك في مؤتمر صحفي عقد مساء اليوم في مقر جامعة الدول العربية بمناسبة إضاءة الأمانة العامة للجامعة لمقرها الرئيسي بميدان التحرير باللون البرتقالي تضامنا مع حملة "الستة عشر يوما" التي بدأت يوم 25 نوفمبر الماضي لمناهضة العنف ضد المرأة.
شارك في المؤتمر السفيرة هيفاء أبوغزالة الأمين العام المساعد للجامعة العربية رئيس قطاع الشؤون الاجتماعية، ومعز دريد المدير الإقليمي بهيئة الأمم المتحدة للمرأة للدول العربية، ومن صندوق الأمم المتحدة للسكان الدكتورة انشراح أحمد المستشار الإقليمي للنوع الاجتماعي وحقوق الإنسان والثقافة للمكتب الإقليمي للصندوق.
ووجه دريد الشكر للجامعة العربية وخاصة الأمين العام للجامعة السيد أحمد ابو الغيط والسفيرة هيفاء أبو غزالة الأمين العام المساعد للجامعة على هذه المبادرة، ونوه بهذا الحدث الذي يأتي كانعكاس لدور الجامعة العربية الريادي في مجال حقوق المرأة ومناهضة العنف ضد المرأة.
وأشار إلى أنه مازال ثلث الإناث بالدول العربية تعاني من شكل اشكال العنف في حين أن خمس الإناث بالمنطقة يتزوجن وهن قاصرات.
وقال دريد "نعول على دور الدول العربية والجامعة العربية في هذا الشأن"، مشيرا إلى أنه في السنوات الأخيرة حدث تقدم في هذا الشأن في العديد من الدول العربية بما فيها مصر.
وقال إن اللون البرتقالي يعكس المستقبل الأفضل للمرأة، موضحا أن التقدم في منع العنف ضد المرأة سينتج عن جهود الحكومات العربية والمجتمع المدني والدفع بذلك من خلال الجامعة العربية باعتبارها المنظمة الإقليمية الرئيسية في المنطقة.
وأشار إلى إن إضاءة مقر الجامعة هو جزء من حملة لإضاءة مباني عالمية عدة منها أوبرا مدينة سيدني الأسترالية وتاج محل في الهند وبرج ايفل في باريس ومبنى الـempire State في نيويورك وتمثال السيد المسيح في البرازيل والأهرامات وأبو الهول بمصر، موضحا أنه سيتم إضاءة مكتبة الإسكندرية خلال أيام قليلة.
بدورها، أشارت السفيرة هيفاء أبوغزالة إلى أنه لأول مرة في تاريخ الجامعة العربية تتم إضاءة المبنى تعبيرا عن رفض الجامعة العنف ضد المرأة بكافة أشكاله وأبعاده، وأكدت دعم الأمين العام السيد أحمد أبوالغيط لهذه المبادرة من منطلق منصبه الرسمي بالإضافة لموقفه الشخصي.
وقالت إن هذه المبادرة تتويج لعمل كبير للجامعة العربية منذ العداد لاستراتيجية المرأة للأمن والسلام التي اعتمدها مجلس الجامعة العربية.
وأوضحت أن لجنة المرأة العربية التي ستعقد في فبراير القادم في المملكة العربية السعودية ستنظر في تأسيس شبكة النساء العربيات وسيطات السلام لتنضم للشبكة الدولية التي دشنت في سبتمبر الماضي على هامش أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة.
وأشارت إلى أن لجنة المرأة العربية ستنظر الاتفاقية العربية لمناهضة العنف ضد المرأة التي تعمل الجامعة العربية على إعدادها مع الشركاء والدول العربية منذ عامين، تمهيدا لرفعها لمجلس الجامعة العربية قبل ٱرسالها للدول العربية.
بدورها وجهت الدكتورة انشراح أحمد المستشار الإقليمي للنوع الاجتماعي وحقوق الإنسان والثقافة للمكتب الإقليمي لصندوق الأمم المتحدة للسكان الشكر للجامعة العربية على هذه المبادرة التي تهدف لرفع الوعي ضد العنف القائم على النوع الاجتماعي وخاصة ضد المرأة والطفل.
وقالت إن نسبة العنف ضد المرأة في منطقتنا تزداد قليلا عن المعدل العالمي فنسبة النساء التي تتعرض للعنف تبلغ واحدة من كل ثلاثة في العالم(٣٣.٣ في المائة) أما النسبة في المنطقة العربية فتبلغ 37 في المائة.
وأكدت أن هناك حاجة لحشد الجهود الدولية والإقليمية والقطرية لمكافحة العنف ضد المرأة، ولفتت إلى التكلفة الاقتصادية الكبيرة للعنف ضد المرأة التي تبلغ نسبتها 5.2 % من الناتج المحلي الإجمالي العالمي أي أكثر بكثير من الحروب والأزمات وما ينتج عنها من لجوء.
ودعت لتضافر الجهود لحماية المرأة في الدول العربية لاسيما في مناطق الحروب مما تتعرض له من عنف جنسي وجسدي، وقالت "إننا التزمنا جميعا أن يكون عام 2030 هو العام الذي نتمكن من تحقيق نجاح ملموس في مجال مناهضة العنف ضد المرأة".