بين ظهرانينا حدث عظيم، رفات القديسة تريزا فى مصر، يتنقل بين الكنائس التى تحمل اسمها، ويتوافد الآلاف من المسيحيين الكاثوليك فى أثره التماسًا للبركة.

محاولات سبقت لاستقدام الرفات إلى مصر، آخرها فى عام 1990، ولم تَحْظَ الكنيسة الكاثوليكية فى مصر ببركة «شفيعة الإرساليات» إلا هذه الأيام، وتستمر القديسة بيننا حتى نهاية ديسمبر لتبارك أعياد الميلاد.
 
حَطَّ صندوق الرفات فى مصر فى أول أكتوبر الماضى، ولثلاثة شهور كاملة سيظل يتنقل بين الكنائس الكاثوليكية فى الربوع المباركة، وليتذكر المحبون ما تيسر من سيرة «الأم الطاهرة»، فى سيرتها عبرة ودرس للمتبتلين، لم تقدم سوى المحبة، ولم تنشغل سوى بالمحبة، والمحبة سرها المكنون.
 
دخلت «مارى فرانسوا تريزا مارتين» الدير وهى لم تتجاوز بعد الخامسة عشرة من عمرها، وعاشت فى النصف الثانى من القرن التاسع عشر فى فرنسا، ولُقِّبت بـ«وردة المسيح الصغيرة»، وتُعد واحدة من أشهر قديسات الكنيسة الكاثوليكية على مستوى العالم.
 
قصر عمر القديسة كان سببًا فى شهرتها، تُوفيت بعد 9 سنوات فقط على رهبنتها، فى الرابعة والعشرين من عمرها، لم تخرج من الدير قط، لم تسْعَ لشهرة، إلا أن شهرتها ذاعت مع ذيوع كتابها الوحيد «حكاية روح»، كان أشبه بسيرة ذاتية، سجلت بمحبة الأسباب التى دفعتها للرهبنة فى هذه السن المبكرة، وذاع هذا الكتاب فى الأوساط المسيحية التى استقبلته بشغف ولاتزال.
 
جولة الرفات وابتهاج الكنائس الكاثوليكية حدث لم يَحْظَ بنصيبه من الذيوع، ستغادرنا القديسة فى نهاية هذا الشهر إلى فرنسا، فى محطته الأولى مصريًا، فى كنيستها، كنيسة سانت تريزا بشبرا، استقبل الألوف الرفات بالغبطة والسرور وزفة كنسية وزغاريد، وتتكرر الزفة فى الكنائس التى يحط بها الصندوق الفاخر، ليس هذا بغريب، المصريون يحبونها، وتلفتك آيات من المحبة التى يكنونها للقديسة الصغيرة.
 
على لوحات رخامية، سجل نفر من المشاهير محبتهم، فكتب العندليب عبدالحليم حافظ فى مرضه متباركًا: «كونى بجوارى أيتها القديسة الطاهرة»، وسطرت أم كلثوم حروفًا من محبتها: «أتبارك دائمًا بكِ أيتها الأم الطاهرة»، وسجل الموسيقار فريد الأطرش كلمات طيبات: «نتبارك دائمًا بروحك الطاهرة أمنا الحنون»، ولوحة مُوقَّعة باسم «نجاة حسنى»/ نجاة الصغيرة: «باركينى أيتها الأم الحنون».
 
لا تستغرب، برقيات الشفاعة إلى القديسة تريزا طقس مصرى، مثلها برقيات شفاعة البابا كيرلس فى الأرثوذكس، مثل شفاعة الأولياء بين عموم المسلمين، المصريون شعب طيب، يتباركون بالصالحين والصالحات، دعك من المتحذلقين والمتسلفين، محبة المصريين للقديسين والصالحين نادرة المثال وعصية على التحريم.
نقلا عن المصرى اليوم