كتب - محرر الأقباط متحدون أ. م
قال الكاتب والباحث إسلام بحيري، أن التنويرين يواجهون العديد من "العذابات" من الطرف الآخر، ومنهم المفكر العظيم الراحل طه حسين، وكيف أنقذه العظيم المبجل وكيل النائب العام الذي خُلد في التاريخ، عندما قال "أنا لن أنظر إلى القطع المقتطعة التي جاء بها الآخرون لأحاكمه، أنا أحاكمه عندما تقرأ في سياقها وموضوعها أينما هي".
مشيرًا إلى أن سعد زغلول زعيم الليبرالية في ذلك الوقت كان يتبنى ذات الرأي المتشدد عن طه حسين، وهذا المجتمع والشعب الذي شهد هذه المحاكمة هو نفسه الذي استقبل حسن البنا بالإسماعيلية بصدر رحب ثم في القاهرة ثم الأفكار المتتالية التي خربت بها الجماعة مصر والإسلام والوطن العربي.
ولفت إلى أنه بعد محاكمة طه حسين بعام، قام أحد المشايخ الأزاهرة وهو الشيخ علي عبد الرازق بتأليف كتاب اسمه "الإسلام وأصول الحكم"، وكان هذا الكتاب رد مبطن على الملك فؤاد الذي وسوسوا إليه بأنه يمكن أن يكون الخليفة بدل الخليفة العثماني عبد الحميد الذي حكم مصر لفترة.
وقال علي عبد الرازق، أنه لا يوجد شيء اسمه الخلافة في الإسلام، وحينها تعرض لهجمة شرسة ليس دفاعًا عن الإسلام لكن دفاعًا عن الملك فؤاد.
وقال عبد الرازق في كتابه، أن الإسلام قرآن وسنة لم يتطرق مطلقًا إلى موضوع الخلافة، لأنها لم تكن أبدًا حكمًا من أحكام الدين الإسلامي، والرسول كان رسول الله ولم يكن أبدًا قائد دولة، كما أن الإجماع في التاريخ لم يناقد أبدًا عن خليفة، وليس بنا حاجة إلى تلك الخلافة لا لأمور ديننا ولا لأمور دينانا، ولو شئنا لو كنا أكثر من ذلك، فإنما كانت الخلافة ولم تزل نكبة على الإسلام والمسلمين، فالحكم والحكومة والقضاء والإدارة ومراكز الدولة هي جميعًا خطط دنيوية".
وعلق بحيري قائلاً: "الشيخ الراحل علي عبد الرازق بيقول عن الخلافة نكبة ياريتها ما حصلت خالص، قول حكم دنيوي، قول أنا قائد سفاح على مزاجي، لكن متقولش دة باسم الدين، انظروا إلى معاوية الذي سبى نساء المسلمات في واقعة حرب".
وأضاف بحيري في برنامجه "البوصلة" المقدم عبر شاشة TEN، وفي كل مرحلة تم تقديم تنازل لهذه الجماعة وأفكارها كانت مصر تخسر الكثير والكثير، وهناك عداء وتشويه جاهز ضد التنويرين، حيث يتم تشويه وطني ونفسي وديني، من قبل أزهريين معممين للكُتّاب والتنويرين.
وأردف أن الكلام الذي يقوله التنويرين يصبح فيما بعد هو الكلام الرسمي للمؤسسة ولكن بعد تأخير 100 سنة، أي قرن كامل من الزمان، مستطردًا، الكلام الذي كان يقوله علي عبد الرازق وتم تكفيره بسببه هو الآن كلام رسمي للمؤسسة، مشددًا: أن التأخير 100 سنة حقد وحسد وتأخير للإسلام نفسه.