كتب – روماني صبري
حاز المسلسل التاريخي "ممالك النار"، على إعجاب المصريين والمشاهدين في البلاد العربية، ويرصد المسلسل الحقبة التاريخية لدخول العثماني المجرم سليم الأول إلى مصر، وتصدي الأشرف أبو النصر "طومان باي" آخر سلاطين المماليك الشراكسة في مصر له ، وفي إطار ذلك نرصد في السطور المقبلة مواقف شجاعة "طومان باي" ضد المحتل العثماني .
خوفا من الفتنة
جلس "طومان باي" على كرسي الحكم عقب مصرع عمه السلطان الغوري في موقعة مرج دابق عام 1516 ميلادي بعد أن عينه نائبا له قبل خروجه لقتال العثمانيين، وبعد مقتل الغوري أجمع الأمراء على اختياره سلطانا لمصر، وقد امتنع طومان باي عن قبوله منصب السلطنة في بداية الأمر وقال لهم :" الموقف العام ضعيف وهناك تشتت وأخشى أن تحدث فتنة في البلاد .
طومان يجلس على عرش مصر
ووافق طومان باي في النهاية بتسلم مقاليد الحكم، وذلك بعد أن أقسم له الأمراء على المصحف بالسمع والطاعة وعدم الخيانة، وشارك في البيعة يعقوب المستمسك بالله الخليفة المعزول وذلك لاعتقال ابنه الخليفة العباسي المتوكل على الله الثالث من قبل العثمانيين في حلب.
ضرورة التصدي للغزو العثماني
بعد الغزو العثماني لمصر ، دعا طومان باي الجنود المماليك والمصريين للتصدي لهذا الغزو حتى لا يأكل الأخضر واليابس في البلاد، وفي تلك الفترة نزل به الحزن والألم جراء استهانة بعض المماليك بالاحتلال العثماني لمصر، فقرر وضع خطة لقتال العثمانيين، في ذلك الوقت بعث إليه السلطان العثماني سليم الأول، رسالة مفادها :" اعرض عليك البقاء في الحكم مقابل إعلان تبعيتك للدولة العثمانية." لكنه رفض العرض.
المماليك يخنون طومان بخوفهم
بعدها ذهب إلى الريدانية وحفر بها خندقا على طول الخطوط الأمامية، وعندما علم العثمانيون بخطة المماليك ابتعدوا عنهم وذهبوا إلى القاهرة فتبعهم طومان باى، ليحلق في صفوفهم الكثير من الخسائر بمساعدة المصريين ، ولكن لكثرة عدد جنود الجيش العثماني المحتل وأسلحته، لم يتمكن طومان باي من وقف زحمهم، فضلا عن خيانة المماليك له جراء خوفهم من الجيش العثماني.
المعركة الأخيرة .. والوشاية به
وبعد انتهاء هذه المعارك، خاف السلطان العثماني من دخول القاهرة، وحذر من وجود طومان باى حرا طليقا، وبعد مرور أيام تذكر من هذا التحذير دخل العثمانيون القاهرة ، فهجم عليهم طومان باى بجيش صغير من المماليك والمصريين ودارت معركة طاحنة في المدينة بينهما، انتهت في النهاية لصالح الجيش العثماني، فتوجه بعدها طمان باي إلى شمال القاهرة ، وراح يحشد ويدعو المصريين والمماليك إلى ضرورة التصدي للاحتلال العثماني وبالفعل خاض معركته الأخيرة مع العثمانيون بمنطقة وردان "إمبابة الآن"، وفاز العثمانيون في هذه المعركة أيضا، فذهب طومان باى إلى الشيخ حسن بن مرعى واختبأ عنده، لكن خانه الأخير وابلغ عنه السلطان العثماني، ليتم شنقه على باب زويلة.
كواليس شنقه
ورصد المؤرخ "ابن إياس" مشهد شنق طومان باي في "بدائع الزهور في وقائع الدهور"، قائلا :" طومان باى كان في حراسة 400 جندي من الإنكشارية، مكبلا فوق رأسه، وخرج الناس في القاهرة يلقون عليه نظرة الوداع، فنظر طومان باى إلى قبو البوابة ورأى حبل المنشقة يتدلى، فتقدم نحو باب زويلة بخطوات ثابتة والتفت إلى الناس طويلا، وطلب منهم أن يقرأو له الفاتحة 3 مرات، وفى محاولة أولى من الجلاد لشنقه بالحبل، انقطع في المرة الأولى وسقط طومان باى على عتبة الباب، والثانية فشلت، وفى الثالثة فاضت روحه وسط حزن الناس."