حمدي رزق
وحلّ على مصر عصر من الظلام الإخوانى، كانت بيوت الأثرياء تقتنى المولدات المقدرة بالكيلووات، وارتد الفقراء إلى عصر اللمبة الجاز، وأنيرت المحلات بالكلوبات، وتعثر المارة فى الطرقات، وعندما حل شهر رمضان الكريم، صلى الطيبون القيام فى شموع باكيات.
أتذكر، وكنا فى حضرة الرئيس السيسى بالاتحادية فى أول عهده بالحكم، وشكا الحضور من ظلام البيوت وانقطاع الكهرباء المستدام، وإذ بزميل يفاجئ الرئيس بسؤال أقرب لمزحة، «هل الكهرباء بتقطع فى قصر الاتحادية ياريس؟»، لم يمتعض الرئيس، استقبله مبتسمًا، وقال «إذا كان يرضيك أن يظلم مقر الحكم، فلن أميزه عن بقية بيوت المصريين، صبرًا لا أطيق أن يعيش المصريون فى الظلام» .
ومضى عصر الظلام، مصر منورة بأهلها، وحديث الرئيس عن كلفة إنارة مصر لم يأت من فراغ ولا هبة، بل كلفة من لحم الحى، 615 مليار جنيه استثمرتها مصر فى توليد 28 ألف ميجاوات خلال خمس سنوات، كهرباء للمنازل والمصانع، وتجذب الاستثمارات، لم تكتف بالإنارة وقشع الظلام، بل صارت مصر مستعدة لتصدير الكهرباء لدول الجوار، وجسرا لمرور الكهرباء عبر خطوط الربط الإقليمية .
لمن يعمه فى ظلام نفسه، ولايزال، فليفتح عينيه على مصر الغارقة فى النور، نور على نور، لن نرتد إلى عصر الظلام، البنية الأساسية فى قطاع الكهرباء تتحدث عنها الأرقام التى يحفظها عن ظهر قلب وزير النور الدكتور محمد شاكر، حمل تكليفا ثقيلا، حمل أمانة وأداها على خير وجه، يستوجب الشكر للوزير شاكر.
حديث الكهرباء فى دمياط، ليعلم من يجهل كيف كانت أوضاع مصر تحت حكم الإخوان البائد، وكيف صارت تحت حكم من يحبونها، ويضعون المصريين فى حدقات العيون، فعلا أنتم نور عينينا، فارق السماء والأرض، بين من يضىء مستقبل وطنه، ومن عمد إلى تخريب شبكات الكهرباء، وإسقاط أبراج الكهرباء، والأنكى سرقة الأبراج فى طريق الكريمات.
ناس تبنى وتنوّر، وناس تهدم وتحبط وتحيل النور إلى ظلام، أفضل من أن تلعن الظلام أن توقد شمعة، والسيسى أوقد صوابعه العشرة شمعًا لينير للمصريين حياتهم، والمصريون الطيبون حامدون شاكرون، دعك من العقورين، هؤلاء جبلوا على الإنكار، فى قلوبهم مرض.
النقلة الكهربائية فى غضون خمس سنوات جديرة بالتوقف والتبين، توقف أمام إرادة سياسية تجسدت على الأرض محطات وأبراجًا، ففاضت الكهرباء على الوديان، وتبينا لكلفة هذا المشروع القومى العملاق، كلفة بالمليارات، تستأهل ترشيدا، وسدادا للمستحقات المستحقة، حق الدولة يستوجب دفعه بالعدل والقسطاط (القسطاس)، وقبلها تنظيف وزارة الكهرباء من خفافيش الظلام، لأنها مصدر الشكوى فى وزارة النور.
نقلا عن المصرى اليوم