سعيد شعيب
يقول الإسلاميون وحلفائهم أن الجيش العربي لم يغز مصر، بل جاء فاتحاً لإنقاذ المصريين من الإحتلال الروماني البغيض، لذلك لم يقاوم الشعب ورحب بالمحتلين الجدد، بل وعاش حياة كريمة في حرية وعدالة وانسانية .. لقد كانوا جيشاً ملائكياً .. فهل هذا صحيح؟
هل صحيح أن هذا الغزو والإحتلال، لم يكن غزواً ولا إحتلالاً وكان رائعاً وجميلاً، وهل صحيح أن “الفاتحين كانوا ملائكة هدفها نشر الإسلام”، هذا لو أفترضنا أنه يجوز نشر أي دين بالسلاح!.
لنبدأ من البداية:
لم تكن مصر بلداً غريباً على العرب قبل الغزو، كان تجار قريش يأتون إليها حاملين بضائع الشرق من اللبان والبخور والتوابل والفضة والحرير. يبيعونها، ويشترون الثياب الغالية والمشغولات والزجاج والقمح والذرة. يذكر البغدادي أن هاشم بن عبد مناف جد سيدنا النبي الأكبر قد هلك في غزة على أبواب مصر. كما دخلها عمرو بن العاص كتاجر ووصل إلى الأسكندرية ليبيع العطر والجلود. خلال هذا التبادل عرف العرب ظاهر مصر ولمسوا بعضاً من حضارتها وظلت في خيالهم رمز الوفرة والازدهار.
لم يذكر التاريخ إقامة أي مصري في مكة وإن حدث فهذا إستثناء ، كما حدث مع النجار القبطي الذي ذكر الأزرقي أنه شارك في بناء الكعبة .. والأغلب أنه تم إستدعائه بسبب ما كان معروفاً عن المصريين من مهارات البناء والتشييد. وهناك إشارة عابرة إلي أبو رافع وكان عبداً للعباس عم النبي محمد ( ص ) ثم أهداه إلي النبي الذي أوقفه على زراعة أرض العالية في يثرب. كما ذكرت المرويات العربية أن السيدة ماريا القبطية المصرية ومعها أختها سيرين، قد أهداهما المقوقس حاكم مصر كعبيد إلى سيدنا النبي (ص)، وكان ذلك قبل غزو مصر بعشر سنوات. كانت دعوة سيدنا النبي قد استقرت وقتها في المدينة. والسيدة ماريا أعتقها النبي فيما بعد وتزوجها. وتقول المرويات ايضآ أن تأثير ماريا علي النبي كان حسناً جداً، فقد أحب الأقباط من خلالها وأوصى بهم خيراً، وأطلع من خلالها على تفاصيل وضعهم الإجتماعي ومدى الغبن الواقع عليهم. وقد زادت مكانة السيدة ماريا عند النبي بعد أن رُزقت بالولد الذي حُرم منه سنوات طويلة تعدت 20 عاماً بعد أن فقد ولديه القاسم وعبد الله من السيدة خديجة.
إذن كانت مصر معروفة لهم، ووصفوها بـ “الجنة”. بالتأكيد كان المصريين يعانون من أضطهاد الرومان المحتلين. وكما جاء في كتاب “هوامش على الفتح العربي لمصر .. حكايات الدخول” للكاتبة المصرية سناء المصري (صادر عن دار سينا – 1996)، هرب الأنبا بنيامين بابا الأسكندرية ومعه الأساقفة إلى اديرة في الصحراء . لكنهم قبضوا علي أخيه وعذبوه بالحرق حتى سقط لحم كلاه في أيديهم ومات. في حين كان الرومان يبنون لأنفسهم مدن فيها مسارح وحمامات وجمانيزم وشوارع يونانية الطراز وقصور ضخمة لا زالت بعض أثارها موجودة حتى الآن.
يقول المؤرخ المصري المسيحي يوحنا النقيوسي بعد إستيلاء العرب على كريون الواقعة جنوب الأسكندرية، عقد المقوقس إتفاقية التسليم وأداء الجزية مع عمرو بن العاص، وأستولى المسلمون على كل بلاد مصر و ضاعفوا فريضة الجزية ثلاثة أضعاف (لاحظ أنهم ضاعفوا الجزية أكثر من الرومان). وقد ظل بن العاص يحارب المسيحيين الذين يقاومون 12شهراً على عكس الشائع بأن المصريين رحبوا بالجيش العربي. والمدن التي شرعت بالمقاومة، كان يحرق بالنار أسوارها وبيوتها وطرقها وزرعها، مثلما فعل بمدينتي دمياط و رشيد (مدينة النهرين ). والتي تستسلم يضاعف الجزية ثلاث مرات. عندما دخلوا مدينة نقيوس واحتلوها ولم يجدوا احداً من المحاربين، كانوا يقتلون كل من وجدوه في الطريق و في الكنائس، رجالاً ونساءً وأطفالاً ولم يشفقوا علي أحد. ونهبوا كثير من الأسلاب وأسروا النساء والأطفال وتقاسموهم فيما بينهم وجعلوا المدينة فقيرة. إنها كما ترى جرائم حرب قتل المواطنين العزل، بل وقتل النساء والأطفال. بعد وصول الجيش إلى الإسكندرية هدم بيوت السكندريين الذين هربوا وأخذوا أخشابها وحديدها و مهدوا بها الطريق إلي حصن بابليون. وساروا من مدينة الي مدينة ليحاربوها و يسلبوا أموال المصريين والحقوا بهم ضرراً.
فيما يخص الكنيسة فقد أدرك بن العاص بذكائه الخلاف بين الكنيسة المصرية والرومانية، كما ادرك أن الكنيسة ورجالها لهم تقديس في قلوب الأقباط المصريين، فعمل علي تأمين عودة الأنبا بنيامين ورجال الإكليروس، ومنحهم الأمان الذي أفتقدوه في السنوات العشر السابقة على الغزو … ولم يأخذ شيئاً من مال الكنيسة ولم ينهبها وحافظ عليها.
شهادة يوحنا النقيوسي وهو رجال الكنيسة هي ما نعرفه فقط، أي يتم إقتطاعها وحدها – كما تقول سناء المصري – ليدللوا على سماحة جيش الغزو، ولا يتحدثون عن الجرائم التي ارتكبها هؤلاء الغزاة. ولا يقولون إن هذا الإتفاق لم يحترمه فيما بعد معظم الحكام العرب الذين جاؤوا بعد بن العاص. لقد أدرك بن العاص أن الكنيسة هي المفتاح لثروة مصر، بل ومفتاح الخضوع للشعب المسيحي المحب لكنيسته، لكن هذا لم يمنعه من مضاعفة الضرائب وحرق المدن وأخذ العبيد .. الخ. فعلي سبيل المثال عندما أستولى على الأسكندرية زاد الضرائب قدر اثنين وعشرين عصا من الذهب، حتى اختبأ كل الناس لكثرة البؤس وعدموا ما يؤدون.
من المهم هنا ذكر أن ابن العاص ترك بعض الرومان في مناصبهم لضمان إستمرار نظام جباية الضرائب وجمع الأموال.. وهو ومن معه من الجيش ليس لديهم أي خبرات مالية أو ادارية. من هؤلاء الذين أبقاهم بن العاص ميناس الذي لم يكتفي بالضرائب المقررة وكانت باهظة ، بل زاد عليها لنفسه ورجاله خمس الخمس من الغنائم. وأبقى على الضرائب العينية للغلال التي يتم جمعها في المخازن الحكومية لمؤونة الجند .. وكانت هناك ضرائب نقدية عن المحاصيل الأخرى، وخراج الأرض، وقانون الضيافة 3 ايام للعرب، أي يستضيفهم المصري مجبراً. وقوانين ضيافة السلطان مع كسوة الجند، والجزية المدفوعة على الرؤوس.
الحاكم عبد الله بن سعد بن أبي السرح لم يراع مثل بن العاص الإستثناءات السياسية، فأشتد على الكنيسة وعلى الأقباط واشتد حتى علي الجنود العرب من اصول يمنية. وزاد كثيراً الخراج الذي يشحنه إلى الخليفة. وحدث في عهده غلاء عظيم .. وكان الموتى مطروحين في الشوارع والأسواق لا يجدون من يدفنهم وأكلوا بعضهم بعضاً. والذي لم يكن يستطع دفع الضرائب في مدينة “سخا” التي قاومت بن العاص وأحرقها، كانوا يحرقونه، وبالطبع كان يحرقون ايضاً المتمردين.
في زمن قرة بن شريك عام 90 هـ تم نهب حتى كاسات الذهب والفضة في الكنائس وكان يستولي على أموال رجال الكنيسة الذين يتوفون… وزاد مقدار الضرائب حتى كان القبط (أي المصريون) يفرون من القري بنسائهم وأولادهم من قسوة رجال قرة.
بعد قرة جاء أسامة الذي أحصى الرهبان ووسمهم كل واحد منهم بحلقة حديد في يده اليسرى ليعرفه، ووسم كل واحد منهم بأسم بيعته (المنطقة التي يعيش فيها ) وديره .. ولا يتم السماح بالإنتقال من مكان الى مكان إلا بتصريح. ومن يجدوه غير موسم أو هارب من مكان إقامته، يأمر الأمير بقطع أحد اعضائه ويبقي أعرج، وقتل جماعة وقلع أعين جماعة بغير رحمة .. ومن حبه للمال كان يأمر بقتل الناس وأخذ اموالهم. ويحكي مؤرخ مصري آخر هو ساويرس أن الراهب الذين يجده بدون حلق في يده يتم قتله أو يموت من الضرب بالسياط.
تم عزل هذا الوالي بأمر من الخليفة عمر بن عبد العزيز .. لكن ما كاد الناس يفرحون حتى وجدوا أن الخليفة يعزل كل الأقباط (أي المصريين) من الدواوين، وفرض جزية من أسلم من الأقباط على باقي الأقباط الذين لم يدخلوا الإسلام وذلك حتى لا تقل الأموال التي ينهبها. وأمر ايضاً بعودة الضرائب على الكنائس وأمر بكسر كل الصلبان وكشط الصور.
ثم جاء بعده الخليفة هشام بن عبد الملك فأظهر تسامحاً مع الكنيسة، لكنه كان أكثر قسوة مع الناس، ختم الرصاص في حلق ( الذي يوضع في الإذن ) كل الناس وجعل علامة الأسد على أيدي النصاري، ومن لا يفعل يقطعون يده .. كما ضاعف الخراج على الناس. يقول ساويرس أنهم يفوقون تعذيب الرومان للرهبان في فترة الشدة العظمى.
عندما تولى عبد الملك بن مروان قبض على الأنبا ميخائيل بطريرك الكنيسة المصرية وعددا من الأساقفة وقيدهم بالحديد وحبسهم في خزانة مظلمة، وكان معهم 300 من الرجال والنساء .. ثم أخرجهم بعد 17 يوما وأمر الولي الأنبا بجمع أموال من الأقباط وإلا عاد الى السجن.
هذه الشهادات من مصريين مسيحيين، وهي في الأغلب الأكثر صدقاً، فشهادات الضحايا دائماً اكثر صدقاً من الجناة. لكن ربما هناك من يشكك فيهم رغم أنهم أصحاب البلد، ويفضل شهادات لمؤرخين عرب مسلمين منحازون بالطبع إلى الغزاة. والمفاجأة أن شهادات هؤلاء تكاد تتطابق مع شهادات المصريين. محمد بن جرير الطبري يقول أن الجيش العربي الفاتح أسر عدداً كبيراً من المصريين وإن صفوف العبيد من القبط أمتدت من مصر إلي المدينة. وأشار أبو الحسن بن داود البلارزي وعبد الرحمن بن عبدالحكم الى أن سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه أمر بوقف إرسال العبيد ، لكنه تغاضى عن الذين الذين تم توزيعهم بالفعل. وقال : الجزية قائمة تكون لنا ولمن بعدنا من المسلمين أحب إلي من فيئ يقسم ثم كأنه لم يكن.
أي كان حريصاً على بقاء قوة العمل في مصر حتى تستمر الجزية والخراج والضرائب.
يقول بن الحكم أن أهل الخربة (أسم مدينة مصرية) كانوا رهباناً ومع ذلك فقد قتلهم بن العاص جميعاً وخرب المدينة خراباً لم تشهد مثله من قبل حتى سميت بالخربة . يقول الطبري عندما خاف العاص من تسخير الآلاف المصريين في أعمال الحفر أرسل له الخطاب: “أعمل فيه وعجل، أخرب الله مصر في عمران المدينة وصلاحها”. ويؤكد السيوطي واقعة تسخير بن العاص للمصريين في حفر القنوات ومد الجسور ووصل العدد إلى 120 ألف عامل.
أما تقي الدين المقريزي فيرصد سلسلة ثورات الأقباط منذ عام 107 هـ : قدم حنظلة بن صفوان أميراً على مصر في ولايته الثانية، فتشدد على النصارى وزاد الخراج واحصي الناس والبهائم وجعل علي كل نصراني وسماً صورة أسد وتتبعهم ، فمن وجدوه بغير وسم قطع يده.. ثم في سنة واحد وعشرين ومائة أنتفض القبط في الصعيد وحاربوا وقتل منهم كثير.
زادت الثورات في أواخر عهد الدولة الأموية، وكلما تقدم الزمن كانت تفصيلات الاضطهاد والتعذيب تتضح أكثر وأكثر لدي المقريزي الذي فطن إلى أن الحكام العرب، لم يكونوا في دهاء بعض الأوائل، بل كانوا يفرضون الضرائب علي الكنيسة والرهبان، بل ويقبضون عليهم ويعذبونهم، كما حدث في عهد مروان بن محمد آخر الخلفاء الأمويين ، حينما قبض علي بطريرك الأسكندرية ووضع رجليه في الحديد ونتف شعر لحيته .
بمجرد أن أعلن حفص بن الوليد (127-128هـ) إعفاء من يسلم من الجزية ، بادر 24 ألف من الأقباط وأعتنقوا الإسلام تخلصاً من قيود الجزية وشتى أنواع الضرائب والاضطهادات الأخرى. وجاء في وصية الخليفة سليمان بن عبد الملك لأسامة بن زيد التنوحي متولي خراج مصر، فقال: أحلب حتى ينقيك الدم. فإذا انقالك الدم حتى ينفيك القيح! لا تبقها لأحد بعدي.
يحكي المقريزي عن اسامة بن زيد بأنه اشتد علي نصاري مصر وأمر بقتلهم وأخذ أموالهم، ووسم أيدي الرهبان بحديدة تدل على أسمه وأسم ديره وتاريخه، فكان من وجد بغير وسم ضرب عنقه .. وكتب إلى الأعمال ( أي نوابه في المدن والقرى) بأن من وجد من النصارى ولم يكن بيده منشور ( تصريح بالانتقال) يؤخذ منه عشر دنانير.
بالتأكيد هذا ما فعلوه في كل البلدان التي أحتلوها بالسلاح، والآن اسألك كمسلم :
هل في رأيك كل هذا له علاقة بالدين،هل هؤلاء يمثلون الإسلام؟
كما ترى فلم يكن هدف الغزاة نشر الإسلام كما يقول الإسلاميون، فلم لم يكن من بينهم “دعاة”، بل كان من بينهم من وصفتهم المرويات الإسلامية بـ “المرتدين”، أي كفار. وليس صحيحاً أنهم جاؤوا لكي ينقذوا المصريين من المحتلين الرومان، فلو كان هذا صحيحاً لطردوا الرومان وعادوا إلى صحراء الجزيرة العربية، وتركوا مصر للمصريين. لكنهم لم يفعلوا، بل كانوا كما قال مؤرخين عرب أسوء من الرومان، كانوا إحتلالاً استيطانياً. وما قاله هؤلاء المؤرخين العرب المسلمين يُكذب أسطورة أن المصريين رحبوا بالغزاة، بل قاوموهم بشراسة، قاوموا القهر والظلم والنهب والسبي وغيرها من الجرائم.
وأسألك أخي المسلم مجدداً هل هؤلاء يمثلون”اسلامك”؟
الحقيقة أنه لا أحد يمثل الإسلام، لم يمنح الله جل علاه توكيلاً لأحد لكي يكون المتحدث الوحيد بأسمه. وليس صحيحاً ما يردده الإسلاميون بأن ديننا منح القداسة لأشخاص محددين. السبب أن البشر أياً كانوا، ومهما علت قامتهم يرتكبون أخطاء، فهذه طبيعة البشر. ولو قدس الإسلام أشخاص، فهذا معناه أنه يقدس ايضاً خطاياهم، مثل الإحتلال والنهب والسبي وغيرها. بل دعني أذكرك إن سيدنا النبي وهو من هو ، عاتبه الله في قرآنه الكريم عندما أخطأ: عَبَسَ وَتَوَلَّى ، أَنْ جَاءَهُ الْأَعْمَى ، وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّهُ يَزَّكَّى ، أَوْ يَذَّكَّرُ فَتَنْفَعَهُ الذِّكْرَى ، أَمَّا مَنِ اسْتَغْنَى ، فَأَنْتَ لَهُ تَصَدَّى ، وَمَا عَلَيْكَ أَلَّا يَزَّكَّى ، وَأَمَّا مَنْ جَاءَكَ يَسْعَى ، وَهُوَ يَخْشَى، فَأَنْتَ عَنْهُ تَلَهَّى ، كَلَّا إِنَّهَا تَذْكِرَةٌ ، فَمَنْ شَاءَ ذَكَرَهُ ، فِي صُحُفٍ مُكَرَّمَةٍ ، مَرْفُوعَةٍ مُطَهَّرَةٍ ، بِأَيْدِي سَفَرَةٍ، كِرَامٍ بَرَرَةٍ [سورة عبس].
فالإسلام يقدس فقط القيم الكلية التي جاء بها: الحرية، والعدل والمساواة.. الخ. ويرفض بالقطع ما يتناقض معا. لو أن ديننا يُقدس الأشخاص كما يزعم الإسلاميون، ما أصبح ديناً للعالمين، وتحول إلى دعوة لبناء “عصابة” يدافع أعضائها عن بعضهم البعض بالحق وبالباطل، كما يفعل الإسلاميون، وحاشا لله أن يكون كذلك.
لماذا النبش في هذا الماضي وقد أنتهى؟
الحقيقة أنه لم ينتهي، بل هو فاعل حتى الآن، يحرك الحاضر ويدمره، فالإسلاميين بكل تنويعاتهم يعيدون أنتاجه. داعش على سبيل المثال قلدت هذا الماضي، ومارست الإحتلال والسبي والنهب والقهر والظلم ضد الشعوب التي أحتلت أراضيهم، وبالطبع كانت أكثر وحشية مع غير المسلمين.
الإخوان المسلمين يخربون أي بلد يحلون فيها، فمشروعهم الأساسي هو إستعادة “السلف الصالح”، بناء دولة الإسلام ومن بعدها الخلافة. ولو أن المسلمين تبرؤوا من أي جرائم تمت ممارستها بأسم الإسلام، لو أنهم علموا اولادهم أن هذا يتناقض مع القيم الكلية لديننا، لما خرج من المسلمين داعش والقاعدة والإخوان وغيرهم من الإرهابيين الذين ينشرون الخراب والدماء في كل مكان في العالم.
لكنك بهذه الطريقة تحتقر العرب؟
هذا غير صحيح على الإطلاق، فمن فعل هذه الجرائم هم بعض العرب، وليس كل ما يفعله الحكام يصبح مسئولاً عنها الشعوب. هذا اولاً ، وثانياً كما أكدت في دراسات سابقة أن هذه الجرائم فعلها عرب من ذلك الزمان، ولا ينسحب ما فعلوه على من يعيشون بيننا الآن. فما فعله على سبيل المثال هتلر لا ينسحب على كل الألمان في الماضي، ولا ينسحب بالطبع على الألمان اليوم. ينسحب فقط على من يريد تقليد هتلر من جديد.
الأمر ببساطة أن نرفع من على كاهل الإسلام ما يناقض قيمه الكلية، أن نسترد القيم الكلية لهذا الدين من مغتصبيه في الماضي والحاضر.