بقلم: عماد أرمانيوس
يبدو أن النظام وأجهزته ينوون شن حرب تكسير عظام على الكل لسحب المساحات التي أُتيحت من الحرية.
ودون الخوض في سرد الأحداث، فمتابعة سطحية بسيطة ليومياتنا المصرية النكدية لا تحتاج لأي تحليل. أقباط، إخوان، بهائيين... أي مطالب بأي حقوق يكفيك أن تقوم ببحث أولي على شبكة الإنترنت لتحصل على ما لا تتوقعه من الرصد للانتهاكات.
يعنيني هنا أمر الأقباط، فالأحداث تتلاحق بصورة غير مسبوقة وكأن خطاب الأفريقي أوباما شأنه مجلب النحس على الأقباط، فشراسة وكثافة الأحداث التي تلته غير طبيعية.
سواء أكانت هي حرب يعد لها النظام من قبل أو كانت مجرد رد فعل لأي حدث ما؛ فلن يرتدع النظام إن لم يحدث داخليًا ما يردعه، وبوضوح فعل يهدد عملية التوريث المرتقبة.

أبدأ بطرح قضية وسبيل لحلها:
سجن القس متاؤوس: هي ليست بهدف ترهيب آخرين بعينهم بقدر ما هي عملية جس للنبض وردود الأفعال؛ ولما كانت ردود الأفعال لم تتعد ما توقعته الأجهزة المعنية فيحق لها الاحتفال بنجاحها ولا يحق لنا قبول العزاء.

لا أرى أي سبيل لحل قضية اليوم إلا في:

1-خروج رجال الكهنوت من أرجاء مصر وفي كل دول المهجر مع شعوبهم للاعتصام في الميادين العامة. (ليس بهدف الاعتراض على أحكام القضاء –إن كانت عادلة- ولكن للمساواة؛ فطالما لم يسجن شيخ، فلا يسجن قس).
نتيجة متوقعة: صدامات، وإصابات، واعتقالات تعسفية لا يرد عليها إلا بالاستمرار في الاعتصام في الميادين العامة.
2-يبلغ كل كاهن عن نفسه أنه يمارس تزويج المتنصرات (سبب سجن القس متاؤوس) وأتحدى أن تقدم أجهزة الأمن على اعتقال كل رجال الكهنوت أو حتى عدد كبير منهم.
نجاح تحقيق الهدف مرهون بالإصرار والعمل الواحد وعدم الاستسلام.
ما الذي سنخسره أكثر مما نخسر كل يوم؟!
عمل كهذا سيكون مقدمة حقيقية للكفاح من أجل الحقوق وسيكون بمثابة ردع يجعل النظام المصري يراجع نفسه، وربما يتحول لثور هائج وهذه ستكون ناذرة نهايته، فقد طفح الكيل، وما عاد الاكتفاء بالنشر والتوثيق والفضح يكفي أو يردع أو يرد الحقوق.
إلى رجال الكهنوت أقول: كونوا جميعًا متاؤوسًا واحدًا؛ إما في السجن معه وإما هو خارج السجن معكم؛ وإلا ستنفرد أجهزة الأمن بكل منكم على حدا وتجعل منه خلفًا لسلفًا.

لا تذعنوا لأي تنديدات تسلبكم حريتكم ولا تُدَينوا الجُبن (تبرير الجبن دينيا). تذكروا متاؤوس اليوم؛ ستكونونه أنتم غدًا. ليس بذلة العبيد نطلب الإفراج عن القس متاؤوس بل بكل اعتزاز.
ابدءوا، ولا تتراجعوا حتى يخرج من سجنه.
اخرجوا من سجونكم، كي ما يخرج أخيكم.
إن أمكنكم دفع ظلم عن أخيكم ولم تفعلوا؛ فأنتم أكثر ظلمًا له ممن ظلموه.
Macarvi2000@yahoo.com