كتب – ايهاب رشدى
عند سماعنا عن قصة انتحار ... تبتدي الوعظات : الانتحار جريمة بيرتكبها الإنسان في حق نفسه ، و اللي انتحر اغضب ربنا و قتل نفسه ، و فقد رجاؤه ، و راح جهنم ..
هو ده بس اللي احنا بنقوله ، و ما حدش حط نفسه مكان الشخص ده ، و لا مكان قلب امه اللي اتقطع ، و قلب ابوه اللي اتحرق.. ما حدش بيحس بالمشاعر دى..
هكذا عبر الدكتور مجدى اسحق استاذ المشورة و الارشاد النفسي عن حالات الانتحار بين الشباب ، وقال أن قلبه احترق عندما قرأ مؤخرا قصة الشاب المنتحر وأشار إلى أن هناك حالة انتحار فى العالم كل 40 ثانية ، وأن العدد اقترب من مليون منتحر كل عام ، وان الأمراض النفسية و العقلية خاصة الاكتئاب و الفصام تأتى على رأس أسباب الانتحار .
وقد أكد الدكتور اسحق الاستشارى بمعاهد المشورة ، أن قصة هلاك المنتحر قضية شائكة جدا عليها خلاف كبير جدا عند آباء الكنيسة ، وذلك لأن هناك فرق بين المريض الذى غلبه المرض و ربنا عارف و مسامحه ، فالكنيسة تلتمس له العذر و تصلي عليه بعد ما تتأكد من مرضه ، و بين شرير ارتكب جريمة و بعدما - مثلا - ما قتل ناس قتل نفسه ( نفس قصة يهوذا )، و هو اللي اختار هلاكه بنفسه مش ربنا اللي اهلكه ، فالكنيسة لا تقدر أن تصلي عليه ، وفسر ذلك بان الكنيسة قد وضعت هذه القاعدة حتى لا تشجع الناس علي الانتحار ؛ يعني انتحر و احنا نبارك انتحارك و نقول لغيرك انتحر و احنا حنوافق و نباركك ، و نصلي كمان عليك .. يبقي تصريح لكل واحد انه يخالف ربنا و ينهي حياته اللي هي أصلا مش ملك نفسه ..
و أكد اسحق ان الكنيسة لا توافق أيضا علي الموت الرحيم "الايوثانيزيا " euthanasia ، الذى يقوم فيه المريض بالاتفاق مع الطبيب على أن ينهى حياته ؛ يعني "انتحار طبي" ..
وقال أنه في أغلبية الحالات فإن الكنيسة الحنون تعرف أن المنتحر مريض و هو بين يدى رحمة ربنا ، و أن أهله في امس الحاجة للرفق و اللطف و السند ..
وناشد أستاذ الارشاد النفسى الجميع قائلا : دوروا علي الحزاني و المكلومين ، الانتحار بيحصل في لحظة ، بيبقي مستخبي و بيستني اقرب فرصة علشان يتحقق ، واوعي تكونوا سبب في جرح أحد حتي لو بسيط ، كتير من النفوس الرقيقة ، ما بتلاقيش غير الحل ده علشان ترتاح من أذية الناس ، كما طالب من كل شخص يفكر فى الانتحار ان يتكلم ويطلب المساعدة قائلا له " احنا جنبك " .