مجرم "بورسعيد" بطريقة "كريستي"
بقلم: د. رأفت فهيم جندي
في قصص الكاتبة الإنجليزية "أجاثا كريستي"، يكون اكتشاف المجرم الحقيقي للجريمة فقط في نهاية القصة، ويكون آخر شخص ممكن أن تعتقد أنه يكون الجاني. ولو طبَّقنا طريقة "كريستي" على جريمة "بورسعيد"، فسيكون أعضاء إدارة "النادي الأهلي"، وأولهم "الخطيب"، هم المدبِّرون لمذبحة جماهير "النادي الأهلي".
المكر الشديد في اختيار "الخطيب" لوقت هذه المبارة لإجراء جراحة في المخ في "ألمانيا"، ولقد كان أمامه مباريات الدوري السابقة ولكنه اختار هذا الوقت لإبعاد الشبهة عنه، وإدعاء أنه تحت تخدير البنج.
النية الإجرامية للنادي الأهلي واضحة في قبوله ذهاب جماهير الأهلي لـ"بورسعيد" برغم معرفته بأن العسكر والداخلية يتربصون بـ"ألتراس الأهلي" المناهض لحكم العسكر، تقاعس الأهلي عن عدم الاستعلام من العسكر عن سبب تغيير مدير أمن "بورسعيد" قبل المباراة بـ 10 أيام، الإهمال الجسيم من الأهلي في عدم التدقيق في بوابات المدرَّج الذي خُصِّص لجماهيره والتيقن أنها لم تُلحم لمنع خروجهم لسهوله قتلهم، عدم اكتراث إدارة الأهلي في اكتشاف تخلف المحافظ الكلي واختفاء مدير الأمن الجزئي أثناء المبارة، فشل إدارة الأهلي في إعطاء أوامرهم لجنود الأمن لكي يوقفوا الزحف المنسق على مدرج مشجعي الأهلي، عدم المبالاة في إهمال تخصيص عضو من النادي الأهلي ليكون بجوار لوحة تحكم أنوار إستاد "بورسعيد" لكي لا تُطفأ أثناء قتل جماهيره، عقد الأهلى لمؤتمر صحفي بعد الحادث وجنازة تأبين للتغطية على هذا التآمر..
في "كفر الهنادوة"، وبعيدًا عن أفكار "أجاثا كريستي" الإنجليزية، سيقول بعض المغفلين (مثلي) إن المجلس العسكري والداخلية هم من دبَّروا هذا المخطَّط، ولكن يكفي للرد على هذا الإدعاء الرخيص أن العسكر ممكن أن يسحلوا أقباط "ماسبيرو" بالدبابات أمام المشاهدين بكل شرف الجندية، وأن يُطلقوا الرصاص والخرطوش على الأعين وقلوب المتظاهرين بكل العنجهية، ويعرون النساء في الشوارع بكل نخوة العسكرية، ولكنهم لا يفعلون أفعال "الـلهو الخفي" ويتركونها للمخابرات والأمن القومي!! ويكفي أن مجلس العسكر- بالرغم من مشغوليته الشديدة- كان على علم بالمذبحة فور أو حتى قبل حدوثها، وأرسل طائراته لنقل المصابين والموتى على الفور، بالرغم من أنه في أوقات سابقة كان لا يعلم ولا يبالي ولا يرسل حتى بسكلتته، بل يسحل ويخطف حتى الأطباء المعالجين للمصابين.
يلعب العسكر الآن في الوقت الضائع، ولن يفيدهم "فاولاتهم" الكثيرة الظاهرة والخفية عن أعين الحكم لكل أطياف المصريين، وستنطلق صفارة النهاية الحتمية لهم.
والمسترعي للانتباه أن بجانب حبس "مبارك" ومحاكمته، يتم الآن تلفيق هذه المذبحة له ولزوجته وأولاده، حتى وهم ما بين مستشفى وسجن، بنفس طريقة ما كان يلفِّقه "مبارك" للآخرين أثناء حكمه، مثل اتهاماته المتكرِّرة لأقباط المهجر بإثارة الفتنة الطائفية، والسيد المسيح سبق وعلَّمنا "بِالْكَيْلِ الَّذِي بِهِ تَكِيلُونَ يُكَالُ لَكُمْ وَيُزَادُ لَكُمْ أَيُّهَا السَّامِعُونَ"، و"مَنْ لَهُ أُذُنَانِ لِلسَّمْعِ فَلْيَسْمَعْ".
كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها
تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :