حمدي رزق
تعيين سبع سيدات نواب محافظين (دفعة واحدة)، يوقن الانحياز للمرأة المصرية من قمة السلطة في مصر، والذى يعبر عنه الرئيس بامتنان، وهو مستحق تمامًا، وحتى لو بات السيسى متهمًا بالانحياز للمرأة المصرية، لهو انحياز يتيه به فخرًا.
إذا لم ينحز المصرى الحر الشهم الجدع للأم والأخت والابنة والزوجة والعمة والخالة.. لمن ينحاز، وهى التي حملت الأمانة على رأسها، ولم تفرط في شىء منها، وأدتها كاملة غير منقوصة، نضال المرأة المصرية تاج فوق رؤوس العباد.
لا يفوت الرئيس «تغيير» إلا ودفع بالمرأة «تمكينًا مستحقًا»، ولا يمرر مناسبة إلا وخرج عن النص، شاكرًا المرأة المصرية، امتنانًا وعرفانًا بفضلها وصبرها وإخلاصها، وهى تجاهد تحملًا لتبعات الإصلاح الاقتصادى القاسية بجلد الصابرين، وفعلًا لولا تضحيات العظيمة الصابرة لما قامت لهذا البلد قيامة بعد الاحتلال الإخوانى الذي أسقطته بنفخة من روحها ثم عادت لتبنى الوطن طوبة طوبة، وإذا ما احتاج الوطن دماء، أمدته بطابور من الشهداء، لله در الكمّـل الفضليات.
شتان بين امتنان الرئيس للمرأة، وجفاء نفر من الإخوان والسلفيين والتابعين وتبع التابعين، وكأنهم يا أخى متسلطون على المرأة، في جاهليتهم يعمهون، يودون لو يئدونها مجددًا!. للأسف يخرج من بين ظهرانينا «ولاد حرام» يحطون من شأن من رفعتها الرسالة المحمدية إلى عنان السماء.
للأسف إهانة المرأة المصرية العظيمة صارت بضاعة يجول بها نفر من «الأغوات» في بلاط السلطان التركى، على الفضائيات الموجهة، ويمعنون بجهل فاضح ويتترون في وحل أنفسهم، وينصبون أنفسهم قيّمين على امرأة عظيمة علّمت العالمين معنى الوطنية في تجليها.
لم توف كل حقوقها بعد، مقصرون تمامًا في كتابة سطور تاريخها، المرأة المصرية إذا غضبت زمجرت، وإذا قررت خرجت من قعر بيتها كالفارسة الجامحة، فانداحت سيلًا عرمًا جرف خلافة الإخوان، ولم تتول عند الزحف، ولم تختن شرفها في المضاجع الإخوانية، لم تحج إلى مكتب الإرشاد، لم تشد الرحال إلى «فيرمونت»، وهتفت قبل الجميع «يسقط يسقط حكم المرشد».
المرأة المصرية حالة تستأهل التوقف والتبين، توقفًا أمام امتنان الرئيس لفضلها، معترفًا بجميلها يحمله فوق رأسه، منحنيًا أمام عظمتها المتجسدة آيات، مستقبلًا أمهات الشهداء الصابرات في القصر الجمهورى، يحسن وفادتهن، ويوصلهن إلى باب السيارة ويفتح الباب إكرامًا لكريمات أكرمن وطنهن فاستحققن كرمًا رئاسيًا فاخرًا، وتبين موقف الإخوان والتابعين في الحط على رأسها، وهى بنت الأكرمين.. بوركت سيدتى وبارك الله من أكرمك.
نقلا عن المصرى اليوم