القمص اثناسيوس فهمي جورج
كنيسة مارمينا العجائبي التي اقيمت فوق قبره باقليم مريوط ،اتخذت شهرة عالمية فقد صارت فخر ومجد . ضمت رفاته الطاهرة وصارت محجا ومزارا ومسرة لجميع الشعوب .... من حولها جدران وقباب اثرية فريدة ولوحات فسيفساء ذهبية و زخارف محلاة باسم مارمينا وبرسم ايقونته . اطلقوا عليها ( اجمل واعظم كنيسة مصرية ) و ( تحفة روائع الفن المسيحي ) - " الاكروبول المسيحي القديم " - يقصدها الزوار من كل مكان ، للتبرك وطلب الشفاء والشفاعة والتمجيد الذكصولوجي . حيث يأتوا ليقتنوا القناني الفخارية ، التي نقشت عليها ايقونة الشهيد العجائبي ، والحاوية لماء اللقان وزيت المسحة . فبالرغم من التخريب وتقلبات الزمان والاحداث ، الا ان ابا مينا وكنيسته اهم معلم في صحراء مريوط ، وهي تسمت برية او مدينة مارمينا الشهيد البطل . كذلك تم ترميمها واعادة اعمارها ، تذكارا لجهاد الجندي الذي شرب من ماء تعاليم المخلص لا من ابار هذا العالم المشققة ، حتي تولدت فيه انهار وينابيع النعمة ، وظهرت افكاره العقلية التي خبأها فيه اعماق لطف الله ، وعندئذ صار جنديا للملك الحقيقي المسيح الضابط الكل ، بنذر البتولية والنسك والعبادة الحسنة .. واخيرا قدم شهادة الدم ، عندما طلبت منه ، ليعلن ايمانه بكل جرأءة ، وينضم لا الي سلالة او نسب كريم ، لكن لشهداء الغلبة السمائيين الذين لم يحبوا حياتهم ولا رتبهم ولا حسبهم ونسبهم ، بل احبوا مجد الله القدوس . فمن الجندية الارضية الي السماوية ، ومن كرامات الغني الزمني الي الخيرات العتيدة والمعدة لكل نفس احبت مجد الله اكتر من شهرة ونجومية الزمان . اسلحة جنديته ليست مادية لكنها قوة سماوية ، ومركبته هي الصليب المحيي ، وسيفه هو الايمان المستقيم ، وغلبته هي علي اوثان العالم وشهواته واصنامه . ذكره الي الابد ، مع كل لابسي الجهاد ، الذين اكملوا السعي كأشجار الفردوس الحاملين الاثمار الحلوة انه شفيع لكل من يطلبه ، فان قطعت رقبته وهو بعد شاب صغير لكنه اليوم يتكلم افضل امام الله الحي ، وسيرته تدعونا جميعا كي نثبت في وصايا الله ونخافه حتي نتمم نحن ايضا جهاد جنديتنا .. وتبقي كنيسه مينا الرخامية الاثرية وديره العامر منارة لتمجيد اسم الله الهنا الذي احبنا وفدانا . وسيرة مينا الشهيد صانع العجائب تنطق بفخر الخيرات السماوية والصالحات ، واتعابه تستحق المديح ، لان اكليل من حجر كريم موضوع علي راسه ، في عيد الابدية .